القصور الكلوي أو الفشل الكلوي من الأمراض التي تمثل فيها التغذية ركيزة أساسية من الناحية العلاجية. لذا، أكدت نوف عطاالله العنزي اختصاصية التغذية العلاجية – تخصص أمراض الكلى – أهمية وعي المصاب بأمراض الكلى وزيادة ثقافته بالأغذية التي تناسبه والتي لا تناسبه بل وقد تضره.

وقالت: «نواجه أسئلة عدة في العيادة بشكل يومي، مثل هل اللحم يضر الكلى؟ أو هل البقدونس والجرجير مفيدان لها؟ والحقيقة هي أن لكل مرحلة من مراحل القصور الكلوي أغذية تناسبها ويعتمد تحديدها على نتائج التحاليل العامة ووظائف الكلى ومعدل الترشيح الكلوي.

ومعظم المرضى لا يحتاجون إلى الغسل إذا التزموا حمية غذائية ملائمة تساهم في الحد من تكون السموم والفضلات والمحافظة على مستويات وظائف الكلى الطبيعية».

أطعمة يجب الحد منها

أوضحت نوف العنزي أنه يجب تقنين تناول المريض لبعض العناصر الغذائية المهمة للجسم وتحديد الكمية المناسبة له، والتي تختلف من مريض إلى آخر بحسب مرحلة القصور التي وصل إليها، وهذه العناصر هي:

1 – البروتين

من العناصر المهمة والأساسية التي لا بد من حسابها لمصاب الفشل الكلوي، لأن كثرته ستؤدي إلى ارتفاع نسبة الكرياتينين في الدم وسرعة انتقال المريض من مرحلة إلى أخرى.

وهناك نوعان من البروتينات، هما:

• بروتين عالي الجودة: ويوجد في المنتجات الحيوانية، مثل اللحوم والدواجن والأسماك والبيض، وهذا النوع يحتاجه مريض الغسل الكلوي. أما المريض المصاب بفشل كلوي، فيحتاجه، لكن بكميات قليلة.

• البروتينات الأقل جودة: توجد في البقوليات والحبوب، كالفول والحمص والفاصولياء الحمراء والبيضاء والعدس، وهذا النوع يحتاجه مريض الفشل الكلوي في مراحل متقدمة، ويمكن دمجه مع البروتين العالي الجودة لمرضى الغسل الكلوي.

2 – الصوديوم

معدن موجود في معظم الأطعمة وملح الطعام، والكلى مسؤولة عن تنظيم معدله في الجسم. وفي حالة القصور الكلوي، ستسبب زيادته في الجسم إلى ارتفاع ضغط الدم واحتباس السوائل وتورم القدم والأصابع. وللحد من استهلاك الصوديوم يجب تجنب الأطعمة التالية:

• الوجبات السريعة.

• الأطعمة المعلبة بأنواعها.

• بعض التوابل، مثل مكعبات الماجي والشوربات الجاهزة وصلصة الصويا.

• اللحوم المصنعة، مثل النقانق والبرغر والمرتديلا.

• الأطعمة العالية بالملح، مثل رقائق البطاطس والبسكويت المالح.

والحل في تقليل كمية الملح في الطعام هو استبدال المطيبات مثل البهارات والفلفل والليمون به.

3 – الفوسفور

معدن يوجد في العديد من الأطعمة، ولا بد من مراقبته إذا كان الفشل أو القصور الكلوي متقدماً، لأن الكلى لن تكون قادرة على تصريف زيادته، مما يؤدي إلى ارتفاع تركيزه في الجسم. وكردة فعل سيقوم الجسم بسحب الكالسيوم من العظم وتصريفه في البول. وعليه، فكلما زاد الفسفور في الجسم، فسيقل الكالسيوم. ومع مرور الوقت سيؤدي ذلك إلى ضعف العظام والإصابة بالهشاشة أو حساسية جلدية نتيحة ارتفاع الفوسفور. ومن أهم الأطعمة الغنية بالفسفور:

• منتجات الألبان، مثل: الحليب، الجبن، اللبن، الروب، والآيس كريم. والحل هو تناول الأجبان النباتية القليلة الفسفور أو تناول الأجبان باعتدال (30 إلى 60 غراماً مرة أو مرتين في الأسبوع).

