تختار الدول الاعضاء الـ168 في المكتب الدولي للمعارض الاربعاء المدينة الفائزة بحق استضافة معرض “اكسبو 2020″ الدولي، في منافسة بين دبي الاماراتية مع ازمير التركية وساو باولو البرازيلية وايكاتيرينبورغ الروسية ذات ابعاد اقتصادية ورمزية مهمة.
ويصوت المندوبون المشاركون في الجمعية العمومية الـ154 للمكتب الدولي في باريس خلال اجتماعهم في باريس في اقتراع سري اعتبارا من الساعة 14,30 (13,30 ت غ) بعد مشاركتهم في جلسة صباحية لتقديم المدن المرشحة عروضا عن مشاريعها. وسيتم معرفة المدينة الفائزة “في المساء” بحسب الجهة المنظمة.
وقامت الدول الاربع المشاركة في المنافسة – الامارات، البرازيل، تركيا، روسيا – بحملات مكثفة لاظهار مزايا المدن المرشحة، وهي اربع مدن تشهد دينامية اقتصادية لافتة.
وفي هذا الاطار، تعول دبي على تقديم صورة “مختلفة” عن عالم عربي متسامح ومنفتح قادر على مواجهة تداعيات الاضطرابات في الشرق الاوسط والانتهاكات لحقوق الانسان في بلدان عدة في المنطقة.
وقالت وزيرة الدولة الاماراتية ريم الهاشمي المسؤولة عن ملف الترشيح “اذا ما حصلنا على شرف استضافة المعرض، فسيشكل ذلك سابقة للعالم العربي، وكذلك لافريقيا وجنوب آسيا” اللذين تقع دبي بينهما.
وفيما يعاني العالم العربي من “انعدام الاستقرار والنزاعات” وغالبا ما يوصم بـ”صورة سلبية”، اكدت الوزيرة الاماراتية انه “بامكاننا ان نثبت بان بوسعنا ان نقوم بامر مختلف، بامر ايجابي”.
ودبي التي كانت حتى منتصف القرن العشرين مجرد ميناء صغير تحت شمس الخليج الحارقة، باتت القلب النابض للاقتصاد في الشرق الاوسط، اذ تحتضن اكبر مطار واكبر ميناء في المنطقة وتقوم ببناء مطار جديد يفترض ان يصبح الاكبر في العالم مع قدرة استيعابية تصل الى 160 مليون مسافر في السنة.
كما باتت تحتضن على ارضها اعلى برج في العالم وعددا من افخم المراكز التجارية والجزر الاصطناعية، وهي تستقطب حاليا حوالى عشرة ملايين سائح في السنة.
وقدرت ريم الهاشمي كلفة بناء المجمع الخاص باستضافة المعرض بحوالى 6,5 مليار يورو. وسيقام في منطقة جبل علي بجنوب امارة دبي، على مقربة من امارة ابوظبي.
اما ازمير، ثالث كبرى مدن تركيا وثاني اهم مرافئها مع عدد سكان اجمالي يبلغ اربعة ملايين نسمة، فتأمل في تعويض خسارتها المنافسة في العام 2009 بفارق اصوات بسيط امام ميلانو العاصمة الاقتصادية لايطاليا في السباق على استضافة معرض اكسبو 2014.
وتذكر المدينة بان كل المدن التي خسرت في اولى منافساتها حظيت بحق استضافة هذا المعرض الدولي في ثاني ترشيح لها.
وللتمايز عن منافساتها، تركز ازمير حملاتها على عنوان “الصحة للجميع” من خلال الاضاءة على تاريخها القديم الاف السنوات وجاذبيتها السياحية القوية.
وتم تأسيس هذه المدينة التي كانت تعرف بسميرنا، في العام 3000 قبل المسيح. وتعتبر من ابرز المدن المتوسطية في التاريخ خصوصا لانها استضافت احد اقدم المراكز الصحية في العالم المخصص لاله الطب لدى الاغريق اسكليبيوس.
وتعهدت حكومة انقرة استثمار 50 مليار دولار في مختلف مجالات البنى التحتية. وهذا المبلغ يعتبر هائلا قريب من ذلك المعلن من جانب تركيا في ترشيحها لاسطنبول في المنافسة على استضافة الالعاب الاولمبية لعام 2020 والتي خسرتها المدينة التركية امام طوكيو.
وعزت اوساط متابعة فشل اسطنبول الى القمع العنيف للتظاهرات المناهضة للحكومة التركية في حزيران/يونيو اضافة الى الحرب الدائرة في سوريا المجاورة.
كذلك تخوض المنافسة مدينة ساو باولو، العاصمة الاقتصادية للبرازيل وكبرى مدنها من حيث التعداد السكاني مع 11 مليون نسمة. وتستعد هذه المدينة لاستضافة الالعاب الاولمبية 2016، فضلا عن مشاركتها مع 11 مدينة برازيلية اخرى في تنظيم مباريات كأس العالم لكرة القدم 2014.
واختارت ساو باولو شعار “القوة في التعدد، التناغم والنمو”، وتعتزم من خلاله التركيز على نقاط الجذب في هذا البلد الذي يشهد طفرة اقتصادية. ولم تستضف اميركا اللاتينية اي معرض دولي في السابق.
اما رابع المدن المشاركة في المنافسة هي ايكاتيرينبورغ الروسية، المركز السابق للمجمع العسكري الصناعي في الاتحاد السوفياتي في منطقة الاورال والمركز الصناعي البارز مع عدد سكان يبلغ 1,4 مليون نسمة المنفتحة على الاجانب.
وستدافع ايكاتيرينبورغ عن صورتها كمدينة قادرة على مواجهة تحديات العولمة مع اعتمادها شعار “الروح العالمية”.
وابدت الحكومة الروسية استعدادها لاستثمار ملياري دولار في البنى التحتية كما تأمل ان يحذو عالم الاعمال في البلاد حذوها.
وفي ايلول/سبتمبر، فاز مرشح المعارضة المعتدلة ايفغيني رويزمان بالانتخابات البلدية في هذه المدينة بشأن المرشح المدعوم من السلطة الروسية، في سابقة في التاريخ الحديث لهذه المدينة الروسية.