يشهد سوق بيع السيارات الكهربائية ازدهارًا على مستوى العالم، بعد أن تجاوزت مبيعاتها نحو 10 ملايين سيارة في عام 2022. ومع ذلك، فإن التحول إلى السيارات الكهربائية أصبح موضع تساؤل فيما يتعلق بتأثير إنتاج البطاريات على البيئة. وهنا قد يطرأ السؤال البديهي، هل السيارات الكهربائية نظيفة بيئيًا حقًا أم لا؟
1- المواد الخام
– تتطلب السيارات الكهربائية، شأنها في ذلك شأن أي منتج يتم تصنيعه، المواد الخام لإنتاجها، ولكن بعض هذه المواد الخام يكون لها تبعات بيئية جسيمة.
– تتكون معظم البطاريات المطلوبة لتشغيل المركبات الكهربائية من كوبالت الليثيوم للكاثود والجرافيت للأنود. كما يتكون المحلول الكهربائي لبطارية أيونات الليثيوم النموذجية أيضًا من ملح الليثيوم.
– لذلك، فإن أنشطة التعدين لاستخراج تلك المعادن الأرضية النادرة التي تستخدم في هذه البطاريات هي في واقع الأمر تستهلك الطاقة وتسبب تلوثًا.
– وبالتالي، فإن السيارات الكهربائية مسؤولة عن قدر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال ثلاث مراحل بخلاف القيادة: أثناء التصنيع وإنتاج الطاقة وفي نهاية دورة حياتها.
2- إعادة تدوير البطاريات
– وفقًا لدراسة حديثة للمجلس الدولي للنقل النظيف (ICCT)، فإنه في صناعة السيارات التقليدية، يتم إعادة تدوير 99% من بطاريات الرصاص الحمضي في السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري في الولايات المتحدة.
– بيد أن الأمر مختلف بالنسبة لبطاريات أيونات الليثيوم التي تحتوي على مزيج محدد جدًا من المكونات الكيميائية وكميات قليلة من الليثيوم، لذا لا يتم إعادة تدويرها بشكل كامل. حيث إن الممارسات الحالية لإعادة تدوير تلك البطاريات والمشاريع ذات الصلة لا تزال في مهدها.
– على سبيل المثال، في أستراليا، يتم تجميع حوالي 2-3% فقط من البطاريات المستهلكة وإرسالها إلى الخارج لإعادة التدوير. أما المعدلات الأوروبية والأمريكية ليست أفضل حالًا، فهي تقف عند حوالي 5%، والباقي إما يتم حرقه أو إغراقه في مكبات النفايات.
– لمعالجة هذه المشكلة، قدمت المفوضية الأوروبية مقترحا تشريعيا في إطار السعي لزيادة متطلبات الاستدامة على بصمة الكربون والمحتوى المعاد تدويره وأداء البطاريات ومتانتها. وهناك توقعات بأن يتم إعادة تدوير 50% من الليثيوم بحلول عام 2027 و80% بحلول عام 2031.
3- انخفاض الانبعاثات
– هناك مشكلة أخرى تتعلق بالمركبات الكهربائية وهي الطريقة التي يتم بها توليد الكهرباء المستخدمة لشحن بطارياتها.
– في حين تم تحقيق قفزات كبيرة في إضافة تقنيات الطاقة المتجددة إلى مزيج الطاقة في العديد من البلدان، لا يزال الكثير منها يعتمد بشكل كبير على محطات الطاقة القائمة على الكربون.
– مع تقدم إزالة الكربون عن توليد الطاقة بشكل أكبر، من المتوقع أن تتسع فجوة الانبعاثات بين السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات والسيارات المزودة بمحركات الاحتراق بشكل كبير للسيارات المسجلة في عام 2030.
4- كيف نجعل السيارات الكهربائية “أكثر صداقة للبيئة”
– لا تزال هناك العديد من التحديات لضمان الاستدامة الحقيقية للسيارات الكهربائية. يقترح المحللون الفكرة الجذرية المتمثلة في التخلي عن استخدام بطاريات أيونات الليثيوم تمامًا واستبدالها بواسطة بطاريات قائمة على الملح المنصهر، والتي هي قيد التطوير حاليًا.
– في حين أن جميع هذه البدائل لا تزال قيد التطوير، فإن الحل المحتمل الآخر هو تطوير بطاريات أيونات الليثيوم لتكون طويلة الأمد ومحاولة العثور على مصادر الليثيوم في الأماكن التي تهتم بحماية البيئة.