توجه الناخبون الأتراك إلى صناديق الاقتراع لاختيار رؤساء بلدياتهم في انتخابات تشهد منافسة حادة خصوصا على اسطنبول أهم المدن في كل الانتخابات التركية .
وفتحت أول مراكز الاقتراع في تمام الساعة السابعة من صباح الأحد في شرق تركيا ثم تتالت عمليات التصويت في المدن الكبرى مثل أنقرة واسطنبول وفي غرب تركيا بعد ذلك بساعة .
والقى الرئيس رجب طيب اردوغان بكل ثقله في الحملة الانتخابية فجاب البلد البالغ عدد سكانه 85 مليون نسمة إلى جانب مرشحي حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه وعقد مهرجانات انتخابية بوتيرة عالية.
وبلغ عدد من يحق لهم الانتخاب 61 مليونا.
واحتدمت المنافسة خصوصا بين الوزير السابق مراد قوروم مرشح حزب العدالة ومنافسه رئيس البلدية المنتهية ولايته أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري في العاصمة الاقتصادية للبلاد.
ويرى مراقبون أنه في حال إعادة انتخاب أكرم إمام أوغلو، فإن ذلك سيُكسبه نقاطا في الانتخابات الرئاسية لعام 2028.
و قبل يوم من الانتخابات، عقد اردوغان ثلاثة تجمعات انتخابية في إسطنبول، القسطنطينية السابقة التي يصفها بأنها “الجوهرة، الكنز، قرّة عين أمّتنا” والتي كان رئيس بلديتها في التسعينيات قبل أن يصبح رئيسا لتركيا.
وخلال تلك التجمعات، تحدث مجددا عن “أوجه القصور” لدى إمام أوغلو الذي وصفه بأنه شخص طموح لا يكترث كثيرا لمدينته و”رئيس بلدية بدوام جزئي” مهووس بالرئاسة.
وقال قبل توجّهه للصلاة في مسجد آيا صوفيا “أُهملت إسطنبول على مدى السنوات الخمس الماضية. نحن نسعى لإنقاذها من كارثة”.
ورغم أنّ استطلاعات الرأي تشير إلى تقدّم طفيف لرئيس البلدية المنتهية ولايته، فإن ذلك لا يعني أنّ فوزه محسوم أو شبه محسوم في الانتخابات البلدية.
وخلافا للانتخابات البلدية التي أجريت عام 2019، فإن المعارضة هذه المرة مشتتة. لم يتمكن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، من الحصول على دعم الأحزاب الأخرى، سواء في إسطنبول لصالح إمام أوغلو أو في أي مدينة أخرى في تركيا.
أما حزب الشعوب الديموقراطي “ديم” الموالي للأكراد فيخوض الانتخابات البلدية بمفرده مجازفا بالخسارة أمام الحزب الحاكم المهدد هو نفسه في بعض المناطق بحزب ينيدن رفاه (الرفاه الجديد) الإسلامي.
من جهته، أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل السبت فيما كان يقوم بجولة في مدينة إزمير الواقعة في غرب البلاد والتي يتوقع أن تبقى بيد المعارضة مثل العاصمة أنقرة “سنحقق غدا انتصارا عظيما لن يكون هزيمة لأحد .. ففي النهاية، تركيا هي التي ستنتصر”.
وفي إسطنبول، حرص إمام أوغلو على التحدث فقط عن قضايا محلية معددا الإنجازات التي حققها والتي سيحققها. وتداول ناشطون تسجيلات مصورة لهدايا قدمت باسم امام اوغلو عبارة عن مصحف وسجادة صلاة، وتهكم بعض المعلقين على الهدية كون الحزب يصنف نفسه على انه حزب علماني.
في المدن الكبرى، صوت الناخبون لاختيار رؤساء بلدياتهم وكذلك أعضاء المجالس البلدية ورؤساء بلديات المناطق والمخاتير.
وكان اردغان صرح في وقت سابق ان هذه ستكون آخر انتخابات يخوضها.