الغدد الصمّاء هي أعضاء حيوية وحساسة مسؤولة عن افراز هرمونات تتحكم بعمليات الجسم والصحة، وتعتبر الغدة الدرقية من أهم الغدد الصماء في الجسم. وبحسب احصائية نشرتها مجلة اللانست مؤخرا، فأمراض الغدة الدرقية تصيب ما يقدر بنحو 200 مليون شخص في العالم.
من جانبها، تفند د. شيماء العنزي، استشارية الغدد الصماء والسكري في مستشفى المواساة بعض الاعتقادات الخاطئة عن مرض الغدة الدرقية:
1- كل تضخم في حجم الغدة الدرقية دليل على الاصابة بسرطان؟
– الحقيقة: تختلف مسببات تضخم الغدة الدرقية، وغالبا ما يكون سببها حميدا وغير سرطاني، مثل:
– مرض جريفز (graves).
– مرض هاشيموت (hashimoto).
– تضخم متعدد العقد multinodular.
– العقد الأحادية solitary thyroid nodules.
– الحمل.
– التهاب الغدة الدرقية.
– الاصابة بخمول او فرط نشاط الغدة الدرقية
– نقص اليود وبخاصة في الشعوب التي يقل تناولها للمنتجات البحرية ولا يدعم طعامها باليود. ويندر حدوث هذه الحالة حالياً بسبب دعم الملح عالميا باليود.
وأوضحت د. شيماء أنه بالنسبة لفرصة الإصابة بسرطان الغد الدرقية، قدرت دراسة نشرتها مجلة اللانست معدلات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية والوفيات بحسب العمر لعام 2020 في 185 دولة. فمعدلات الاصابة بسرطان الغدة الدرقية عالميا هي 10 لكل 100000 امرأة و 3 لكل 100000 رجل، أما معدل الوفيات فهي 0.5 لكل 100000 امرأة و 0.3 لكل 100000. وبحسب احصائية 2018 في الكويت، فنسبة الاصابة به محليا هي %3.8.
2- فرط نشاط الغدة يسبب تضخم حجمها، أما خمولها فيسبب انكماشها
– الحقيقة: يمكن ان يحدث تضخم حجم الغدة الدرقية في كلتا الحالتين. والاصابة بخمول الغدة الدرقية هو أكثر شيوعاً من نشاط الغدة الدرقية، ولكل منهما أسبابه وأعراضه ولكن احيانا قد تتداخل وتتشابه اعراضهما.
3- الرجال لا يصابون بخمول الغدة الدرقية
– الحقيقة: غالبا ما يكون مسبب خمول الغدة الدرقية ناجماً عن اضطراب في استجابة المناعة الذاتية، مما يسبب بدء جهاز الجسم المناعي في مهاجمة نسيج الغدة الدرقية.
ويعرف بأن هذه الحالة المناعية أكثر احتمالاً في النساء أكثر مقارنة بالرجال. كما يحتمل أن ترتبط الاصابة بعوامل وراثية وبيئية ونمطية، ويرجع ذلك إلى حقيقة كون جسم المرأة أكثر عرضة وحساسية للاختلالات الهرمونية مقارنة بنظيرها الرجل. ولكن ذلك يلغي حقيقة ورود اصابة الرجل بخمول الغدة الدرقية ايضا.
وتتشابه بعض أعراض قصور الغدة الدرقية عند الرجال مع تلك للنساء المصابات ولكنها تظهر بشكل بطيء جدًا وقد تكون غير واضحة، مثل: مشاكل جنسية، الشعور بالبرودة، الاكتئاب والتوتر وغيرها.
4- أهم عرَض لخمول الغدة الدرقية هو زيادة الوزن وكثرة النوم
– الحقيقة: تختلف الاعراض وشدتها من مصاب لآخر، ولكنها غالبا تشمل:
– إعياء وتعبا مزمنا وخمولا
– ضعف التركيز والتشتت.
– جفاف الجلد.
– الإمساك.
– الشعور بالبرد.
– احتباس السوائل.
– زيادة الوزن.
– آلام العضلات والمفاصل.
– كآبة.
– تساقط الشعر.
– نزيفا مطولا أو مفرطا في النساء أثناء الدورة الشهرية
– صعوبة الحمل
5- من الضروري بدء علاج أي قصور في الغدة الدرقية بسرعة
– الحقيقة: لا تحتاج كل حالات خمول الغدة الدرقية الى العلاج، فبعضها يحتاج الى المتابعة الطبية الدقيقة فقط لمراقبة الحالة، وبدء العلاج في الوقت المناسب قبل حدوث المضاعفات. وبشكل عام، ينصح ببدء العلاج عند وصول معدل هرمون الغدة الدرقية TSH الى 10mIU/L. كما ينصج ببدء العلاج للحالات التي تعاني من أعراض خمول الغدة الدرقية أو ان كانت المرأة تنوي الحمل أو كان فحص الأجسام المضادة للغدة الدرقية إيجابياً.
