مع بداية موسم الشتاء يعاني الأطفال من أعراض نزلة البرد وتكرر إصاباتهم بالانفلونزا، ولكن قد يجهل البعض التمييز بين النزلات المعوية التي تصيبهم وبين مضاعفات الفيروسات الأخرى، وعلى الرغم أنه لم يعد الأمر بذات الخطورة السابقة، ولكنه أيضا يستدعي الوقاية والتعامل مع الأعراض باستشارة طبيب متخصص لضمان التعافي التام دون مضاعفات قد تؤثر فيهم لاحقا.
استعرضت الدكتورة دانة الحقان، استشارية الاطفال في مستشفى جابر الاحمد أشهرأنواع وأعراض الفيروسات المنتشرة الحالية وطرق التعامل معها.
وقالت الحقان : أهم الامراض الفيروسية التي تسبب الامراض مع بداية الموسم ابتداءً من شهر أكتوبر الى ثلاثة اشهر بعده هو فيروس الانفلونزا بين الاطفال، ومنه أنواع كثيرة مثل A وB وC وهكذا، وكذلك فيروس RSV المسبب لالتهاب الشعيبات الهوائية الذي يمكن أن يصيب الرضع من عمر سنتين وأقل، وكذلك الأطفال الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، بالاضافة الى فيروس كوفيد19 الذي أصبح فيروسا موسميا كأي مرض من الأمراض التنفسية الموسمية الموجودة، وكذلك فيروس «الراينو» المسبب لنزلات البرد، وكل له خصائصه.
وأشارت إلى أن تكرار إصابة الطفل بالمرض خلال السنوات الخمس الأولى من عمره من 7 – 8 مرات في السنه الواحدة أمر طبيعي كي يتعرف جهازه المناعي على هذه الانواع من الفيروسات وغيرها من البكتيريا ويكوّن لها مناعة جيدة، ولكن بعد السنوات الخمس تبدأ تقل عدد مرات الاصابة.
الأعراض
وذكرت الحقان أنه عادة أعراض فيروسات الجهاز التنفسي تكون متشابهة، وتتكرر لدى الطفل في السنة الواحدة، والتي تبدأ عادة بالحرارة وقد تصل الى 40 درجة، ومن هذه الاعراض ما يلي:
1- الرجفة او الرعشة المصاحبة للحرارة.
2- ألم في العضلات.
3- صداع وإعياء.
4- بعض الفيروسات تسبب الاسهال والترجيع.
5- النشلة (الرشح).
6- الكحة.
7- ضيق التنفس.
وشددت الحقان على ضرورة الحرص على أخذ تطعيم الانفلونزا الموسمي (والطفل سليم غير مريض)، من عمر 6 أشهر فما فوق، خاصة الاطفال المعرضين لمضاعفات الانفلونزا بسبب السمنة أو مرض السكري أو أمراض القلب وغيرها من الأمراض المزمنة.
التفرقة بين الفيروسات
وبينت الحقان أن المسحة المخبرية هي الوسيلة الدقيقة للتفرقة بين الفيروسات ليتم رصد الفيروسات الشائعة خلال الموسم، وقالت: بعض الفيروسات تسبب بعض المتلازمات مثل متلازمة الالتهاب المتعدد، وهي أحد مضاعفات كوفيد 19، وللاسف هذه الايام يتم الخلط بينها وبين اعراض النزله المعوية.
وأوضحت أن الطفل المصاب بكوفيد 19 بعد اسبوعين من الاصابة الى 4 أسابيع قد تأتي له أعراض مثل الحرارة وألم في البطن أو ترجيع واسهال وطفح جلدي فيعتقدون أنها نزلة معوية، لكن مع اخذ التاريخ المرضي له والفحوصات المخبرية اللازمة يتأكد الطبيب انه كان مصابا بكوفيد19 سابق، وهذه تعتبر أحد المضاعفات التي تستوجب تدخلا علاجيا مبكرا لتفادي مضاعفات أخرى مثل «التهاب في عضلة القلب». وأضافت أن بعض الفيروسات مثل فيروس الانفلونزا قد يسبب التهابا في أغشية المخ، وهو ما يعرف بالتهاب السحايا، لذا بعض الاطفال قد يحتاجون إبرة بالظهر لاستبعاد مرض السحايا في بعض الحالات.
كيف تتعامل الأم؟
قدمت الحقان ارشادات للأم عن كيفية التعامل مع الطفل في حالة ظهور عليه أعراض المرض، وهي:
1 – إذا أصيب الطفل أقل من عمر 3 اشهر بالحرارة تجب مراجعة طوارئ الاطفال لاتخاذ اللازم على الفور.
