النشاط الزائد أو تشتت الانتباه، عبارتان زاد ترديدهما في مجتمعنا أخيرا لوصف سلوك كثير من الأطفال، إذ هناك بعض الأطفال يعانون فرط حركة وتشتتاً في الانتباه مما يجعلهم يواجهون مشكلات في التركيز على المهام أو اللعب أو الدراسة، فضلا عن تعرض عدد منهم للتنمر من أصدقائهم ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة.

في هذا السياق، أوضح استشاري الطفولة المبكرة والارشاد الاسري

د. طلال المسعد، أن فرط الحركة وتشتت الانتباه هو اضطراب سلوكي وليس اعاقة ذهنية كما يظن البعض، وأنه يظهر بسبب خلل حاصل في الخلايا العصبية في الدماغ والتركيب الكيميائي داخلها.

وقال المسعد لـ القبس: ينتشر عادة هذا الاضطراب بين الذكور أكثر من الإناث، وتصل النسبة أحيانا حسب الدراسات إلى 1 من كل 4 أطفال للذكور وقد تزيد احيانا، إلا أنه غير معروف السبب الرئيسي لهذا الاضطراب.

التشخيص والأعراض

وأشار الى أن هناك الكثير من الدراسات التي أكدت ان للعوامل الوراثية من الوالدين دورا كبيرا في اصابة الاطفال، وبالتالي هناك الكثير من الحالات موروثة من الوالدين، بالاضافة إلى عوامل اخرى تؤثر في صحة الجنين وقت الحمل أو أثناء الولادة، خاصة نقص الاكسجين، وهذا بدوره يؤدي بالطفل الى ظهور ثلاثة اعراض رئيسية:

1- الاندفاعية والانفعالية

2- التشتت

3- النشاط المفرط

ومن الاعراض الأخرى الموجودة لدى الاطفال وتستمر لدى البالغين أيضاً:

◄ فرط الحركة: دائم الحركة ولا يستطيع الجلوس او الهدوء في مكان.

◄ كثرة الكلام وعدم القدرة على التخطيط فيندفع بسرعة بلا تفكير في عواقب الأمور لذلك نجده كثير الاخطاء.

◄ ردود أفعاله سريعة والجانب الانفعالي لديه مرتفع: حزنه واضح جدا والعاطفة عنده تلعب دورا رئيسيا.

◄ سريع الاستثارة وسريع الهدوء ايضا وللاسف يكون عرضة للسخرية والتنمر.

◄ عدم القدرة على إدارة الوقت ومن الصعب جدا ان يركز دقائق طويلة.

وذكر أن من الصعب تشخيص هذا الاضطراب، خاصة في السنوات الأولى من حياة الطفل حتى يدخل سن المدرسة، وتبدأ الملاحظة لسلوكه المشتت، لذا يحتاج طبيبا متخصصا ومتمرسا في هذه الحالات، واختصاصيا نفسيا لديه خبرة للتعامل مع هؤلاء الأطفال وتدريب الوالدين والمعلمين.

وقال: للاسف الكثير من الآباء يتم توجيه اللوم لهم والاتهام بعدم حسن التربية، لذا وجب تأكيد أن الاب والام ليست لهما علاقة في هذه الحالة إنما عليهما فقط تثقيف نفسيهما وتفهم طبيعة هذا الطفل والتعامل معه بشكل ايجابي وصحيح لتوجيه سلوكه ومساره بصبر وباحتواء وحب حتى لا تزداد الحالة سوءا، ويصبح صعبا تقويمها واستغلال طاقاتهم.

الأنواع

وأكد المسعد أن نسبة انتشار مثل هذا الاضطراب زادت في السنوات الاخيرة، وقال: بتنا نلاحظه جدا في المدارس، ولكن الجدير بالقول أنه ليس كل طفل ظهر عليه نشاط زائد يكون عنده الاضطراب نفسه، إنما هناك سمات وأنواع معينة من هذا الاضطراب كما يلي:

1- قلة التركيز والتشتت

2- الاندفاعية والانفعالية

3- النوع الممزوج بالكامل من فرط الحركة والتشتت والاندفاعية

وأشار المسعد إلى أن الأعراض لا تزول بتقدم العمر، ولكن يمكن ان تقل حدتها وتتحسن بسبب قدرة الإنسان على ضبط سلوكه وانفعالاته، بالاضافة الى مدى الرعاية التي يحصل عليها في صغره.

