إذا كنت تراقب ضغط الدم ومستويات الكوليسترول لديك، فثمة شيء آخر قد تحتاج لمراقبته.. إنه الدهون الثلاثية.
فوجود مستوى مرتفع من الدهون الثلاثية يمكن أن يزيد من خطورة الإصابة بأحد أمراض القلب. لكن حُسن اختيار نمط الحياة الذي يعزز الصحة العامة يمكن أن يساعد في تقليل الدهون الثلاثية أيضًا، وفق «نيويورك تايمز» و«مايو كلينك».
الدهون الثلاثية هي أحد أنواع الدهون الموجودة في الدم، وعند تناول الطعام، يحوِّل جسمك أي سعرات حرارية لا تحتاج إلى استخدامها على الفور إلى دهون ثلاثية.
وإذا كنت تأكل أكثر من السعرات الحرارية التي تحرقها بانتظام، وخاصة الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات، فقد يكون لديك معدل مرتفع من الدهون الثلاثية (فرط ثلاثي غليسريد الدم).
ما المعدل الطبيعي؟
يمكن أن يكشف اختبار دم بسيط ما إذا كانت الدهون الثلاثية لديك في مستواها الصحي أم لا، على النحو التالي:
– طبيعي – أقل من 150 ملليغرامًا لكل ديسيلتر (ملغم/ديسل)، أو أقل من 1.7 ملليمول لكل ليتر (ملليمول/ ليتر).
– ارتفاع حدي – من 150 إلى 199 ملغم/ديسيلتر (1.8 إلى 2.2 ملليمول/ليتر).
– مرتفع – من 200 إلى 499 ملغم/ديسيلتر (2.3 إلى 5.6 ملليمول/ليتر).
– مرتفع جدًا – 500 ملغم/ ديسيلتر أو أعلى (5.7 ملليمول/ليتر أو أعلى).
وعادةً ما يفحص طبيبك الدهون الثلاثية المرتفعة كجزء من اختبار الكوليسترول الذي يسمى أحيانًا لوحة الدهون أو صورة الدهون. ويجب أن تصوم قبل سحب الدم من أجل قياس الدهون الثلاثية بدقة.
ما الفرق بين الدهون الثلاثية والكوليسترول؟
الدهون الثلاثية والكوليسترول أنواعٌ منفصلة من الدهون التي تسري في الدم:
◄ تخزن الدهون الثلاثية السعرات الحرارية غير المستخدمة وتزود الجسم بالطاقة.
◄ يُستخدَم الكوليسترول لبناء الخلايا وهرمونات معينة.
لماذا ارتفاع الدهون الثلاثية خطر؟
يمكن أن يساهم ارتفاع الدهون الثلاثية في تصلب الشرايين أو زيادة سمك جدران الشريان (تصلب الشرايين)؛ ما يزيد من مخاطر الإصابة بسكتة دماغية، وأزمة قلبية، وأحد أمراض القلب، ويمكن أن يؤدي الارتفاع الشديد في الدهون الثلاثية إلى الإصابة بالتهاب حاد في البنكرياس (التهاب البنكرياس). وغالبًا ما يكون ارتفاع الدهون الثلاثية علامة على حالات أخرى تزيد من مخاطر الإصابة بأحد أمراض القلب والسكتة الدماغية.
الأسباب
ويمكن أن يكون ارتفاع الدهون الثلاثية علامة على:
– الإصابة بمرض السكري من النوع الـ2 أو مقدمات السكري.
– متلازمة الأيض وهي حالة يجتمع فيها ارتفاع ضغط الدم والسمنة وارتفاع نسبة السكر في الدم، ما يزيد من خطر الإصابة بمرض القلب.
– انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية (قصور الغدة الدرقية).
– بعض الحالات الوراثية النادرة التي تؤثر في كيفية تحويل الجسم للدهون إلى طاقة.
وفي بعض الأحيان، يكون ارتفاع الدهون الثلاثية أحد الآثار الجانبية لتناول بعض الأدوية، مثل: مُدِرّات البول، الإستروجين والبروجستين، الريتينويد، الستيرويدات، بعض مثبطات المناعة.
العلاج
إذا لم تكن تغييرات نمط الحياة الصحية كافية للسيطرة على ارتفاع الدهون الثلاثية، فقد يوصي طبيبك بما يلي:
◄ العقاقير المخفضة للكوليسترول: قد ينصح بالأدوية المخفضة للكوليسترول إذا كان مستوى الكوليسترول منخفضًا أو لدى المريض تاريخ من انسداد الشرايين أو مرض السكري.
◄ زيت السمك: يساعد زيت السمك، الذي يُعرف أيضًا بأحماض أوميغا – 3 الدهنية، على خفض نسبة الدهون الثلاثية لديك، وتحتوي مستحضرات زيت السمك على المزيد من الأحماض الدهنية النشطة أكثر من المكملات الغذائية. ويمكن أن يتداخل زيت السمك الذي يتناوله المريض بكميات كبيرة مع تخثر الدم، ولذلك ينبغي التحدث إلى الطبيب قبل تناول أيّ مكملات غذائية.
أفضل الطرق لتقليل الدهون الثلاثية
1 – مارِس التمارين الرياضية بانتظام
ضع هدفًا لممارسة النشاط البدني لمدة لا تقل عن 30 دقيقة معظم أيام الأسبوع أو كلها. ويمكن أن تقلل ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة الدهون الثلاثية وتزيد مستوى الكوليسترول «الجيد». وحاول إدخال المزيد من النشاط البدني إلى مهامك اليومية؛ مثل الصعود على الدَّرَج في العمل أو المشي أثناء فترات الراحة.
2 – تجنب السكريات والكربوهيدرات المكررة
قد تسبب الكربوهيدرات البسيطة مثل السكر والأطعمة المصنوعة من الدقيق الأبيض أو الفركتوز كمية الدهون الثلاثية.
3 – إنقاص الوزن
في حال فرط الدهون الثلاثية بدرجة من خفيفة إلى متوسطة، ينبغي التركيز على خفض مستوى السعرات الحرارية. تذكّر أن السعرات الحرارية الزائدة تتحول إلى دهون ثلاثية ويخزنها الجسم في صورة دهون، ومن ثم سيؤدي خفض السعرات الحرارية التي تتناولها إلى تقليل الدهون الثلاثية.
4 – اختيار الدهون الصحية
تناول الدهون الأحادية غير المشبعة الصحية الموجودة في النباتات، مثل زيتَي الزيتون والكانولا، بدلاً من الدهون المشبعة الموجودة في اللحوم. وكذلك يمكنك أن تتناول بدلاً من اللحوم الحمراء الأسماك الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، مثل سمك الماكريل أو السلمون. وتجنب تناول الدهون المتحولة أو الأطعمة المحتوية على زيوت أو دهون مهدرجة.
اترك تعليقاً