يعتبر سرطان الرئة من الأمراض الأكثر فتكاً، فهو المسبب الأول للوفاة عالمياً في قائمة وفيات مرضى الأورام السرطانية. وكان يمكن الوقاية منه بشكل كبير لو تم ايقاف ومنع التدخين على وجه الارض.
من جانبه، شرح د. علي معتوق استشاري الأمراض الصدرية والعناية المركزة في مستشفى دار الشفاء، قائلاً: يتزايد أعداد مرضى سرطان الرئة عالمياً، حيث بلغ عدد المصابين في عام 2020 ما يقارب من 1.8 مليون شخص. ويحتل مركز الصدارة كسبب لوفيات السرطانات عند الرجال، في حين يحتل المرتبة الثانية عند النساء (بعد سرطان الثدي). وتابع: السبب الرئيس لهذا السرطان هو التدخين. فوفقاً لاحصائية منظمة الصحة العالمية WHO خلال عام 2020، هناك قرابة المليار مدخن على المستوى العالمي ويرافق ذلك ضعفا هذا العدد يعانون من التدخين السلبي. كما تتساوى اعداد المدخنين بين الجنسين، مما يبرر تساوي أعداد المصابين بسرطان الرئة بين الرجال والنساء وبالمراحل العمرية ذاتها.
ورأى د. علي أن كل ما ذكر يحتم ضرورة عمل كل ما يلزم لمكافحة آفة التدخين.
6 مسببات
واستعرض د. علي المسببات الرئيسية لسرطات الرئة، وهي:
1- التدخين: %90 من المصابين بسرطان الرئة من المدخنين. كما ترتفع فرصة اصابة المدخن بسرطان الرئة بنسبة تتراوح بين %20 و%30 مقارنة بغير المدخن. ويزداد خطر الإصابة بسرطان الرئة مع زيادة طول فترة التدخين وعدد السجائر التي يدخنها الشخص يومياً.
2- التعرض للتدخين السلبي: أي التدخين غير المباشر.
3- العلاج الإشعاعي السابق: من خضع للعلاج الإشعاعي لمنطقة الصدر (لعلاج نوع من السرطان)، يكون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة.
4- التعرُض لغاز الرادون او الأسبستوس او المواد المسرطنة الأخرى: مثل الزرنيخ والكروم والنيكل.
5- العمل ضمن بيئة تزيد التعرض للملوثات: مثل العمل في القطاع النفطي او المصانع الكيميائية والتعرض المستمر لدخان الديزل.
6- توافر تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الرئة.
هل وقف التدخين يحمي من الإصابة؟
أكد د. علي ان التوقف يحمي ويقلل من خطر سرطان الرئة وبشكل تصاعدي يبدأ من اليوم الاول.
واوضح قائلا: مع توقف التدخين لسنوات عدة ستزداد الحماية من الإصابة بسرطان الرئة. وبالتالي فالاقلاع عن التدخين هو السبيل الأمثل للحد من الإصابة بسرطان الرئة. كما يؤثر تخفيف التدخين إيجاباً في الحد من الإصابة بسرطان الرئة، فكلما قل عدد السجائر اليومية انخفضت معها المخاطر الصحية وبخاصة سرطان الرئة.
التدخين السلبي
نبه د. علي إلى أن المدخن السلبي يتعرض إلى استنشاق المواد الكيميائية المسرطنة والضارة التي ينشرها المدخن في الهواء أثناء التدخين. لذا، لو كان الأب او الأم يقوم بالتدخين في المنزل، فنسبة اصابة ابنائهما بأمراض الرئة المزمنة وسرطان الرئة تكون أعلى من المعدل الصحي. كما ترتفع فرصة معاناتهم من أعراض تنفسية مثل: الكحة وضيق النفس وزيادة التعرض لأزمات الربو. فإن كنت تعيش أو تعمل مع مدخن، فحثه على الإقلاع عن التدخين، او على الأقل، اطلب منه أن يدخن خارج المكان الذي تتواجد فيه. كما ينصحك الخبراء بشدة على تجنب الأماكن التي يدخن فيها الاشخاص.