وقال: يحتاج هذا الطفل الى الرعاية وتفهم سماته والتعامل معها بذكاء لتوجيهه إلى طريق النجاح، وليس العكس، إذ لا بد ان نتنبه إلى انهم يحتاجون الى من يساندهم حتى يصلوا الى بر الامان وحمايتهم من التنمر.

وأشار إلى أن هذ النوع من الاضطراب ليست له علاقة بالذكاء، فهم اطفال مميزون وأذكياء جدا، بل ان الكثير من المشاهير والشخصيات العالمية الناجحة في الحياة كانوا مصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ولم يمنعهم ذلك من التميز والنجاح العلمي والاجتماعي والرياضي.

العلاج

بيّن المسعد طبيعة العلاج وأنواعه:

1 – العلاج الدوائي: يكون بوصفة طبيب باستخدام ادوية متخصصة لتنشيط الخلايا العصبية في الدماغ، أو أدوية أخرى لتثبيط فرط الحركة، ولكل طفل حالته الخاصة.

2 – العلاج النفسي السلوكي: يعتمد على اختصاصي السلوك والارشاد للتعامل مع مثل هذه الحالات، حيث يستفيد الأطفال المصابون باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط في كثير من الأحيان من خطة العلاج كما يلي:

• تدريب المعلمين وأولياء الأمور على استراتيجيات تغيير السلوك، مثل أنظمة المكافآت الرمزية واعطاء المهلة، وطرق إرجاء الرغبة للتعامل مع المواقف المختلفة.

• التدريب على المهارات الاجتماعية لمساعدة الأطفال على تعلّم السلوكيات الاجتماعية المناسبة.

• تدريب الوالدين على طرق فهم وتوجيه سلوك طفلهما.

3 – العلاج النفسي للمراهقين: يتيح ذلك للأطفال الأكبر سناً (المراهقين) المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط التحدث عن المشكلات التي تزعجهم، واستكشاف أنماط السلوك السلبية، وتعلُّم طرق التعامل مع أعراضهم.

معلومات وتنبيهات

◄ أطفال فرط الحركة مميزون وأذكياء جداً وكثير من المشاهير والشخصيات الناجحة كانوا مصابين بالاضطراب

◄ فرط الحركة وتشتت الانتباه اضطراب سلوكي وليس إعاقة ذهنية كما يظن البعض

◄ ينتشر هذا الاضطراب عادة بين الذكور أكثر من الإناث

◄ ليس كل طفل ظهر عليه نشاط زائد يكون عنده الاضطراب نفسه

نصائح مهمة

قدم المسعد مجموعة نصائح مهمة للتعامل مع الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وهي:

1- تدريب الطفل على ممارسة أنشطة وألعاب تساعد على التركيز والإبداع.

2- وضع روتين يومي لطفل فرط الحركة مهم جدا في ما يتعلق بوقت النوم وتحديد وقت للعب والتعلم والأكل، لأن الفوضى والإهمال يزيدان من تدهور حالته.

3- مشاركة الطفل اللعب والترفيه لتقوية المساحة العاطفية معه، والمساهمة في تنمية قدراته.

4 – تجنب التعنيف والضغط على الطفل والصراخ فى وجهه، لأنه سيعانى من مشكلة حقيقية وليست مفتعلة.

5- لا بد من التحلي بالصبر في التعامل معه حتى يتمكن من القيام بالمهمة المطلوبة منه.

6- تلبية احتياجاته من التقدير والاحتواء والتشجيع والتوجيه، واعطاء له فرصة للتعبير عن مشاعره واحترامها.

7- يمكن تكليفه ببعض المهام في أعمال المنزل ونظافته لاستغلال طاقته في تعلم النظافة والمسؤولية.

8- لا بد من تشجيع هذا الطفل على ممارسة أي نوع من النشاط الرياضي يمنحه الثقة بالنفس واستغلال الطاقة في جهد مثمر.

,


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *