من خلال التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي نجح الشاب السوري أنس الكاتب (29 عاما) في التغلب على البطالة بنشر مقاطع فيديو على الإنترنت وجذب متابعين كثيرين.
فبعد تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية في سوريا ومواجهته صعوبة في العثور على وظيفة، وجد الكاتب موردا قيما في هاتفه الذكي فبدأ في إنتاج مقاطع فيديو قصيرة.
وتغطي فيديوهات الكاتب مجموعة متنوعة من الموضوعات، بعضها يعالج صعوبات الحياة في البلد الذي مزقته الحرب ويروج للمواقع السياحية، بينما يقدم البعض الآخر نصائح وحيلا عشوائية بخصوص كيفية أن تصبح مليونيرا أو تحافظ على لياقتك البدنية.
وزاد عدد متابعي الكاتب من ثلاثة آلاف إلى 37 ألفا في غضون شهرين. ويوضح الكاتب أن الفيديو الذي جلب له الشهرة أولا هو الذي أنتجه في دبي.
وعن زيارته لدبي وذلك الفيديو قال أنس الكاتب لتلفزيون رويترز “اكتشفت فيه عالم جديد، بلد جديد، فانبسطت كثير أنا عم بصوره وبمنتجه وبشتغله، حتى الناس صاروا يشوفوني بالطريق حافظين أول جملة بقولها في الفيديو، اللي هي حبيبي تعالى إلى دبي، لأنه انتشر أكثر شي، الناس حفظت هذه الجملة، فصارت كل ما تشوفني في الطريق حبيبي تعالى إلى دبي”.
وبمرور الوقت لفت الكاتب انتباه الشركات التي بدأت في الاقتراب منه لتسويق منتجاتها وتمكينه من كسب رزقه.
وقال “فصدقت ونزلت التطبيق والتطبيق عمل كراش بعد يومين من الفيديو لأنه العالم نزلته فرد مرة، من هون بلش الشغل يتوسع أكثر، يجيني عروض من شركات ثانية أكثر ومختلفة أكثر”.
وأضاف “استغليت الموارد اللي عندي إياها عشان أعمل هذول الفيديوهات، ومثل ما إنك شايفة، البلد كوضع اقتصادي ما كثير منيحه وما كثير بتدعمنا كشباب، فأنا حاولت أخلق بزنس خاص فيني، بشبهني وبستمتع فيه، بطلع منه مصاري اللي هو هذا”.
وعلى الرغم من تنامي نجاحه، لا يزال الكاتب غير قادر على شراء معدات احترافية بدلا من هاتفه الذكي.
ويعاني الاقتصاد السوري من ضائقة شديدة، متأثرا بعوامل بينها التراجع السريع في قيمة العُملة منذ عام 2019، بسبب الانهيار المالي للبنان المجاور.
كما تم رفع الدعم على السلع الأساسية تدريجيا مع ارتفاع أسعار مواد مثل الوقود إلى مستويات غير مسبوقة.
وتقول الأمم المتحدة إن عدد الذين يحتاجون إلى دعم إنساني في سوريا أكبر من أي وقت مضى منذ بدء الحرب.