ناقش خبراء اقتصاديون شاركوا في الندوة التي نظمها مركز صندوق النقد الدولي للاقتصاد والتمويل في الشرق الأوسط بالتعاون مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، أهم التحديات الاقتصادية المتطورة والمفاضلات التي يقررها صناع السياسات في الدول العربية.
وقالوا خلال الندوة التي تطرقت إلى أهم التحديات وخيـــارات السياســـات الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي جمعت بين الحضور الشخصي في مقر الصندوق العربي في الكويت، والافتراضي بانضمام بعض المشاركين من بلدان المنطقة والمقر الرئيسي لصندوق النقد في واشنطن العاصمة، ان الكثير من الاقتصادات حول العالم تأثرت سلبا خلال السنوات القليلة الماضية، بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد تارة، ثم بسبب الحرب الروسية – الأوكرانية تارة أخرى.
وقد ترأس جلسة المناقشات وأدارها، مدير مركز صندوق النقد الدولي للاقتصاد والتمويل في الشرق الأوسط، باولو دروموند، حيث ألقى الكلمة الافتتاحية بالنيابة عن المركز، وأشار إلى أن هذه الفعالية تهدف إلى خلق حوار مفتوح بين عدد من المتحدثين الذين كان من بينهم نائب مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي زين زيدان، وباحث أول في جامعة كولومبيا د.كارين يونغ، وكبير الاقتصاديين في دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي د.محمد الأحول، والمدير التنفيذي لمنتدى البحوث الاقتصاديـة د.إبراهيـــم البدوي.
وأشار باولو دروموند كمدير للفعالية إلى أهمية الفهم الشامل للسياق الاقتصادي العالمي الذي يؤثر على البلدان العربية التي تتسم بالتنوع الكبير، فهي تضم بلدانا غنية بالموارد الطبيعية، وأخرى متوسطة الدخل، وأسواقا صاعدة، وكذلك بلدان منخفضة الدخل وهشة ومتأثرة بالصراعات.
أما المتحدث الرئيسي في الندوة رئيس مركز التنمية العالمية في واشنطن مسعود أحمد، فقد استعرض رؤيته للبيئة الاقتصادية العالمية، التي تقدم سياقا لقرارات السياسات الاقتصادية التي ستحتاج بلدان المنطقة لاتخاذها، كما ركز على إجماع آراء المؤسسات العالمية وقادة الرأي الاقتصادي عل المشهد القاتم للأوضاع الاقتصادية العالمية في أعقاب الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي انعقدت في واشنطن الشهر الماضي.
أما نائب مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي زين زيدان، فقد استعرض أحدث تقارير آفاق الاقتصاد الإقليمي الصادر عن صندوق النقد الدولي، حيث استهل عرضه بشرح كيف ألقت الظروف العالمية المتداعية بظلالها على الآفاق الاقتصادية للمنطقة وسط تصاعد المخاطر.
كما ألقى الضوء على الانكشافات الإضافية، سواء الانكشافات المالية العامة أو الانكشافات الخارجية، التي تواجهها الأسواق الصاعدة في المنطقة، والسياسات ذات الأولوية، ومجهودات الصندوق الجارية لدعم بلدان المنطقة.
واستنادا إلى السياق العالمي الذي طرحه د.مسعود أحمد وآفاق الاقتصاد الإقليمي التي استعرضها زيدان، ألقت باحث أول في جامعة كولومبيا د كارين يونغ الضوء على التحديات المستقبلية لاستقرار الاقتصاد الكلي في بلدان المنطقة المصدرة للنفط، لاسيما بلدان مجلس التعاون الخليجي، وقد ركزت في حديثها على المخاطر والفرص الجديدة للنمو الاقتصادي وجهود التنويع الاقتصادي في هذه المجموعة من البلدان، وتطرقت إلى التقدم الذي أحرزته المنطقة وبلدان مجلس التعاون على صعيد سياسات المناخ.
أما د.محمد الأحول فقد تطرق للتفاوت بين البلدان متوسطة الدخل والأسواق الصاعدة في المنطقة في خضم سياق التحديات الاقتصادية، بما يشمل المسائل المتعلقة بالأمن الغذائي والطاقة، وأشار إلى أولويات السياسات الرئيسية في تلك المجموعات من البلدان.
بدوره، تحدث د.إبراهيم البدوي حول انكشافات البلدان الهشة والمتأثر بالصراعات في المنطقة، حيث ارتفعت نسب الديون، وانهار الاقتصاد، وازداد الاعتماد على استيراد الأغذية، وظل دعم أسعار السلع الأساسية مطبقا.
وأوضح باختصار عناصر العقد الاجتماعي الجديد وأهمية تعبئة الدعم اللازم لإجراء الإصلاحات الاقتصادية.
وبعد الاستماع للمتحدثين، بدأت المناقشات مع الحاضرين شخصيا وافتراضيا، الذين جمعوا بين القطاع العام، وقطاع الصيرفة والأعمال، والجهات الأكاديمية، وممثلي الهيئات الديبلوماسية، والمنظمات الدولية، والمجتمع المدني.
اترك تعليقاً