انتشر مؤخرا خبر اصابة عدد من الحالات بانفلونزا H1N1 في البلاد. ومن هنا، بدأ الخوف والقلق من ان يتسبب ذلك في تدهور صحة المجتمع والحاجة الى تطبيق احترازات وقائية مشابهة لجائحة كورونا، إلا ان الخبراء يؤكدون اختلاف الوضع تماما بالنسبة لهذا المرض الذي يصنف ضمن أنواع الانفلونزا الموسمية.
شرح د. ناصر العنزي، استشاري طب الاطفال قائلا: من الطبيعي ان تزداد حالات الإصابة بالزكام والانفلونزا مع تغير الفصول وبخاصة عند دخول فصل الشتاء. وعليه، فليس من المستغرب ان يتزايد عدد المصابين بهذه الحالات سواء بين الكبار او الصغار. وتابع: من ضمن الفيروسات الموسمية المنتشرة حاليا هي فيروس الانفلونزا (أ) او انفلونزا الخنازير (H1N1). ونظرا الى تغير الوضع بعد كورونا، انتشرت ثقافة تحليل مسحات الانف لتحديد نوع فيروس الانفلونزا رغم عدم وجود حاجة لذلك، وقد يكون الدافع هو خوفهم من فيروس كورونا. إلا ان هذا التصرف تسبب في زيادة قلقهم من بعد اكتشاف الاصابة بفيروس انفلونزا الخنازير الموسمي.
وقال العنزي: في الواقع، فإن نسبة كبيرة من حالات الزكام المصابة مؤخرا تنسب الى فيروس انفلونزا الخنازير التي تأخذ وقتها (اعراض تستمر 5 ــ 6 ايام) ثم يشفى المصاب من دون تناول أي مضاد فيروسي.
أعراض الإنفلونزا الموسمية الكلاسيكية
◄ ارتفاع درجة الحرارة
◄ سيلان في الأنف والسعال
◄ الاحتقان في البلعوم
◄ الإرهاق العام والتعب
◄ ألم في المفاصل
عقار التامي فلو
حول علاج «التامي فلو» أوضح د. العنزي ما يلي:
◄ تم اعتماد عقار «مضاد تامي فلو» منذ سنه 2012، كعلاج لحالات «الانفلونزا أ» والتي تسمى ايضا انفلونزا الخنازير للأطفال من عمر اسبوعين وأكبر. ولكن يشترط اخذه قبل مرور يومين على بدء الاعراض لان أهمية هذا الدواء تضعف وتنتفي بعد ذلك، إلا في بعض الحالات القليلة.
◄ كوقاية: تم اعتماد عقار «مضاد تامي فلو» كإجراء وقائي للبالغين والاطفال من بعد بلوغ عمر السنة وذلك فقط للحالات التي تختلط مع شخص (او اشخاص) تم تشخيص اصابتهم بإنفلونزا الخنازير. وعليه، فينصح بتناوله من قبل من يختلط او يعيش مع حالة مصابة بانفلونزا الخنازير وبخاصة لو كان مصابا بأمراض مزمنة او تعدى عمره 65 سنة او للطفل الذي يقل عن سنة. وبشكل عام، ينصح بتناول الجرعة العلاجية لمدة خمسة ايام، أما الجرعة الوقائية فتستمر لمدة 10 ايام فقط.
وقال د. العنزي: حتى في ظل هذه التوصيات، فلا ينصح باستخدام هذا العقار لجميع الحالات المصابة بانفلونزا (أ). ومن أهم الشروط التي يجب أن يدركها ولي الأمر هي ان المنظمات الصحية العالمية لا تنصح بتناول الطفل هذا الدواء ان كان قد مر على بدء الاعراض اكثر من يومين.
تطعيم الإنفلونزا السنوي
وشرح د. العنزي قائلا: يتم تحضير نوع جديد من اللقاح او تطعيم انفلونزا كل سنة بناء على توقع خبراء منظمة الصحة العالمية WHO لنوعية الفيروسات التي ستنتشر مستقبلا. وهدفه هو توفير وقاية من بعض مسببات الانفلونزا وليس جميعها، لان مسببات الانفلونزا متعددة (فيروسية وبكتيرية) ومن ضمنها فيروس انفلونزا (أ) فيروس انفلونزا (ب) وفيروس ارسلي وفيروس رينو وغيرها. مما يعني أن لقاح الانفلونزا الموسمية مصمم لمكافحة انواع من الفيروسات التي انتشرت في العام الماضي حتى تعطى للاشخاص في هذه السنة كمحاولة لتقليل معدلات الاصابة ومضاعفات المرض وليس لمنع الاصابة.
زيادة في المسحات
اشار د. ناصر الى ملاحظته زيادة في عدد قاصدي المختبرات للخضوع لمسحات الأنف والفم بقصد تحديد نوع فيروس الانفلونزا.
واضاف: من الطبيعي ان تظهر نتائج المسحات الاصابة بالانفلونزا الموسمية من نوع فيروس أ (انفلونزا الخنازير). إلا ان ذلك لا يبرر الذعر او القلق او حتى الاسراع في شراء عقار (مضاد التامي فلو) بحيث اصبحت الصيدليات تشير الى نقص في كمية هذا الدواء. كما يجب التأكيد ان عدم توافر العلاج لا يستدعي الذعر لان غالبية الحالات (%95) ستشفى من دون الحاجة لهذا المضاد خلال 3 ـــ 6 أيام.
هل يلزم عمل مسحة؟
اكد الدكتور ناصر العنزي عدم وجود اي حاجة للمبادرة او لإلحاح المصابين باعراض الزكام على الخضوع لتحليل مسحة الانف. فقد اصبحت انفلونزا أ او انفلونزا الخنازير من انواع الانفلونزا الموسمية التي تتكرر سنويا وتعايش البشر معها. كما يجب ان يعرف الشخص أن إيجابية تحليل المسحة لا يعني بالضرورة عدم وجود التهابات بكتيرية تتطلب العلاج بالمضاد الحيوي او وجود التهابات فيروسية اخرى مصاحبة.
متى نحتاج إلى عمل مسحة؟
أوضح د. العنزي أنه بشكل عام لا يحتاج المصاب بالزكام للخضوع لتحليل المسحة وبخاصة خلال موسم الانفلونزا الموسمية. لذا، من الخطأ ان يبادر ولي امر الطفل المصاب او المصاب البالغ او حتى يعتمده الاطباء كروتين طبي. ولكن ينصح بالخضوع لهذا التحليل فقط من قبل الأشخاص الأكثر عرضة لمضاعفات الانفلونزا أ، حتى يطمئن الدكتور او يقوم بعمل الاحتياطات والاجراءات اللازمة لوقايتهم من المضاعفات.
من يحتاج إلى تناول «تامي فلو»؟
– المصابون بالامراض المزمنة وخصوصا غير المسيطر عليها مثل مرضى السكري غير المنتظمين في العلاج.
– المصابون بأمراض صدرية والربو والالتهابات الرئوية والشعب الهوائية التي يتطلب علاجها دخول المستشفى.
– عند وجود مضاعفات واعراض شديدة لانفلونزا مثل التهابات بكتيرية ومشاكل صدرية خطرة.
– المصابون بأمراض الاضطرابات المناعية.
– كبار السن الذين تعدوا 65 سنة.
– المصابون بالسمنة المفرطة.
– النساء الحوامل مع وجود اختلاف حول توصيات هذه الفئة لان بعض المنظمات الصحية تنصح باعطائه ومنظمات اخرى لا تنصح به.
مع التأكيد ان يبدأ تناوله قبل يومين من بدء الاعراض، حيث لا ينصح بتناوله بعد ذلك إلا في حالات خاصة يحددها ويقيمها الطبيب بناء على حالة المصاب.
حالات لا تحتاج إلى «تامي فلو»
شدد الدكتور ناصر على ان معظم الحالات المصابة بالانفلونزا الموسمية وحتى انفلونزا الخنازير لا تحتاج الى تناول عقار تامي فلو. إذا كانت صحة الشخص (سواء طفل او بالغ) جيدة وخالية من الامراض المزمنة والمناعية، سيتمكن الجسم من التغلب على الفيروس بنفسه خلال ايام معدودة. كما ان مرور اكثر من يومين على بدء اعراض الاصابة سيلغي الحاجة لتناول هذا العقار نظرا الى قلة فائدته بعدها.
وفي النهاية، يجب التنبيه على عدم القلق والذعر إذا تم تشخيص الاصابة بانفلونزا الخنازير او البحث عن عقار تامي فلو لان غالبية الحالات لا تحتاجه.
معلومات مهمة
◄ ازدياد حالات الإصابة بالزكام والإنفلونزا حالياً.. طبيعي
◄ نسبة كبيرة من حالات الزكام مؤخراً تستمر أعراضها حتى 6 أيام ثم يشفى المصاب
◄ لا حاجة لإجراء مسحة عند ظهور الأعراض
◄ تطعيم الإنفلونزا الموسمية يوفر وقاية ويقلل معدلات الإصابة ومضاعفات المرض
اترك تعليقاً