قد يتحول موعد إنجاز الواجبات المدرسية إلى جحيم، يحاول بعض الآباء التخفيف من حدّته بكل الطرق الممكنة؛ لكن أفعالهم وأقوالهم لا تزيد الوضع إلا سوءاً أحياناً. فما الأخطاء التي يقع فيها الآباء وينبغي تفاديها؟ تقترح علينا المعالجة النفسية الأسرية وصاحبة مبادرة واجباتنا الخارقة في هذه المقالة وفق «هارفارد بزنس رفيو»، خطوات من شأن اتباعها تخفيف ضغط هذه المهمة على الطرفين.
1- تجنب إطلاق الأحكام
قد لا يفهم الطفل نص الإنكليزية جيداً أو يستعصي عليه حلّ معادلة رياضية. من الوارد أن تواجه الطفل صعوبات كهذه أثناء إنجازه لواجباته المدرسية، وقد تخونُ ردات الفعل الآباءَ أثناء محاولة تحفيزهم، فتصدر من أفواههم ملاحظات مجانِبة للصواب؛ إذ تجدهم يميلون إلى إصدار أحكام مُهينة من قبيل: «إنه تمرين غاية في السهولة كما قد سبق لك حلّه من قبل، فكّر قليلاً، هل أنت غبي؟». كلام كهذا لن يشجع الطفل أبداً، وعليه، ينبغي على الآباء تفادي التقييم الخارجي للوضع، إذ إن إصدار الأحكام لا يدخل ضمن مهامهم.
2- لا تضع طفلك مكانك
على الطفل أن يختار منهجية الاشتغال وفقاً لما يحفزه أكثر على العمل ويساعده على الاستيعاب؛ لكن أحياناً يرغب بعض الآباء بتمرير الطرق التي كانت ناجعة على أيّامهم لأطفالهم اليوم، فتجدهم يكررون: «حين كنت في مثل سنّك كنت أكتب الفقرة عشر مرات فيسهل عليّ حفظها، عليك فعل الشيء نفسه!». فرض طريقة محددة للحفظ على الطفل ليست دائماً الحل الأنجع؛ إذ لعل طريقة الكتابة لتعزيز الحفظ لا تلائمه ويحتاج إلى استظهار دروسه بصوت مرتفع مثلاً. يُنصح بمنح الطفل الحرية كاملةً ليختار ما يناسبه، وتجنب أخذ قرارات في هذا الصدد عوضاً عنه.
3- تجنّب التطلّب
في بعض الأحيان تتولد عند الآباء هواجس قوية تتعلق بالمدرسة والتعليم إلى أن تسيطر تماماً عليهم. وهكذا تتحول الواجبات المدرسية ودرجات الاختبارات إلى مصدر قلق، فيبدؤون بالمراهنة على تفوق أبنائهم الدراسي على اعتباره قضية حياة أو موت. إذا بدأ هذا الهاجس ينغّص حياة الآباء والأطفال؛ يفضل للأب والأم التراجع للخلف وإيلاء الأخ الأكبر والأخت الكبرى مسؤولية مساعدة الأخ أو الأخت الأصغر منهم، أو تكليف مُدرّس خصوصي بهذه المهمة، وبهذه الطريقة لن يقع أي ضرر عاطفي على أي من الطرفين.
4- احذر التذمر من وظيفتك
يحصل أحياناً، وبمجرد عودتهم إلى البيت، أن يشرع الآباء في التذمر من يومهم في العمل مع تكرار أسطوانة الحطّ من قدر العمل الذي يزاولون؛ ما يدفع بالطفل إلى كره فكرة أن يكون في مكان والده أو والدته أي أن يعمل بدوره يوماً ما. وبنيّة تشجيع أطفالهم على أداء واجباتهم قد يقولون: «إذا لم يكن تحصيلك الدراسي جيداً سينتهي بك المطاف إلى مزاولة وظيفة سيئة كوظيفتي». والحق أن عبارات كهذه ليس من شأنها أبداً تحفيز الطفل على تكوين أي طموح مستقبلي. إذا لم يخبر الآباء أطفالهم عن الجزء الذي يحبونه في عملهم الذي يعتبرونه بلا جدوى، فهم بذلك لا يزودونهم بأي رغبة ليجدوا لاحقاً أعمالاً تناسبهم وتحقق ما يصبون إليه. وللحيلولة دون ذلك؛ يمكن أن يشارك الآباء التفاصيل الإيجابية والمشوقة حول مهنتهم ويستحثوا فضول الأطفال في هذا الاتجاه.
اترك تعليقاً