• البروتين الحيواني، مثل: اللحوم والدواجن والأسماك والأغذية البحرية. لأن امتصاص الفسفور من الأطعمة الحيوانية أسهل وأسرع من امتصاصه من الأغذية النباتية. والحل هو بتقليل استهلاك البروتين الحيواني واستبدال البروتين النباتي به.

• البقول والمكسرات.

• المشروبات الغازية بأنواعها.

• نخالة الخبز والشعير والدخن.

• جميع اللحوم المصنعة.

4 – البوتاسيوم

من الأملاح المهمة التي ترتفع غالبا لدى مرضى القصور الكلوي، مما يؤدي إلى إيذاء الكلى وعضلة القلب. ومن أهم مصادر البوتاسيوم:

• البطاطس، التمر، الموز، المشمش، الأفوكادو، الكيوي، الفاكهة المجففة خاصة (القراصيا، المشمش، الكشمش)

• البقول والنخالة.

• الخضار الورقية بجميع أنواعها.

• الطماطم، الشمندر، القرع أو اليقطين، البامية.

ولخفض كمية البوتاسيوم العالية في الأغذية مثل البطاطس والقرع والبامية ينصح بنقعها لمدة 10-15 دقيقة ثم سلقها بالماء والتخلص من ماء السلق. وبعد ذلك يمكن استخدامها في الطهي.

5 – السعرات الحرارية

يجب حساب احتياج المريض من السعرات الحرارية على حسب وزنه وعمره وطوله ومرحلة القصور التي وصل لها والحالة المرضية التي يعاني منها مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري. كما ان زيادتها سيؤدي إلى السمنة بينما يؤدي نقصانها إلى النحافة وتكسير البروتين وتقليل كتلة العضلات فيصاب المريض بالهزال والتعب والضعف. وينصح المريض باتباع نظام غذائي مناسب مع إضافة بعض المكملات الغذائية العالية بالبروتين.

6 – السوائل

من أهم العناصر التي يجب حسابها للمريض بحسب مرحلة القصور الكلوي. ففي المراحل المبكرة، قد لا يحتاج المريض الى الحد كثيرا من كمية السوائل

المستهلكة. أما في المراحل المتقدمة سيحتاج الى تحديد كمية السوائل التي يستهلكها حتى لا تتراكم في الجسم وتسبب احتباس السوائل وقصور عضلة القلب وارتفاع ضغط الدم ومضاعفات كثيرة. ويتم تحديد كمية السوائل من قبل الطبيب وأخصائية التغذية اعتمادا على حساب كمية البول التي يتم إخراجها

الأغذية المسموحة

– الأغذية المعتدلة بالفسفور مثل:

الأجبان النباتية، بعض الأجبان الكريمية، القشطة الحامضة، الحليب النباتي مثل حليب الأرز، حليب الشوفان وحليب جوز الهند، الكربوهيدرات منزوعة النخالة مثل: الخبز الأبيض، البسكويت، التوست، الأرز، المعكرونة.

– الأغذية المعتدلة بالبوتاسيوم مثل:

• الخضار: الكوسة – بزاليا – باذنجان – فاصولياء خضراء- ملفوف – خس – خيار – جزر.

• الفاكهة: التفاح – أناناس – العنب – التوت أحمر – التوت أزرق – التوت أسود – الفراولة – الخوخ – الكرز. ولكن على شرط ألا تتعدى الكمية كوبا واحدا خلال اليوم.

– العصائر القليلة البوتاسيوم مثل:

• عصير التفاح، عصير التوت أو أي نوع عصير آخر بشرط أن يكون شرابا أو نكتارا وعلى ألا تتعدى الكمية نصف كوب واحد في اليوم. وإذا كان المريض مصابا بداء السكري فيفضل تقليل شربه للعصائر وتقنين تناولها الى حين حدوث هبوط سكر الدم فقط.

– البروتينات النباتية

• تناول البقوليات بمقدار لا يتعدى ½ كوب بشكل يومي مثل: العدس – الفاصولياء البيضاء والحمراء – البازلاء.

– البروتينات الحيوانية

تحتسب كميتها للقصور الكلوي الأولى والثانية والثالثة بمقدار.0.8 جم ‏ ضرب وزن الجسم. كما يستند ذلك الى حالة المريض والأعراض المصاحبة له. أما عند الوصول الى مرحلة القصور الكلوي الرابعة والخامسة سيتم حساب احتياج المريض للبروتين بمقدار0.6 جم ‏ ضرب وزن الجسم ومن الممكن زيادة الكمية بحسب الحالة الصحية للمريض. 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *