تصدرت الروبوتات عناوين الصحف لدورها المهم في عمليات التصنيع وخطوط التجميع النهائي، لاسيما مع إعلان عدد من نخبة شركات التصنيع في العالم عن عائدات استثمارية ضخمة جراء توظيف العمليات الروبوتية في سعيها لتحقيق الأتمتة والابتكار في مصانعها.
وتختلف الروبوتات بشكل كبير من حيث الحجم والوظيفة أو قدرتها على الحركة والانتقال، والبراعة، والذكاء الاصطناعي، والتكلفة. ويمكن للروبوتات أن تكون ثابتة، أو متحركة، أو حتى طائرة على شكل طائرات درون. وتتم برمجة الروبوتات بشكل متزايد للتعرف على محيطها والتعلم منه. ونظرا لقدرتها على تخزين المعلومات واتخاذ القرارات بشكل مستقل، فبإمكانها في الكثير من الأحيان أيضا تأدية المهام المختلفة بالحد الأدنى من التدخل البشري أو حتى من دونه.
واستعرضت شركة إنفور، دور التكامل بين عمل الروبوتات وأنظمة إدارة المستودعات العصرية في الارتقاء بمستويات الإنتاجية والأداء داخل المستودعات، وفيما يلي ثلاث طرق تمكن الروبوتات من المساهمة في تطوير عمليات المستودعات العصرية:
الروبوتات المتاحة كخدمة
اقتصر اعتماد العمليات الروبوتية في المستودعات، حتى وقت قريب، على المؤسسات الكبيرة فقط لأنها تعتبر من الأصول الثابتة التي توظف بأسعار عالية جدا. ومع ذلك، فإن ظهور الروبوتات المتاحة كخدمة قد غير من قواعد اللعبة إلى حد ما، لتتوافر ابتكارات الروبوتات إلى المستودعات من مختلف الأحجام والأشكال.
وهناك فرصة كبيرة لتحقيق عوائد ضخمة على الاستثمار، إذ عادة ما تستغرق حركة انتقال البضائع في المستودعات الكثير من الوقت وتستوجب الكثير من المال، ونظرا لأزمة نقص العمالة العالمية، فإنه يتعين على الشركات إيجاد أساليب أكثر ابداعا لسد فجوة المهارات، وتعتبر الروبوتات حلا محوريا في هذا المجال.
أهمية النماذج الجديدة في ظل التعقيد المتزايد للعمليات
وفي ظل الارتفاع الملحوظ لعمليات التسوق عبر الإنترنت، وما يرتبط بها من انتشار لوحدات حفظ المخزون (SKU)، فقد شهدت البضائع نموا كبيرا من حيث الحجم والتنوع. ويساهم نشر الروبوتات في المستودعات، التي غالبا ما تأتي بأشكال مختلفة، في تبسيط حركة الشحنات الكبيرة والمواد الفردية، مما يؤدي إلى تقليل الاعتماد على العمالة البشرية وتعزيز تدابير السلامة في المستودعات. كما تمتاز طائرات الدرون بالقدرة على القيام بجرد مفصل للمخزون خلال ساعات الليل، ما يلغي الحاجة إلى جرد المخزون يدويا من قبل الموظفين من العناصر البشرية.
تكامل الروبوتات مع أنظمة إدارة المستودعات
بالرغم من قدرة الروبوتات على إحداث ثورة في مجالات الأتمتة وكفاءة العمليات التشغيلية، وتمكين الموارد البشرية من التركيز على مهام أكثر أهمية وقيمة وأقل خطورة، إلا أن أنظمة إدارة المستودعات الفعالة تعد من العوامل الأساسية لإدارة العمليات التشغيلية في المستودعات. ومن خلال تحقيق التدفق السلس للبيانات والرؤى عبر الوظائف الحيوية مثل أوامر المبيعات، واختيار المخزون، وتعبئة العناصر، وتنفيذ الطلبات، يمكن تسخير إمكانات الروبوتات بالكامل لتحسين عمليات المستودعات، وتبسيط العمليات، وتعزيز الكفاءة العامة.
وتشير دراسة حديثة أجرتها مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر إلى أن 95% من شركات سلاسل التوريد اما استثمرت، أو تخطط للاستثمار في الأتمتة الفيزيائية السيبرانية، مع تخطيط نسبة كبيرة من هذه الشركات لاستخدام الروبوتات الذكية للعمليات اللوجستية الداخلية. وأشارت 66% من الشركات المشاركة في الدراسة إلى أن القيود الناجمة عن عدم توافر العمالة تمثل الدافع الرئيسي للاستثمار في الروبوتات.