كثيراً ما نشاهد أطفالاً يبدو عليهم الهزال والضعف وعدم التركيز ونحافة بالجسم، وكأنهم يعانون من سوء التغذية، بينما نشاهد أطفالاً آخرين يتمتعون بوزن زائد.. ولكن بعد الفحص الطبي يتضح أنهم يعانون أيضاً من سوء التغذية، وطبياً سوء التغذية يعني حالة مرضية ناتجة عن خلل في النظام الغذائي للطفل تُعرضه لمشكلات صحية مختلفة. بحثاً عن التفاصيل.. كان اللقاء مع استشاري الصحة العلاجية للطفل، الدكتور حسان عبد الوهاب؛ للشرح والتفصيل.
نقص التغذية.. بسبب الإفراط
يتمثل الاتجاه الأول في نقص التغذية، في قلة أو انعدام مصادر البروتين والعناصر الغذائية، وبالتالي الفقدان في الطاقة وحدوث حالة من الكسل والخمول، وانعدام الحيوية وبالتأكيد النحافة المرضية.. والهزال.
ويتمثل الاتجاه الثاني.. في الإفراط المبالغ في التغذية، واستهلاك مصادر الطاقة والبروتين والعناصر الغذائية الأخرى، خاصة النشويات بشكل كبير، مما ينتج عنه أمراض السمنة في سن مبكرة.
وتقدير سوء التغذية.. عند الأطفال، يتم من خلال مؤشرات التقزم، والهزال، وزيادة الوزن ونقصانه.
إذن الأطفال المعرضون لسوء التغذية، لا يُعد الجوع لهم السبب الوحيد للإصابة بسوء التغذية؛ حيث يمكن أن يصاب الطفل بنقص التغذية، على الرغم من تناوله لكميات كافية من الطعام.. ويمكن إسناد ذلك لعدة أسباب.
أسباب سوء التغذية
عدم احتواء الطعام على الفيتامينات والمعادن
عدم احتواء طعام الطفل على المواد الغذائية؛ من الفيتامينات، والمعادن، والمغذيات الصحيحة التي يحتاجها الجسم.
معاناة الطفل من حساسية القمح، أو ما يُسمّى بالداء البطني؛ حيث يعاني المصابون به من اضطرابات هضمية ناتجة عن بروتين يدعى الغلوتين، وهو موجود في القمح والشعير وغيرهما.
إصابة الطفل بمرض يُسمى التليّف الكيسي، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث مشاكل في امتصاص المغذيات من الطعام.
وذلك لأنّ هذا المرض يؤثر في البنكرياس، وهو العضو المسؤول عن إنتاج بعض الإنزيمات الضرورية لعملية الهضم.
قضاء الطفل فترة طويلة في المستشفى.. معاناة الطفل من مشاكل في الأسنان.
فقدان الشهية، أو تعرّض الطفل لإصاباتٍ خطيرةٍ في الرأس.
معاناة الطفل من اضطرابات الطعام، أو الإصابة بعدوى خطيرة.
أعراض سوء التغذية عند الأطفال
رفض تناول الأطعمة الصحية سبب لسوء التغذية
يؤثر سوء التغذية في كلٍّ من العقل والجسد، وتعتمد حدّة هذا الأثر على درجة النقص؛ حيث تزداد سوءاً بزيادة النقص الحاد لتلك المغذيات.
كما أنّها تعتمد على نوع المغذيات المفقودة في وجبات الطفل اليومية، ونذكر بعضاً من تلك الأعراض بشكل عام:
الشعور بالدوخة. الشعور بالتعب وانخفاض الطاقة في الجسم. ضعف وظائف جهاز المناعة؛ الأمر الذي يقلل من قدرة الجسم على مقاومة العدوى.
جفاف وتقشّر البشرة. الإصابة بانتفاخٍ ونزيفٍ في اللثة. تسوس الأسنان بطء النمو.
ضعف الانتباه، وبطء في ردة الفعل. ضعف العضلات. انتفاخ المعدة. هشاشة العظام، وسهولة تكسرها. بطء القدرة على التعلم.
تشخيص نقص التغذية عند الأطفال
تشخيص نقص أو سوء التغذية
يتم تشخيص سوء التغذية عند الأطفال؛ من خلال قياس وزن الطفل وطوله ومقارنتهما بالمخططات التي تبين متوسط الطول والوزن المتوقعيْن للطفل في هذا العمر.
وقد يُظهر بعضهم نمواً أبطأ من معدل نمو أقرانهم، الأمر الذي قد يشير إلى أنّهم يعانون من سوء التغذية، إلا أنّه هناك أطفال يبدون أصغر سناً بالنسبة لأعمارهم نتيجة عوامل وراثية، ولا علاقة بالإصابة بسوء التغذية.
علاج سوء التغذية عند الأطفال
وضع خطة ونظام غذائي يتناسب مع وضع الطفل المريض
يمكن علاج سوء التغذية عند الأطفال في المنزل للأطفال القادرين على تناول الطعام وهضمه بشكل جيد، وذلك من خلال التعاون مع طبيب التغذية، لوضع خطة علاجية ونظام غذائي بما يتناسب مع وضع المريض.
وضع توصيات غذائية صحية، وتحسين المتناول من المواد الغذائية الضرورية للجسم.
التدرج في زيادة الكميات المتناولة من البروتين، الكربوهيدرات، والماء، والمعادن، والفيتامينات، وذلك للوصول إلى الكميات التي تغطي حاجة جسم الطفل منها.
توفير طعام ناعم أو مهروس لأولئك الذين يجدون صعوبة في البلع أو المضغ أو الأكل.
تناول المكملات الغذائية من الفيتامينات والمعادن، وغالباً ما يُنصح بإعطائها للأطفال المصابين بهذه الحالات.
مراقبة مؤشر كتلة الجسم بانتظام للتحقق من التحسن أو الاستجابة للتدخلات الغذائية.
قد يحتاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الناجم عن نقص البروتينات أو المكملات البروتينية؛ إلى تناول ألواح البروتين لتغطية النقص.