2 – الاطفال فوق 3 أشهر اذا لاحظت الأم أنه نشيط وغير خامل رغم حرارته ورضاعته جيدة ينصح باعطائه خافض حرارة وهو الباراسيتامول فقط لانه مناسب من سن الولادة الى 6 أشهر مع الاخذ بالاعتبار متابعة الطفل.
3 – اذا لم تنخفض الحرارة بعد 48 ساعة للأطفال فوق 3 أشهر تجب مراجعة الطبيب.
4 – لعمر 6 اشهر الى سنة يعطى الطفل شراب «الباراسيتامول» بالتبادل مع «الايبوبروفين» مع الحرص على شرب السوائل والراحة بالمنزل.
5 – قد تطول مدة الحرارة لتصل من 7 إلى 10 ايام، وهنا تجب مراجعة الطبيب للتأكد ان التشخيص فيروس وليس أمرا اخر يحتاج تدخلا طبيا مثل مرض التهاب بكتيري.
ما الالتهاب البكتيري؟
أوضحت الحقان أن الالتهاب البكتيري يتميز بأن الطفل يصبح خاملا حتى بعد أن يأخذ الخافض وعادة الحرارة لا تختفي إلا بعد اخذ المضاد الحيوي، وعند فحص الطبيب لصدر الطفل بالسماعة وعمل له الفحوصات المخبرية اللازمة يستطيع التفرقة بين الالتهاب البكتيري أو الفيروسي.
وقالت: أحيانا يبدأ المرض بفيروس، ولكن قد يتحول الى التهاب بكتيري ثانوي، لكن الغالبية العظمي بنسبة 90 % من الاطفال يكونون مصابين بفيروس ولا يحتاجون الى مضادات حيوية.
وأكدت أنه ليس كل الاطفال يحتاجون الى الذهاب الى طبيب، فالأغلبية تكفيهم الراحة والمسكنات ويفضل عدم ذهابه للمدرسة حتى لا يخالط الغير. ونصحت الامهات ألا تعطي الطفل خافضا ثم يذهب الى المدرسة مباشرة إنما عليها أن تتأكد من مرور 24 ساعة من دون حرارة ومن دون خافض للحرارة ومن ثم يذهب الى المدرسة دون خوف أن ينشر العدوى.
استمرار السعال.. ليس خطراً
لفتت الحقان أن بعض الفيروسات تترك مع الطفل «كحة» حتى بعد التعافي من الأعراض لتستمر من ثلاثة أسابيع الى شهر، ويعد هذا أمرا طبيعيا لا يستدعي أي علاجات دوائية، مقدمة بعض طرق للتعامل مع السعال:
◄ إعطاء الطفل بعض السوائل الدافئة
◄ الطفل الذي يعاني بالأساس من حساسية صدر مثل «الربو» قد يحتاج بعض أنواع الكمامات
◄ لا ينصح باستخدام أي أدوية كحة خاصة للاطفال أقل من 6 سنوات
◄ السعال الناتج عن التهاب بكتيري يسبب مضاعفات اذا لم يتم أخذ المضادات الحيوية اللازمة وقت المرض الذي بدوره سبب السعال في الأصل، أي معالجة السبب وليس العرض
7 نصائح لرفع مناعة الطفل
1- التغذية السليمة والمتكاملة التي تحتوي على كل عناصر الغذاء التي يحتاجها الطفل.
2- شرب السوائل الكافية (ليس العصائر السكرية).
3- مراجعة طبيب الاطفال دوريا لأخذ قياسات الطول والوزن ووضعها على منحيات النمو للتأكد من نمو الطفل السليم.
4- الحرص على عزل المريض حتى لا تنتقل داخل الاسرة ولبس الكمام.
5- من حين لآخر ينصح بعمل بعض التحاليل للتأكد من مخزون الحديد لدى الطفل وفيتامين د وصورة الدم كاملة.
6- الحرص على تعليم الطفل ضرورة غسل اليدين، ولبس الكمام للأطفال الأكبر من سنتين في الأماكن المزدحمة لتفادي التقاط العدوى الفيروسية.
7- استكمال جرعات لقاح كوفيد 19 والتطعيمات الأخرى الخاصة بالطفل.
معلومات مهمة
◄ تكرار إصابة الطفل بالمرض خلال السنوات الخمس الأولى من عمره من 7 – 8 مرات في السنة أمر طبيعي
◄ تطعيم الإنفلونزا الموسمي من عمر 6 أشهر فما فوق.. ضرورة ووقاية
◄ المسحة المخبرية.. الوسيلة الدقيقة للتفرقة بين الفيروسات
◄ 90 % من الأطفال يكونون مصابين بفيروس وليس بكتيريا ولا يحتاجون إلى مضادات حيوية
◄ ليس كل الأطفال يحتاجون إلى الذهاب للطبيب، فالأغلبية تكفيهم الراحة والمسكنات ويفضل عدم ذهابه للمدرسة
اترك تعليقاً