أضرار السيجارة الإلكترونية
واشار د. علي الى تزايد وانتشار استعمال السيجارة الالكترونية مجتمعيا وبين فئات الشباب بشكل خاص. واضاف: قد يعزى شيوع انتشارها الى شكلها العصري وتوافر نكهات مغرية عدة من حيث الطعم والرائحة. ولكن اصدرت منظمات صحية عدة تقارير تؤكد خطرها وتوفر بعض السوائل غير الاصلية التي تحتوي على مركبات ضارة او مشابهة لمادة النيكوتين. لذا، فمن الخطأ الاعتقاد بأن السيجارة الالكترونية آمنة ولا يصاحب تدخينها مخاطر صحية عالية. فقد تم تسجيل اصابة كثير من مستخدمي السيجارة الالكترونية بالتهابات رئوية حادة وأمراض تنفسية. كما من الخطأ الاعتقاد بأنها خطوة إيجابية في طريق الاقلاع عن تدخين السجائر.
الكشف المبكر للمدخنين
شددت توصيات عالمية جديدة على ضرورة الكشف المبكر عن سرطان الرئة بين فئة المدخنين. ووفق تقديرهم فتطبيق هذه التوصية سيسهم في تقليل نسبة وفيات سرطان الرئة بمقدار %20. وعليه، ينصح بالخضوع لهذا الفحص كل مدخن يتراوح عمره ما بين 55 و74 عاماً وأيضاً كل من لديه تاريخ تدخين يصل إلى معدل علبة يومياً لمدة 30 سنة.
التدخين وأمراض الرئة
قال د. علي معتوق إنه وفق موقع مركز التحكم بالأمراض CDC، فيمكن أن يسبب التدخين أمراض الرئة عن طريق إتلاف المسالك الهوائية والحويصلات الهوائية الصغيرة (الحويصلات الهوائية) الموجودة في الرئة. مما يزيد فرصة الإصابة بأمراض الرئة التالية:
◄ مرض الانسداد الرئوي المزمن الذي يشمل انتفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن
◄ معظم حالات سرطان الرئة
◄ يحفز الاصابة بالربو ويزيد شدة وتكرار النوبات
◄ المدخنون أكثر عرضة للوفاة من مرض الانسداد الرئوي المزمن بنسبة 12 إلى 13 مرة مقارنة بغير المدخنين
6 مخاطر صحية أخرى
استعرض د. علي معتوق أبرز مخاطر التدخين والتدخين السلبي إضافة إلى الإصابة بسرطان الرئة، وهي:
1- يخفض خصوبة المرأة والرجل: مما يبرر مواجهة المدخنة صعوبة في الحمل، كما يمكن ان يؤثر في صحة جنينها وحملها. ويؤثر أيضاً سلبا في خصوبة الرجل.
2- يؤثر في صحة العظام: يسرع التدخين بفقدان العظام للقوة والصلابة. وقد وجد لدى النساء اللاتي يدخن بعد سن الانجاب عظام أضعف من النساء اللواتي لم يدخنَّ.
3- يؤثر سلباً في الاسنان واللثة: وكذلك على جمال المنظر ايضا. كما يزيد فرصة فقدان الأسنان.
4- يزيد خطر إعتام عدسة العين: يزيد التدخين من فرصة تغيم عدسة العين (الاعتام) مما يصعب الرؤية وبخاصة ليلاً.
5- يعد مسبباً ومحفزاً للإصابة بسكر النوع 2: يجعل السيطرة على السكري أكثر صعوبة.
6- يؤثر سلبا في كل أنسجة الجسم، ما يزيد العمليات الالتهابية ويخفض وظيفة المناعة.
اترك تعليقاً