أعلنت شرطة الدنمارك أمس أنها أغلقت التحقيق بشأن عملية التخريب التي طالت خطي أنابيب «نورد ستريم» للغاز الرابطين بين روسيا وألمانيا في سبتمبر 2022، في قرار وصفته موسكو بأنه «عبثي».
وقالت الشرطة في كوبنهاغن إنه «استنادا إلى التحقيق، يمكن للسلطات أن تخلص إلى أن تخريب خطي أنابيب الغاز كان متعمدا. وفي الوقت نفسه، تعتبر أنه ليس هناك الأساس الضروري لمواصلة تحقيق جنائي في الدنمارك».
وأفادت شرطة كوبنهاغن بأن التحقيق الذي جرى بالاشتراك مع جهاز الاستخبارات الدنماركي PET كان «معقدا ومستفيضا». وأضافت أنها ليست في موقع يسمح لها «الإدلاء بتصريحات إضافية» عن القضية.
في المقابل، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن «الوضع أقرب إلى العبثية. من جهة، يعترفون بوقوع تخريب متعمد، لكن من جهة أخرى لن يمضوا قدما» بالتحقيق. وأضاف بيسكوف: «الوضع في هذه القضية واضح للغاية لدرجة أنه لا يمكن للمرء إلا أن يعبر عن الدهشة المطلقة».
وأكد بيسكوف أن روسيا ستراقب التحقيقات في أعمال التخريب التي تعرضت لها خطوط «السيل الشمالي»، وستستخدم قدراتها للحصول على بيانات بشأنها.
وأغلقت السويد المجاورة تحقيقها مطلع فبراير على أساس أنها لا تملك الاختصاص القضائي لمواصلته، ما يعني أن ألمانيا وحدها تحقق حاليا في العملية.
ووجهت فرضيات عدة أصابع الاتهام إلى أوكرانيا أو روسيا أو الولايات المتحدة، علما بأن الدول الثلاث نفت تورطها.
جاء ذلك تزامنا مع اجتماع نحو عشرين رئيس دولة وحكومة، معظمهم أوروبيون، أمس في باريس بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإعادة تأكيد دعمهم لأوكرانيا، يشارك فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والمستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الپولندي أندريه دودا ورؤساء وزراء حوالى 15 دولة في الاتحاد، ممثلان عن الولايات المتحدة وكندا وكذلك وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون.
ودعا ماكرون أوروبا إلى تحرك جماعي في مواجهة روسيا، في وقت ما زال الكونغرس يعرقل الدعم الأميركي البالغ الأهمية بالنسبة إلى كييف، كما يثير احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قلق الاتحاد الأوروبي.
والهدف من الاجتماع بحسب الإليزيه هو «إعادة تعبئة ودرس كل الوسائل لدعم أوكرانيا بشكل فعال» في وقت تواجه كييف التي تفتقر إلى الأسلحة والذخيرة وضعا صعبا جدا.
وشددت الرئاسة الفرنسية على ان «الأمر يتعلق بدحض الانطباع بأن الأمور تنهار، وإعادة تأكيد أننا لسنا متعبين»، ويصر الإليزيه على «أننا لسنا مستسلمين ولا انهزاميين، لن يكون هناك انتصار لروسيا في أوكرانيا».
ووفقا للرئاسة الفرنسية فإن «الجميع يبذلون كل ما في وسعهم لناحية تسليم الأسلحة. يجب أن نكون جميعا قادرين على القيام بعمل أفضل، كل حسب قدراته»، في حين أن بعض الأوروبيين، ولاسيما باريس وبرلين، يتبادلون الاتهامات علنا إلى حد ما، بعدم القيام بما يكفي.
ووقعت دول عدة بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا اتفاقيات أمنية ثنائية مع كييف في الأسابيع الأخيرة، لكن الاتحاد الأوروبي الذي قدم مساعدات عسكرية بقيمة 28 مليار يورو منذ بداية الحرب يكافح للوفاء بالتزاماته، خصوصا فيما يتعلق بتسليم القذائف.
وأشارت الديبلوماسية الأميركية السابقة ديبرا كاغان في مؤتمر المجلس الأطلسي الجمعة إلى أن «الأوروبيين لديهم الوسائل اللازمة للقيام بأشياء مهمة»، وأضافت «لو كانت أوكرانيا تمتلك بالفعل طائرات مقاتلة من طراز «إف-16»، ولو كانت لديها صواريخ توروس من ألمانيا، لرأينا صراعا مختلفا تماما اليوم»، وحذرت من أن «التردد يسبب مزيدا من الموت والدمار».