عندما يكون هناك الكثير أو القليل من الرطوبة في الهواء، فذلك قد يؤثر في صحتك بطرق أكثر مما تعتقد، فزيادة رطوبة الجو تزيد سخونة حرارة الجو والجسم أكثر مما هو عليه، وقد تسبب المعاناة من الجفاف، وترفع حرارة الجسم وتصيب الشخص بالإنهاك الحراري. وحتى لو كانت حرارة الجو محتملة، فكلما ارتفعت الرطوبة شعر الإنسان بأنه أكثر سخونة، فقد يقرأ مقياس الحرارة 88 درجة فهرنهايت في يوم صيفي، ولكن إذا كانت الرطوبة %75، فستشعر وكأنها 103 درجات فهرنهايت. ومع تزايد الرطوبة في الآونة الأخيرة في البلاد، بيّن الدكتور عبدالجبار فرحان استشاري طب الاطفال وحديثي الولادة في مستشفى المواساة، أن للأجواء الرطبة تأثيرات في ما يلي:

1 – الجهاز التنفسي

عند ازدياد الرطوبة تزداد كثافة بعض المتحسسات في الهواء، مثل عث التراب والعفن المجهري، وزيادة هذه الكائنات ستسبب زيادة في أعراض الحساسية أو نوبات الربو، للأشخاص الذين يعانون من الحساسية الصدرية أو الربو القصبي.

كما تُلاحظ زيادة في عدد الحالات التي تعاني من ضيق النفس، خاصة عند الأطفال والكبار، أثناء أجواء الرطوبة العالية.

2 – حرارة الجسم

تسبب الرطوبة العالية زيادة في حرارة الجسم، من غير أن تسمح له بالدفاع عن نفسه، فعند ارتفاع حرارة الجسم خلال الأجواء الحارة، سيقوم الجسم بالتبريد عن طريق إفراز العرق، لغرض ملامسة الهواء، إلا أن الرطوبة العالية تتداخل مع آلية تبريد الجسم، وتمنع تبخر العرق، ما يؤدي إلى زيادة حرارته وارتفاع خطر الإصابة بالإنهاك أو الإعياء الحراري، وذلك يبرر الإصابة بالتشنجات العضلية أو الإغماء وفقدان الوعي، إذا تعرض الجسم للرطوبة العالية وقتاً طويلاً.

الجفاف والإنهاك الحراري

آلية التبريد الرئيسية للجسم في الأجواء الحارة هي العرق، فعندما يتبخر العرق من على سطح الجلد، سيسهم في خفض حرارة الجسم، ويجلب الشعور بالبرودة والراحة.

لكن عندما تكون رطوبة الهواء عالية فذلك سيمنع تبخر العرق، رغم استمرار الجسم في إنتاجه، ما يجعل الشخص يشعر بلزوجة الجلد وزيادة التعرق في الأجواء الرطبة، دون شعور بالراحة والتبريد. وهذا الفقد الشديد في الماء والملح والمعادن قد يؤدي إلى المعاناة من سخونة الجسم الشديدة والجفاف واختلال التوازن الكيمياوي للجسم والإصابة بالإنهاك الحراري.

ومن أعراض حدوث ذلك تشنجات العضلات، الصداع، التشتت، الدوخة، زيادة معدل ضربات القلب، التعب والإرهاق.
انخفاض الرطوبة

انخفاض معدل رطوبة الهواء أو جفاف الهواء يؤدي إلى خفة وزن الهواء وتطاير المتحسسات في الجو، وبالتالي زيادة فرصة استنشاقها من قبل المصابين بالحساسية.

واستنشاق الهواء الساخن الجاف يؤدي إلى جفاف أغشية الأنف والحلق المخاطية، ما يؤدي إلى التهيج والالتهابات.

كما أن جفاف الهواء يزيد جفاف الجلد وشدة أعراض المصابين بحساسية الجلد والأكزيما، وكل ذلك يبرر زيادة أعراض حساسية الجهاز التنفسي والجلدي في الأجواء الجافة.

7 نصائح للوقاية

1 – تجنّب تعريض الأطفال لأجواء الرطوبة العالية أو الهواء الساخن الجاف، لعدم قدرة أجسامهم على التكيُّف السريع.

2 – البقاء قدر الإمكان في الأماكن ذات معدلات الرطوبة المتوازنة، مثل البيوت والأماكن المغلقة، لتجنّب نوبات تحسّس الجهاز التنفسي والجلد والإعياء الحراري.

3 – شرب الكثير من الماء وعدم انتظار الشعور بالعطش، فذلك سيمد الجسم بالمعادن الأساسية، ويكافح الجفاف، ويقلّل الإعياء الحراري.

4 – عدم ممارسة الرياضة أو الكثير من النشاط البدني في أجواء الرطوبة الخارجية.

5 – ينصح المصابون بأمراض الربو والحساسية الصدرية بتناول أدوية الحساسية قبل وأثناء وبعد التعرض لمثل هذه الأجواء.

6 – مراجعة الدكتور المختص عند ظهور علامات حساسية الجهاز التنفسي، مثل صعوبة أو ضيق النَّفَس أو السعال المتكرر، أو زيادة إفرازات الأنف.

7 – قصد الطبيب وغرف الطوارئ عند ظهور علامات الإعياء الحراري، مثل ارتفاع حرارة الجسم، التشنج العضلي، الإعياء والتعب، التدهور في التركيز، الصداع، الإغماء.

التهاب الأنف

يمكن أن تزيد الرطوبة العالية من كمية المخاط في الأنف والحلق، ما يسبب الاحتقان وسيلان الأنف والتقطير الأنفي وكثرة العطاس. وعلى الرغم من أن هذه الأعراض قد تبدو وكأنها ردة فعل تحسسية، فإنها في الواقع تكون شكلاً من أشكال التهاب الأنف غير التحسسي. وبمجرد معرفتك هذه الحقيقة، سيكون لديك فكرة أفضل عما يمكن فعله لتحسين أعراضك، فالتهاب الأنف لن يستجيب لمضادات الهيستامين أو أدوية الحساسية، بل سيستجيب أفضل لاستخدام رذاذ محلول ملحي، لتنظيف ممر الأنف، وتناول مزيل الاحتقان، لتقليل التورم الموضعي.

أعراض نفسية

وفقاً لبعض علماء النفس، فالرطوبة المرتفعة تسبب أعراضاً نفسية ومزاجاً سيئاً، وهناك حالات تعاني من نسخة من الاضطراب العاطفي الموسمي، أثناء موسم ارتفاع الرطوبة، حيث يزداد الشعور بالمزاج السيئ والاكتئاب والتوتر والقلق والتهيج العصبي، بل حتى الرغبة في الانتحار.

وقد أشارت دراسات مثيرة للجدل إلى أن ارتفاع رطوبة الهواء قد يسبب اختلالاً في اتزان كيمياوية الجسم والدماغ، ما يخل بنظام العمليات الحيوية والحالة المزاجية، أو قد يكون سبب هذه الأعراض النفسية تأثير الرطوبة السلبي في جودة النوم ورطوبة الجسم (الجفاف) أو حتى جودة التنفّس (الشعور بالاختناق)، ما يؤثر بشكل كبير في الحالة النفسية والمزاج.

معلومات مهمة

◄ تزيد من سخونة حرارة الجو والجسم

◄ الرطوبة العالية تتداخل مع آلية تبريد الجسم وتمنع تبخر العرق

◄ تسبب المعاناة من الجفاف والإصابة بالانهاك الحراري

◄ التعرض لها فترة طويلة يصيب بالتشنجات العضلية او الإغماء وفقدان الوعي.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *