هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من “العصر الفيكتوري”؟

في صف مكون من 30 طفلاً، لا يمكن للتلاميذ جميعا التعلم بنفس الطريقة ولا يتوفر لدى المعلم الوقت لتعليمهم جميعًا بشكل مختلف. لكن الذكاء الاصطناعي يفعل ذلك، إذ يتم استخدامه في جميع أنحاء شرق إنجلترا لتحديث التعليم وجعله تجربة شخصية لكل تلميذ. فالهدف هو ضمان عدم تخلف أي طفل عن الركب وجعل التعلم شيقا وجذابا، ولكن كيف يمكن للمعلمين ضمان عدم إساءة استخدام التكنولوجيا؟

في مبنى خارجي في ويست سوفوك كوليدج في باري سانت إدموندز، يقع مختبر الواقع الافتراضي XR.

تستخدم هذه الكبسولة ذات التصميم الحداثي المستقبلي، والتي تبلغ تكلفتها مليوني جنيه استرليني، والتي تم بناؤها باستخدام تمويل حكومي، الذكاء الاصطناعي لإنشاء عوالم افتراضية ثلاثية الأبعاد يمكن للطلاب الوصول إليها من خلال سماعات الرأس أو الأجهزة اللوحية، مما يغمرهم في المواد التي يدرسونها. كما أنه يحول المنهج الدراسي لما يشبه اللعبة لإشراك الطلاب.

هذه الكبسولة الخاصة بالتعلم الافتراضي هي محل فخر نيكوس سافاس، الرئيس التنفيذي لمجموعة التعليم الشرقية التي تدير عدة مدارس في المنطقة.

وقال سافاس: “نحن نقوم بالتدريس بطريقة قديمة لا تناسب إلا الأقلية. نحن بحاجة إلى الخروج من العصور الفيكتورية. لماذا لا يكون التعلم ممتعًا؟”

يعتقد نيكوس سافاس أن الذكاء الاصطناعي يمكنه إبقاء الطلاب منخرطين في التعليم لفترة أطول

ويتم استخدام التكنولوجيا في العديد من المواد الدراسية، على سبيل المثال، يمكن لطلاب الهندسة الاجتماع في غرفة افتراضية والعمل معًا لبناء محرك طائرة.

ويقول توم لويد، الذي يدير المختبر: “إن ذلك يمنحهم الثقة والخبرة قبل العمل مع الأجزاء الحقيقية، والتي تعتبر باهظة الثمن وقد يكون من الصعب الوصول إليها”.

ولكن هل هناك خطر من أن يتم تحفيز الطلاب، الذين يعيشون بالفعل في مجتمع يعتمد على الشاشة، على الإغراق في العالم الافتراضي؟ ويعتقد سافاس أنه إذا استخدمت تكنولوجيا التعلم بشكل صحيح، فإن الإجابة هي “لا”.

يقول توم لويد إن الطلاب يكتسبون الثقة والخبرة من خلال الواقع الافتراضي
ويقول: “نحن نضمن وجود توازن بين التعلم في الفصول الدراسية، والتعلم في الهواء الطلق والافتراضي، وهذا يحمي الصحة العقلية”.

عدد قليل من الأماكن في البلاد لديها مرافق تعلم افتراضي مثل هذه، ويأمل سافاس أن تسمح التجارب التي يجريها للآخرين بمتابعتها.

ولكن ليس من الضروري أن يكون الذكاء الاصطناعي مكلفًا إلى هذا الحد حتى يحقق الفوائد.

يستخدم التلاميذ الذكاء الاصطناعي لجعل التعليم تجربة أكثر مواءمة لشخصياتهم
تستخدم مجموعة بيدفورد كوليدج غروب Bedford College Group الذكاء الاصطناعي عبر مواقعها في بيدفوردشير ونورثامبتونشاير لمساعدة الطلاب GCSE في الرياضيات واللغة الإنجليزية.

ويعملون على أجهزة الكمبيوتر من خلال سلسلة من البرامج التعليمية التي يحددها المعلم. ويقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل كيفية إجابتهم على الأسئلة، وتحديد المجالات التي يواجهون صعوبة فيها، وشخصنة تجربة التعلم من خلال منحهم المزيد من التدريب.

شاهد أيضاً

«آبل» تطالب برفض دعوى قضائية باحتكار سوق الهواتف الذكية

طالبت شركة أبل برفض دعوى قضائية تقدمت بها وزارة العدل الأمريكية تتهمها بممارسات احتكارية في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض