مع تقدّم أعمار البشر، انتشرت امراض كانت تعتبر نادرة، ومن بينها السرطان والخرف وهشاشة العظام. ولأن هدف الاطباء دائما هو زيادة اعمار البشر مع تعزيز جودة الحياة، لذا يركز العلم حاليا على تطوير طرق للوقاية من هذه الامراض وعلاجها.
بالنسبة للخرف، يعتبر ألزهايمر من اكثر انواعه شيوعا، ووفقا للدكتور مشعل أبو الملح، استشاري أمراض الدماغ العصبية والحركية والمتخصص في أمراض الخرف والباركنسون في مستشفى دار الشفاء، فهو اضطراب عصبي يؤدي إلى تقلص الدماغ (ضموره) وموت خلاياه، مما يعلل التدهور التدريجي المستمر في قدرات المصاب الذهنية، كالتفكير والتذكر والتحليل، وأيضاً مهاراته السلوكية والاجتماعية.
الأعراض
استعرض الدكتور مشعل أعراض الإصابة بألزهايمر، وهي:
1 – فقد الذاكرة
هو العرض الرئيسي للمرض، وتتضمن العلامات المبكرة ان يجد المصاب صعوبة في تذكر الأحداث أو المحادثات الأخيرة وتنظيم الأفكار. ومع تقدم المرض تتدهور الذاكرة وتظهر الأعراض الأخرى.
2 – أعراض تدل على تدهور القدرات الذهنية، مثل:
● تكرار العبارات والأسئلة مراراً.
● نسيان المحادثات أو المواعيد أو الأحداث تماماً.
● وضع الممتلكات في غير أماكنها المعتادة، وأحياناً في أماكن غير منطقية.
● الضياع في أماكن مألوفة.
● نسيان أسماء أفراد الأسرة والأشياء المستخدمة يومياً.
● مواجهة صعوبة في العثور على الكلمات الصحيحة لتعريف الأشياء أو التعبير عن أفكاره أو للمشاركة في الحديث.
● صعوبة في مزاولة الأنشطة الروتينية التي كانت معتادة سابقاً، مثل التخطيط لوجبة وطهيها أو ممارسة لعبة.
● تدهور القدرة على اتخاذ قرارات وأحكام صائبة في المواقف اليومية.
● تأثيرات سلبية على الحالة المزاجية والسلوك، مثل: الاكتئاب، اللامبالاة، الانسحاب الاجتماعي، التقلّبات المزاجية، فقدان الثقة بالآخرين، التهيُّج والعدوانية، تغييرات في عادات النوم، التجوُّل بلا هدف، فقدان القدرة على التحكُّم بالنفس.
● الأوهام، مثل الاعتقاد بأن شيئاً ما قد سُرِق، أو الشك في أن أحداً يتآمر لقتله.
● وفي المراحل المتقدمة من المرض سينسى المصاب بألزهايمر كيفية أداء المهام الأساسية، مثل ارتداء الملابس والاستحمام.
عوامل الخطر
وعن عوامل الخطر، شرح د. مشعل، قائلاً:
1 – التقدّم في العمر: ألزهايمر ليس عرضاً طبيعاً للشيخوخة، ولكن احتمال الإصابة به يتزايد مع تقدّم العمر. وبحسب الدراسات، ترتفع فرصة الإصابة بعد عمر 65 عاماً فما فوق، ويستحوذ من تصل أعمارهم 75 عاماً فأكثر على نسبة %80 من المصابين بالمرض.
2 – التاريخ العائلي والجينات: يعرف بأن إصابة أحد أقارب الدرجة الأولى بالمرض، مثل الوالدين يزيد فرصة إصابة الأبناء.
3 – الجنس: تتباين فرصة الإصابة بين الرجال والنساء، حيث ترتفع أعداد المصابات النساء مقارنة بالمصابين الرجال، وقد يعزى ذلك جزئياً الى أنهن يعشن لمدة أطول من الرجال عامةً.
4 – حدوث إصابة رضحية (صادمة) في الرأس، فمن تعرضوا لإصابة رضحية عنيفة في الرأس هم أكثر عرضة للإصابة بداء ألزهايمر.
5 – العيش في بيئة هواء ملوث.
6 – الإفراط في تناول الكحول.
7 – المعاناة من أنماط النوم السيئة:
أثبتت الدراسات أن من يعاني من الأرق وصعوبة النوم او الإفراط والاستمرار في النوم لديه خطر متزايد للإصابة بداء ألزهايمر.
8 – اتباع اسلوب حياة يضر صحة القلب: أظهرت الأبحاث أن العوامل ذاتها التي تزيد خطر الاصابة بأمراض القلب تزيد ايضاً من خطر مرض ألزهايمر وتشمل:
● الخمول وقلة ممارسة الرياضة.
● السمنة.
● التدخين أو التعرّض للتدخين السلبي.
● ارتفاع ضغط الدم.
● ارتفاع الكوليسترول.
● النوع الثاني من داء السكر.
العلاج
بيّن د. مشعل أن العلم لم يتوصل الى علاج جذري وشافٍ، ولكنه وفّر عدة خيارات يمكنها تخفيف وتبطئة سرعة تدهور أعراض ألزهايمر (خاصة فقدان الذاكرة)، كما قد تساعد على زيادة الأداء الوظيفي والمحافظة على اعتماد المرضى على أنفسهم لبعض الوقت.
وتابع الدكتور: «يتوافر محلياً نوعان من الأدوية لعلاج الأعراض المعرفية، هي:
١- مثبطات الكولينستيراز: تعمل هذه الأدوية عن طريق زيادة مستويات التواصل من خلية لأخرى، من خلال الحفاظ على الناقل الكيميائي المستنزف في الدماغ بسبب داء ألزهايمر.
٢- الميمانتين (ناميندا): يعزز هذا الدواء شبكة اتصال خلايا دماغ، ويبطّئ من تفاقم أعراض داء ألزهايمر المعتدل إلى الشديد.
وأحياناً، قد تضاف إليها عقاقير مصاحبة مثل:
● مضادات الاكتئاب للمساعدة على التحكم بالأعراض السلوكية المرتبطة بداء ألزهايمر.
● فيتامينات مثل فيتامين E والاوميغا ٣ التي قد تساعد بشكل خفيف (لم تثبت الدراسات الاكلينيكية فعاليتها بشكل كبير).
وبالنسبة للعقار، الذي اعتمد مؤخراً من قبل هيئة الغذاء والدواء الاميركية، وهو أدكانيماب، فهو نوع ثوري من العقاقير العلاجية، ولكنه لا يزال تحت قيد البحث والتقييم. وقد بينت نتائج الابحاث المبدئية فعاليته في الحد من تطور أعراض المرض لبعض المرضى، ولكن لا تزال هناك ملابسات ومشاكل تحيط بفعاليته وآثاره الجانبية وحتى تكلفته».
أهمية زيادة الوعي بمضاعفات المراحل المتقدمة
أكد د. مشعل ان تفاقم داء ألزهايمر ووصوله إلى مراحله الأخيرة هو أمر مؤكد ولا يمكن تفاديه. لذا، من المهم زيادة وعي متولي رعاية المريض على ما سيحدث له من تدهور في الوظائف الجسدية، كالبلع والتوازن والتحكم في وظائف الأمعاء والمثانة، مما يزيد من إمكانية تعرض المريض لمشكلات صحية أخرى، مثل:
• استنشاق طعام أو وصوله الى داخل الرئتين (حوادث الاختناق).
• الإصابة بعدوى الإنفلونزا والتهاب الرئة وحالات العدوى الأخرى.
• الإغماء وتشنجات الصرع.
• الكسور.
• تقرحات الفراش.
• سوء التغذية والجفاف.
• الإمساك أو الإسهال.
• مشكلات الأسنان مثل تقرحات الفم أو تسوس الأسنان.
4 إرشادات ضرورية
لا يمكن الوقاية من داء ألزهايمر. ولكن الدراسات أظهرت فائدة اتباع نمط حياة صحي في تجنب عدد من عوامل الخطر، وفق د. مشعل، مثل:
1 ـ الانتظام في ممارسة الرياضة.
2 ــ تناول تغذية صحية غنية بالمنتجات الطازجة والزيوت الصحية، وتفادي الوجبات السريعة والدهون المهدرجة.
3 ــ اتباع إرشادات الطبيب لعلاج الامراض التي تؤثر على صحة القلب والشرايين، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول.
4 ــ تفادي التدخين والمدخنين، وطلب المساعدة الطبية إذا كنت تعاني من ادمان التدخين.
أمور بجب أن يمارسها المريض يومياً
1 – الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية.
2 – الحرص على تناول التغذية الصحية.
3 – المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
4 – القيام بأشياء ذات مغزى وممتعة تدعم القدرات والمهارات الذهنية قد تتضمن:
● قراءة الكتب أو الاستماع إليها.
● الزراعة أو الخياطة أو أي أشغال يدوية.
● زيارة الآخرين والمشاركة في الأحداث الاجتماعية والتجمعات العائلية والأصدقاء.
اترك تعليقاً