ألقت التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية التي اشتدت الأسبوع الماضي بظلالها السلبية على أداء أسواق المال العالمية، والتي امتدت آثارها إلى الأسواق الخليجية مباشرة لتحقق خسائر قدرت قيمتها بـ88.8 مليار دولار دفعة واحدة خلال جلسة تداولات أمس.

وجاءت التراجعات الشديدة التي تعرضت لها الأسواق الخليجية بضغط من الانخفاضات التي شهدتها الأسواق الأميركية والأوروبية إثر مخاوف من احتمال حدوث ركود اقتصادي مدفوعا بنحو 3 أسباب رئيسية تتمثل في التغيرات بأسعار الفائدة في مواجهة ارتفاع كبير في معدلات التضخم، ناهيك عن انخفاض ملحوظ في أسعار النفط عالميا وصولا إلى المتغيرات الجيوسياسية والتي تأتي على رأسها الإجراءات الروسية الأخيرة بشأن استعدادات الدب الروسي لمتغيرات الأوضاع في أوكرانيا.

ووفقا لبيانات شركة «كامكو إنفست»، فإن السوق السعودي تصدر خسائر الأسواق الخليجية بـ75.3 مليار دولار، تلاه في المرتبة الثانية سوق أبوظبي بخسارة 4.7 مليارات دولار، ثم السوق الكويتي في المرتبة الثالثة بخسارة 3.9 مليارات دولار، كما خسر سوق قطر نحو 3.3 مليارات دولار، وسوق دبي نحو مليار دولار، ثم سوق البحرين بـ400 مليون دولار، وأخيرا سوق مسقط بخسائر 100 مليون دولار.

وعلى مستوى أداء بورصة الكويت أمس، فقد شهدت تراجعا جماعيا لمؤشرات السوق، كما خسرت القيمة السوقية نحو 2.7% بما قيمته 1.188 مليار دينار (ما يعادل 3.9 مليارات دولار)، ليتراجع إجمالي القيمة السوقية الى 43.011 مليار دينار مقارنة بقيمة سوقية بلغت نحو 44.199 مليار دينار نهاية الاسبوع الماضي.

وخسر مؤشر السوق الأول 206 نقاط بنسبة 2.5% ليصل الى 8121 نقطة، كما خسر مؤشر السوق الرئيسي 194 نقطة بنسبة 3.4%، ليصل الى 5400 نقطة، وعلى اثر هذه المعدلات خسر مؤشر السوق العام 200 نقطة بنسبة 2.7% ليتراجع الى 7244 نقطة.

وفي المقابل، ارتفعت السيولة أمس بنسبة 31% بمحصلة 57.4 مليون دينار مقارنة بجلسة الخميس الماضي، حيث تصدر «بيتك» بنحو 15.9 مليون دينار، تلاه اجيليتي بـ9.4 ملايين دينار، ثم الوطني بـ3.2 ملايين دينار، وزين بـ2.4 ملايين دينار وهي ذات القيمة التي استحوذ عليها سهم صناعات من السيولة، بإجمالي 33.3 مليون دينار للأسهم الخمسة بنسبة 58% من الاجمالي.

كما ارتفعت أحجام التداول بنسبة 29.8% بكميات 209 ملايين سهم ارتفاعا من 161 مليون سهم في جلسة الخميس الماضي، تصدرها سهم جي اف اتش بـ 24 مليون سهم.

وتراجع اداء المؤشرات الوزنية لـ12 قطاعا امس تصدرها الطاقة بنسبة 9.6%، وانخفضت القيمة السعرية لـ 108 اسهم أمس مقابل ارتفاع 13 سهما، واستقرار 8 أسهم، ولم يجر التداول على أسهم 28 شركة.

أسعار الفائدة

هذا، وتلعب الزيـــــادات الحادة في أسعار الفائدة دورا محوريا في الخسائر التي شهدتها أسواق المال العالمية والخليجية، خصوصا بعدما رفعها الفيدرالي الأميركي معدل الفائدة مساء الأربعاء الماضي بمقدار 75 نقطة أساس للمرة الثالثة على التوالي في إطار جهوده لمحاربة التضخم، وهو الأمر الذي تجاوبت معه غالبية البنوك المركزية عالميا بزيادات متفاوتة في أسعار الفائدة.

ويأتي ذلك بينما تدخلت اليابان لدعم الين للمرة الأولى منذ عام 1998، وهبط الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوياته منذ 37 عاما مقابل الدولار بعد أن أطلق وزير المالية‭‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬‬البريطاني الجديد تخفيضات ضريبية تاريخية وزيادات ضخمة في الاقتراض.

تغيرات النفط

على الصعيد ذاته، فقد ساهم التغير في أسعار النفط بارتفاع مخاوف المستثمرين، إذ تراجعت أسعار النفط بنحو 5% إلى أدنى مستوى في ثمانية أشهر لما دون الـ 100 دولار، مع وصول الدولار إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من عقدين، وسط مخاوف من أن يدفع ارتفاع أسعار الفائدة الاقتصادات الكبرى إلى الركود، وهو ما يقلل الطلب على النفط.

الأحداث الجيوسياسية

مازال الصراع الروسي – الأوكراني يتصدر المشهد ويلعب دورا محوريا في التأثير على نفسيات وتوقعات المستثمرين، وهو ما ألقى بظلاله على الأسواق بصورة واضحة خصوصا مع إعلان الجيش الروسي التعبئة الجزئية باستدعاء 300 ألف جندي من قوات الاحتياط.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *