اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات اسرائيل بأنها لم تظهر أي رغبة في تحقيق السلام خلال جولات المفاوضات الكثيرة التي جرت معها منذ شهر يوليو الماضي.
وابدى عريقات في تصريحات رغبته في التوصل لاتفاق مع اسرائيل خلال الاشهر الخمسة المقبلة المتبقية من زمن المفاوضات لكن حكومة اسرائيل “لم تظهر في المقابل أي رغبة فعلية لتحقيق السلام” على اساس اقامة دولتين على حدود الرابع من يونيو 1967.
ولفت الى ان دولة فلسطين التي اعترفت بها الجمعية العامة للامم المتحدة منذ عام كامل “مازالت تحت الاحتلال”.
وكان اعضاء هذه الجمعية صوتوا في 29 نوفمبر 2012 باغلبية ساحقة على قرار منح فلسطين صفة مراقب فيها وسمح لها بالانضمام الى منظمات دولية الا ان هدف دولة فلسطين لم يتحقق حتى الان.
واتبع هذا باتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين اطلقت وفقه جولة مفاوضات جديدة في نهاية شهر يوليو الماضي برعاية امريكية تستمر تسعة اشهر للتوصل الى اتفاق بين الجانبين وهو الامر الذي يرى الكثيرون انه صعب التحقيق.
وشدد عريقات في تصريحه على ان مرجعية المفاوضات تكمن في انسحاب اسرائيل بشكل تدريجي على ان تكون القدس عاصمة لدولة فلسطين وحل قضايا الوضع النهائي استنادا لقرارات الشرعية الدولية.
ولفت الى “ان المفاوضات مدتها تسعة اشهر وقد انقضى منها اربعة اشهر حتى الان دون ان يقدم الجانب الاسرائيلي اي اشارات تؤكد رغبته في التوصل الى اتفاق” متهما الحكومة الاسرائيلية بارتكاب اعتداءات عنيفة بحق الفلسطينيين بعد الدخول في جولات المفاوضات الاخيرة معها.
وقال ان اسرائيل قتلت خلال هذه الفترة 23 فلسطينيا بدم بارد وقامت ببناء 5992 وحدة استيطانية مؤكدا ان عمليات البناء في المستوطنات تضاعفت هي ايضا مرات عدة في الفترة الاخيرة.
وحذر من سن قوانين جديدة تقضي بتقسيم المسجد الاقصى المبارك لافتا الى ان سن هذه القوانين اضافة الى هدم 159 بيتا ومنشأة في مدينة القدس امر يثبت وجود مخطط اسرائيلي لمنع المفاوض الفلسطيني من الاستمرار في المفاوضات.
وشدد على الحاجة لمساعدة المجتمع الدولي للحفاظ على مدة الخمسة اشهر المتبقية للمفاوضات بعيدا عن الاملاءات والاقتحامات والاغتيالات وجرائم الحرب التي ترتكبها اسرائيل.
وجدد عريقات تأكيده رفض السلطة الفلسطينية الدعوة التي وجهها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قبل ايام الى الرئيس محمود عباس لالقاء كلمة امام الكنيست الاسرائيلي.
وأكد ان نتنياهو يريد ان يملي على الرئيس عباس خطابه بخصوص الاعتراف بالدولة اليهودية “ولهذا السبب لا يمكن قبول دعوته”.
ورأى عريقات انه اذا كان نتنياهو يريد السلام فليعمل على تهيئة شعبه لهذا الهدف عبر الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود عام 67.
وطالب رئيس الحكومة الاسرائيلية “بالاعتذار للشعب الفلسطيني عن تدمير 418 قرية فلسطينية في عام 1948 وتهجير الفلسطينيين” مشددا على ان “كل ما يقوم به نتنياهو حاليا يهدف الى منع اقامة دولتين”.
وتأتي هذه الاتهامات قبل ايام من الزيارة الثامنة لوزير الخارجية الامريكي جون كيري منذ توليه منصبه لاسرائيل والمناطق الفلسطينية.
وهدف هذه الزيارة وفق الاذاعة الاسرائيلية تهدئة مخاوف الحكومة الاسرائيلية من الاتفاق الذي توصلت اليه الدول الكبرى الست مع ايران قبل ايام بشأن نشاط الاخيرة النووي والذي انتقدته اسرائيل بشدة.