ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، الأربعاء، أن العالم سيصبح أكثر اخضرارا ونظافة وصحة وثراء في المناطق البرية بحلول العقد السادس من القرن الجاري.
وجاء هذا التقدير بعدما قال علماء إن طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من إشعاعات الشمس الخطيرة “على الطريق الصحيح” للتعافي في غضون 4 عقود، أي في أواخر العقد الذي يبدأ في 2050.
وفي الوقت نفسه، حذر هؤلاء من أن مشاريع الهندسة الجيولوجية للحد من الاحترار المناخي يمكن أن تهدد هذا التقدم.
وجاء هذا التطور إثر “التخلص التدريجي من حوالى 99 بالمئة من المواد المحظورة التي تدمر الأوزون، إذ أتاح الحفاظ على الطبقة، وساهم بشكل كبير في تعافيها في الجزء العلوي من طبقة الستراتوسفير”.
سيناريو مبالغ فيه
وكتب العالم البريطاني في مجال العلوم والبيئة، مات رايدلي، في “ديلي ميل” أنه بحلول نهاية عقد الخمسينيات من هذا القرن يمكن أن يكون العالم أكثر اخضرارا ونظافة وصحة وأكثر سلاما وعدلا، إذا سمح البشر بذلك.
وأضاف رايدلي أن هناك “ناشطين في مجال العذاب والكآبة” ينشرون الهلع بين الناس عندما يتحدثون عن التغير المناخي، إلى درجة أن بعض الناس يتشائمون ويرفضون إنجاب الأطفال.
لكن في الواقع، هناك الكثير من المؤشرات الكوكبية وأخرى متصلة بصحة الإنسان تسير في الاتجاه الصحيح، وفقا للعالم البريطاني.
وذكر أن التقرير الذي أعده خبراء الأمم المتحدة هو بالتأكيد خبر جيد، وإن لم يكن بالطريقة التي غطتها وسائل الإعلام.
ولفت إلى أنه من المضلل القول إن الثقب في طبقة الأوزون فوق قارة أنتاركتيكا، التي يعاد تشكيلها كل عام، تتحسن ببطء، ومع ذلك كان الثقب في 2021 الأكبر من نوعه على الإطلاق.
الابتكار
لكن الجانب الإيجابي خلال العقود الأربعة المقبلة، هو أن المواد الكيماوية التي تؤذي الأوزون، مثل مركبات الكلوروفلوروكربون، آخذة في الانخفاض بسرعة.
وقال إن الأمم المتحدة نسبت الانخفاض في المواد المحظورة التي تدمر الأوزون إلى اتفاق مونتريال عام 1987، لكنها تجاهلت الحديث عن أهمية الابتكار.
وأضاف أن الابتكار أوجد مواد جديدة حلت مكان المركبات الكربون الكلورية الفلورية، ولولاها لما وقع الاتفاق ولا تم الاستغناء عن هذه المركبات.
ولذلك، يخلص العالم البريطاني إلى أنه يمكن حل مشكلة التغير المناخي عبر إيجاد حل معقول وموثوق به لإنتاج طاقة خالية من الانبعاثات، وليس عبر منع الطيران أو التوقف عن تدفئة المنازل. وأكد: الابتكار وليس التقشف هو الحل.
ودلل على موقفه بأن عدد قتلى الكوارث الطبيعية في انخفاض نتيجة التطور في الاستجابة للأزمات، وذلك بسبب الابتكار.
وإبطاء مسار التغير المناخي يبدو ممكنا بشكل متزايد، هو الآخر، نتيجة ابتكار نسخة أكثر فعالية وأمانا من الطاقة النووية على المدى القصير، وعلى المدى البعيد، يبدو مرجحا أن الاندماج النووي يلبي مثلا الطلب في المملكة المتحدة خلال عقد إلى ثلاثة عقود، ويعد بطاقة غير محدودة من كميات صغيرة نسبيا من الماء والليثيوم.
وقال إنه بوجود طاقة رخيصة وغير محدودة يمكن فعل الكثير كجلب المياه المعالجة إلى الصحراء لري الأراضي هناك، واستخدام الإضاءة لتعزيز نمو الخضار والفاكهة داخل البيوت البلاستيكية بدون كيماويات، وبالطبع توفير تدفئة أرخص للسكان.
تراجع المجاعات
وحتى مع وجود 8 مليارات نسمة على وجه الكوكب، فإنه تم القضاء على المجاعات الضخمة، بسبب التطورات التي طرأت على قطاع الزراعة.
وقدم العالم البريطاني حجة مفادها: “نحن نطعم العالم أفضل لكن عبر مساحة تصغر باسمرار.
ولفت إلى أن البشرية تجاوزت ما سماها “ذروة الأراضي الزراعية” قبل عدة سنوات، وأصبحت الآن على طريق إطلاق مساحة للزراعة توازي مساحة الهند وستعود إلى طبيعتها الخضراء بحلول عام 2050.
وأشار إلى الأخبار المتزايدة عن تعافي الحيوانات البرية مثل الذئاب وعقاب البحر، والقندس، وغيرها من الحيوانات التي أصبحت أكثر وفرة مما كانت ليه قبل عقود.
ورد ذلك إلى أن البشر تخلصوا من مادة “دي دي تي” الكيماوية الضارة المستخدمة في المبيدات الحشرية، وجزئيا لأن البشر بدأوا في الحفاظ على هذه الحيوانات.
اترك تعليقاً