6- علاج خمول الغدة الدرقية يقتصر على تناول نوع واحد من الهرمونات
– الحقيقة: يعتمد العلاج على الاستخدام اليومي لحبوب مكونة من الهرمون الذي تفرزه الغدة الدرقية (هناك أنواع عدة منها Levo-T وSynthroid وغيرهما) يوميا قبل ساعة من الإفطار (على معدة خالية). حيث يعيد هذا الدواء معدل هرمون الغدة الى معدله الصحي.
وسبب اختلاف نوع العقار من مصاب الى آخر لا يعتمد على زيادة فعالية منتج على آخر، بل إلى توفر العقار وملائمة سعره وتفضيل المريض له. كما تختلف الجرعة بحسب حاجة الجسم ودرجة خمول الغدة الدرقية.
7- حبوب الثايروكسين ليست لها آثار جانبية ولا تتعارض مع اي عقار آخر
– الحقيقة: لكل عقار آثار جانبية، مما يؤكد اهمية تقييم الجرعة العقاقيرية من وقت الى آخر وتغيير الجرعة كل فترة لتتناسب مع المصاب. حيث يبدأ العلاج بوصف جرعات صغيرة من هرمون الغُدة الدرقية، وذلك لأن الجرعة الكبيرة جدا قد تسبب آثارا جانبية خطيرة، على الرغم من أن الجرعات الكبيرة قد تكون ضرورية في نهاية المطاف.
كما من المهم زيادة وعي المصاب بالأدوية التي تثبط امتصاص الثايروكسين مثل حبوب الكالسيوم والفيتامين د ومضادات الحموضة والحديد ودواء التريپتيزول وغيرها الكثير من الأدوية.
8- التقاعس وإهمال علاج كسل الغدة الدرقية لا يسبب مضاعفات خطرة
– الحقيقة: من الضروري عدم إيقاف تناول العقار والحرص على تناوله في ذات التوقيت حسب توصية الدكتور لتفادي المضاعفات الخطرة التالية:
1- تضخم الغدة الدرقية.
2- مشاكل القلب وارتفاع الكوليسترول
3- غيبوبة الوذمة المخاطية: وهي حالة نادرة جدًا قد تهدد الحياة، تحدث عندما تنخفض هرمونات الغدة الدرقية بشكل كبير.
4- مضاعفات للمرأة الحامل مثل تسمم الحمل ونزيف بعد الولادة وقد يتأثر الطفل سلبا بالعيوب الخلقية والولادة المبكرة والتطور العقلي والإجهاض.
لماذا تتغير الجرعة مع الوقت وتقدم العمر؟
شددت د. شيماء على أهمية مراجعة الطبيب دورياً لتقييم النقص في هرمون الثايروكسين، وتقدير الجرعة المناسبة مع حاجة الجسم.
واضافت قائلة: تنصح بعض الحالات بزيادة الجرعة مؤقتا لاسباب مؤقتة، مثل الحمل او المرض او تناول بعض الادوية. ومن الوارد أن تزداد جرعة العلاج مع تقدم العمر أو بعد حدوث تغييرات في الوزن او الصحة. ومن المهم ان تتم الزيادة بجرعات قليلة لكبار السن، لأنهم الأكثر عرضة لخطر الآثار الجانبية.
نصائح للمصابات بخمول الغدة
1- التزام تناول الدواء وعدم التوقف عن أخذه خصوصاً عند الحمل الا بعد استشارة الطبيب المختص.
2- التزام نظام غذائي صحي.
3- الحصول على ساعات نوم ليلية كافية ومريحة.
4- الإكثار من شرب الماء ووضع كريمات لترطيب الجسم والبشرة.
5- مراجعة الطبيب دورياً لعمل الفحوص وتقييم الصحة.
6- مراجعة الطبيب عند التفكير بالحمل وتعديل الجرعة منذ بداية الحمل (فالجنين لا يملك غدة درقية في الأشهر الثلاثة الأولى ويعتمد على جسم الأم).
معلومات مهمة
◄ جسم المرأة أكثر عرضة للاختلالات الهرمونية مقارنة بالرجل
◄ بعض حالات قصور الغدة لا تحتاج العلاج بل المراقبة فقط
◄ إهمال تناول علاج الثايروكسين يومياً قد يؤدي الى مضاعفات خطرة
◄ خمول الغدة أكثر شيوعاً من نشاط الغدة، ولكل منهما أسبابه وأعراضه
◄ ضرورة مراجعة الطبيب دورياً وتقدير الجرعة المناسبة من الدواء مع حاجة الجسم
اترك تعليقاً