استعرت الحرب التكنولوجية بين «تويتر» و«ميتا» خصوصا بعد الاستياء الذي أثاره إعلان إيلون ماسك، مالك منصة «تويتر»، بين المستخدمين والمعلنين والمطورين فيها اثر تقييده عدد التغريدات التي يمكن لأصحاب الحسابات مشاهدتها، في قرار يناقض المسار المتبع من الشركات المنافسة التي تحاول استغلال الوضع لمصلحتها.
وأعلنت شبكة «ميتا»، الشركة الأم لـ «فيسبوك»، المملوكة لمارك زوكربرغ، عن فتح باب الطلبات المسبقة في الولايات المتحدة لتحميل تطبيق «ثريدز» الجديد للتدوينات الصغيرة، الذي ينظر إليه على أنه منافس مباشر لـ «تويتر».
وقد وصف التطبيق عبر متجر «آبل» الإلكتروني بأنه «تطبيق المحادثات النصية من إنستغرام».
ويحاول مشروع «بلوسكاي»، بقيادة جاك دورسي المشارك في تأسيس «تويتر»، والذي يمكن الدخول إليه حصرا عن طريق الدعوات، أيضا أن يلفت الانتباه إليه عبر اعتماد أسلوب لا مركزي أكثر.
ورغم أنها لم تثبت بعد أي شعبية حقيقية، فإن هذه المبادرات جميعها تنوي الإفادة من تدهور صورة «تويتر» منذ استحواذ إيلون ماسك على الشبكة في خريف العام الماضي مقابل 44 مليار دولار.
وذهبت شبكة «تويتر» أبعد في سياستها التقييدية، عبر إعلانها أنها ستحصر برنامجها TweetDeck (تويت دك) الذي يسمح للمستخدمين بمراقبة حسابات عدة في وقت واحد ويستخدم على نطاق واسع من جانب المتخصصين في المجال الإعلامي، بأصحاب الحسابات الموثقة، وبالتالي المدفوعة، في غضون شهر، وقد أثارت القيود الجديدة ردود فعل مستاءة أمس، وذلك بعد ساعات من إعلانها فرض قيود على عدد التغريدات المسموح بقراءتها، عبر حصرها بـ 10 آلاف يوميا لأصحاب الحسابات الموثقة، وألف تغريدة لسائر الحسابات، حتى 500 تغريدة فقط يوميا لأصحاب الحسابات الجديدة، وهي سقوف رفعت مرتين في بضعة أيام.
ويوضح الأستاذ في جامعة نورث إيسترن الأميركية جون وهبي أن «مسار المنصات بني بالكامل على قدرتها على تقديم خدمة مستقرة وموثوقة من دون حدود للاستخدام»، مشيرا إلى أن التعديلات الجديدة «يبدو أنها تغيير جذري».
وفي ظل صرف أعداد كبيرة من الموظفين وعصر النفقات «يتوقع منذ فترة طويلة أن تتدهور البنية التحتية لتويتر لدرجة أنها ستصبح غير قابلة للاستخدام، أو أن الأعطال ستدفع المستخدمين للخروج من المنصة»، بحسب هذا الأستاذ الجامعي.
عندما تولى إيلون ماسك رئاسة تويتر في أكتوبر «كان الناس على استعداد للمغادرة لأسباب أخلاقية»، وفق وهبي الذي يقول «اليوم يقدم لهم ماسك أسبابا فنية» للانسحاب من الشبكة.