عندما ظهر وجه دونالد ترامب على الشاشة لإعلان فوز الرئيس السابق على منافسته نيكي هايلي في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية كارولاينا الجنوبية، انطلقت صيحات الفرح على الفور بين أنصاره الذين تجمعوا قرب تشارلستون.

ويشكل فوز ترامب انتكاسة لهايلي التي تمثل جناحا أكثر اعتدالا في الحزب الجمهوري، خصوصا أن هذه الانتخابات جرت في الولاية التي كانت حاكمة لها لست سنوات.

وتعانق المؤيدون لترامب في مجمع راق خارج تشارلستون حيث تبادلوا التهاني.

وقالت آمبر سباركس لوكالة «فرانس برس»: «أنا سعيدة!».

وأفادت «بأنه أمر نهائي. وبإمكاننا المضي قدما في هذه المرحلة (..) لا يتعين علينا أن نجلس على الحياد ونتساءل ماذا لو.. الآن أصبح الأمر نهائيا».

وعلى الرغم من تحفظات سباركس على شخصية ترامب المثير للجدل، فإنها «تحب سياسته كثيرا»، على حد قولها، وتتساءل «هل ينبغي أن نتأثر بالبرنامج السياسي أو شخصية شخص ما؟».

وأكد توم روبرتسون (61 عاما) «انتهى الأمر» لنيكي هايلي التي خسرت أمام ترامب، موضحا «ترامب سيصبح سيد العالم حال اعادة انتخابه».

وفي أول تصريحات يدلي بها بعيد فوزه، وفي مؤشر إلى أنه لم يعد يرى في هايلي تهديدا له، توجه ترامب من كولومبيا، عاصمة الولاية، إلى الرئيس الأميركي بالقول «جو (بايدن) أنت مطرود!». وكان ترامب يتحدث أمام جمع من أنصاره، وسط الهتافات والتصفيق.

ورسم ترامب خلال التجمع السنوي الكبير للمحافظين، صورة لديموقراطية أميركية اعتبر أنها أضحت على «شفا الهاوية»، عازيا ذلك إلى الرئيس جو بايدن، وقائلا إن البلاد يحكمها «طغاة» و«فاسدون» و«فاشيون».

ووسط هتاف مئات من أنصاره الذين اعتمروا قبعات حمرا كتب عليها اسم ترامب بأحرف ذهبية، قال الرئيس السابق إن «التصويت لترامب هو تذكرة عودتكم إلى الحرية وجواز سفركم للخروج من الطغيان».

وعلى مدار ساعة ونصف ساعة، أطلق ترامب تصريحات نارية بشأن المهاجرين، قائلا إنهم «يقتلون مواطنينا، يقتلون بلدنا». وأضاف «لا يمكن لأي دولة أن تتحمل ما يحدث» في الولايات المتحدة، منددا بسياسة الهجرة التي ينتهجها بايدن.

ومتحدثا أمام مؤتمر العمل السياسي المحافظ (سي بي آي سي) الذي عقد في ضواحي واشنطن، اعتبر ترامب أن «أميركا استحالت كابوسا» في ظل رئاسة بايدن.

وتعهد قطب الأعمال السابق البالغ السابعة والسبعين معالجة المشكلة عند عودته إلى البيت الأبيض، مشددا على أنه سيتخذ إجراءات «قاسية بقدر الحاجة»، في وقت عبرت أعداد قياسية من المهاجرين الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة عام 2023.

وقد أثارت محاولته تقليد الرئيس الحالي الذي وصفه بأنه «تهديد للديموقراطية» و«محاط بالفاشيين»، ضحك الجمهور. ووعد ترامب أنصاره أن يكون يوم الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر «يوما للتحرير» بالنسبة إليهم.

وأكد ترامب الواثق من إعادة انتخابه أن «كل شيء في بلادنا سيعود إلى العمل من جديد، وسنكون محط احترام في كل أنحاء العالم».

واعتمدت هايلي على أصوات المعتدلين. وهي تعد محافظة تقليدية تدافع عن تشكيل حكومة محدودة وتبني سياسة خارجية قوية.

وحضت المرشحة الخمسينية المحافظين على اختيار «جيل جديد من القادة المحافظين» بدلا من «سنوات أربع أخر من فوضى ترامب». لكنها سبق أن خسرت الانتخابات التمهيدية أمام ترامب في أيوا ونيو هامبشر ونيفادا.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *