تقف الضغوط المختلفة التي يعاني منها الكثير وراء زيادة مستويات التوتر والقلق، وهناك الكثير من الأعراض الجسدية المصاحبة لهذا الشعور مثل مشاكل النوم والصداع النصفي وآلام المعدة.

وتشير اختصاصية العلاج النفسي كاتي جورجيو إلى أن التوتر هو استجابة طبيعية مصممة لحمايتنا من الخطر. عندما يظهر تهديد، حيث ينتقل نظامنا بالكامل إلى حالة تأهب قصوى، ويكون جاهزا لاتخاذ إجراء، فترتفع هرمونات الإجهاد، مثل الأدرينالين والكورتيزول، في جميع أنحاء الجسم، وتحولها إلى القلب والرئتين والعضلات والدماغ مسببة مضاعفات.

ولسوء الحظ، يمكن أن يكون التوتر اليومي ثابتًا، لذا تظل مستويات الهرمونات لدينا في حالة تأهب قصوى، مما يتركنا في حالة من القلق الدائم.

ولكن هل يمكن للإجهاد المزمن أن يعرض صحتنا الجسدية للخطر؟ هذا ما حذرت منه جورجيو وتقول: «الإجهاد الشديد وراء 180 ألف حالة وفاة في المملكة المتحدة سنويًا». وقد تعرض المستويات العالية باستمرار من هرمونات التوتر الأشخاص لخطر الإصابة بمشكلات صحية، بما في ذلك أمراض القلب والسكتة الدماغية والربو ومرض السكري من النوع 2.

المؤشرات التحذيرية

بحسب ما ورد في صحيفة التليغراف، تستعرض جورجيو الأعراض السبعة المثيرة للقلق وما يجب عليك فعله للمساعدة في تقليل عبء التوتر على جسمك، وهي:

1 – تسارع ضربات القلب (خفقان)

يقول البروفيسور نافيد ستار، أستاذ الطب الأيضي في معهد القلب والأوعية الدموية والعلوم الطبية بجامعة جلاسكو: «قد يؤدي الإجهاد إلى تعطيل الإمداد الكهربائي للقلب، مما يزيد من فرص حدوث اضطرابات في نظم القلب [عدم انتظام ضربات القلب]». في حين أن الخفقان في حد ذاته ليس خطيرًا، لكن تشير الدراسات إلى أن مستويات التوتر المرتفعة تزيد من خطر الإصابة بفشل القلب والسكتة الدماغية والنوبات القلبية بسبب ارتفاع مستويات هرمونات التوتر. ويمكن أن يعزز الإجهاد أيضًا تراكم ترسبات اللويحات في الشرايين.

2 – مشاكل في الجهاز الهضمي

عندما تشعر بالتوتر، يضخ الكبد الجلوكوز لتزويد الجسم بالطاقة أثناء استجابته للخطر، وتنتج معدتك المزيد من الأحماض ويمكن أن يتداخل الإجهاد مع الهضم، لذلك من المرجح أن تعاني من أشياء مثل الإمساك والإسهال، أو كذلك حرقة، وارتجاع المريء والغثيان. وعلى المدى الطويل، يمكن أن يعرضك هذا لخطر الإصابة بالقرحة أو مرض السكري.

3 – مشاكل النوم

تقول عالمة الفسيولوجيا وخبيرة النوم الدكتورة نيرينا راملاخان، مؤلفة كتاب Fast Asleep، Wide Awake: عندما يتجاوز مستوى الضغط قدرتنا على التأقلم، نبدأ بالركض على الجهاز العصبي الودي، مما يتسبب في ارتفاع هرمونات التوتر.. كما أن وجود الكثير من الكورتيزول في الجسم ليلًا يتعارض أيضًا مع مستويات هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم.

4 – زيادة نزلات البرد والالتهابات

يقول الدكتور إريك برونر، أستاذ علم الأوبئة الاجتماعية والبيولوجية في جامعة كوليدج لندن، إن تدفقاً مستمرًا من الكورتيزول يضعف قدرة خلايا الدم البيضاء التي تقاوم الأمراض على رأسها الفيروسات. وفي ظل الإجهاد المزمن، يطلق الجسم بروتينات «السيتوكينات» التي تسبب الالتهاب والتي بدورها يمكن أن تساهم في حالات التهابية مثل التصلب المتعدد والتهاب المفاصل الروماتويدي وأمراض القلب.

5 – تهيج الجلد

الأدرينالين والكورتيزول يؤثران على تدفق الدم إلى بشرتك، ويزيد من إنتاج الحبوب المزعجة مثل حب الشباب والطفح الجلدي. وقد يؤدي الإجهاد الشديد أو المفاجئ أيضًا إلى البهاق أو حالات التهابية أخرى، وإذا كنت تعاني بالفعل من حالة جلدية مثل حب الشباب، فإن الإجهاد يزيدها سوءًا. ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى تفجر فيروس الهربس البسيط الذي يسبب تقرحات البرد.

6 – زيادة الوزن حول خصرك

تظهر الأبحاث أيضًا أن الإجهاد يمكن أن يبطئ عملية التمثيل الغذائي بدرجة كافية للتسبب في زيادة الوزن بمقدار 11 رطلاً على مدار عام (نحو 5 كغم). وعادة ما يشير ارتفاع محيط الخصر إلى بدء تخزين الدهون الزائدة في أعضاء مثل الكبد أو حول الأوعية الدموية حول القلب.

7 – الهجوم أو الانسحاب

تميل تربيتنا إلى تحديد مستوى التوتر الذي يمكننا تحمله وطريقتنا في التكيف معه سواء كان ذلك بالهجوم أو الاستسلام. لذا أي تغيير في المشاعر من خط الأساس الخاص بك يجب أن يدفعك الى وقفة للتفكير والانتباه أنك لست على ما يرام.

4 نصائح

ينصح الخبراء باتباع النصائح التالية:

1 – توقف عن العجلة: تأمل أفعالك اليومية واستشعر ما تقوم به من تناول طعام أو أفعال اخرى مهما كانت بسيطة أو روتينية.

2 – ممارسة الرياضة بانتظام: 30 دقيقة يوميا من اليوغا والمشي المعتدل والسباحة وركوب الدراجات تخفض مستويات الكورتيزول.

3 – التنفس العميق البطيء والاسترخاء: ستة أنفاس في الدقيقة يمكن أن تولد إيقاعات دماغية مماثلة لتلك التي تظهر في النوم العميق.

4 – قلل السكر في حياتك، وزد من الماء.

معلومات مهمة:

◄ الإجهاد الشديد وراء 180 ألف حالة وفاة في المملكة المتحدة سنوياً

◄ مستويات التوتر المرتفعة تزيد من خطر الإصابة بفشل القلب والسكتة الدماغية والنوبات القلبية

◄ على المدى الطويل يمكن أن يسبب التوتر الإصابة بالقرحة ومرض السكري

◄ التوتر يؤدي إلى زيادة الوزن


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *