أثبت العلم أن صحة الإنسان تبدأ من سلامة جهازه الهضمي، لا سيما أمعاءه، بل إن الأبحاث الحديثة تؤكد على أن الأمعاء تعد «الدماغ» الثاني للجسم، حيث تعتبر صحة القولون بوابة الصحة العامة والنشاط واعتدال المزاج، وبالمقابل هي أيضاً بوابة الأمراض إذا أهمل الإنسان الأعراض. لذا، دائماً ما يقال «الصحة تاج على رؤوس الأصحاء».
أكدت اختصاصية التغذية العلاجية بشاير الشهاب في حديثها لـ القبس أن الحل دائماً يبدأ من طبيعة التغذية السليمة، مشيرة إلى ضرورة الرجوع للأطعمة الطبيعية للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
وبيّنت الشهاب مدى ضرر فرط نمو البكتيريا في الأمعاء، وهو ما يسمى بـ«السيبو»، وفرط نمو الفطريات أو ما يسمى بـ«الكانديدا»، وقالت: «الحالتان الصحيتان قد تبدو متشابهتين، إلا أن هناك اختلافات رئيسية في الاختبارات والعلاجات الموصوفة لكلتيهما».
وأوضحت: الفرق بينهما والأعراض وطبيعة الحميات العلاجية في ما يلي:
الفرق بين السيبو والكانديدا
شرحت الشهاب أن «السيبو» هي فرط نمو البكتيريا الضارة في الجهاز الهضمي، حيث تتكاثر البكتيريا (التي عادة ما تعيش في الأمعاء الغليظة والقولون فقط، وتتميز بدورها في هضم الطعام وامتصاص المعادن وتقوية الجهاز المناعي)، وتنتقل لتعيش في الأمعاء الدقيقة، محدثة الكثير من المشكلات الهضمية.
أما «الكانديدا»، فهي فرط في نمو الطفيليات التي تعرف بأنها شكل من أشكال الخميرة الفطرية التي توجد في أفواهنا وأمعائنا الدقيقة بكميات ضئيلة، بالإضافة إلى كونها جزءاً من الجهاز المهبلي والجلد، ووجودها ليس دائماً أمراً غير مرغوب فيه، وقالت: الخميرة مفيدة أيضاً في امتصاص العناصر الغذائية وعمليات الهضم عندما تكون موجودة بكميات مناسبة. لذا، نوصي دائماً في الأنظمة الغذائية بتنظيف الكانديدا، وعلاج هذه المتلازمة بالامتناع عن السكر والدقيق الأبيض والخميرة والجبن، على أساس أن هذه الأطعمة تعزز النمو الزائد للكانديدا.
وأكدت الشهاب أنه عادة ما تظهر الأعراض عندما ينحرف توازن الأنواع المختلفة من البكتيريا والخميرة والفيروسات والكائنات الحية الدقيقة الأخرى التي تعيش في أمعائنا. وأضافت أن شدة ارتشاح الأمعاء يكون عادة أكثر قوة ويحدث في وقت أبكر من فرط نمو البكتيريا الضارة.
الأسباب
بينّت الشهاب أهم الأسباب في ارتفاع الكانديدا وفرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة:
1 – نمط الحياة والنظام الغذائي غير الصحي.
2 – فرط تناول الوجبات الغذائية العالية الدهون والوجبات السريعة.
3 – استهلاك اللحوم المصنعة والأطعمة العالية النشويات والسكريات، مثل: المخبوزات، المعجنات، الحلويات، والبطاطا.
4 – كثرة استهلاك المضادات الحيوية.
5 – جراحات السمنة.
6 – قلة النشاط البدني.
7 – التوتر والضغوط النفسية.
الأعراض والمضاعفات
ومن أعراض فرط نمو البكتيريا (السيبو) ما يلي:
1 – غازات شديدة وانتفاخ.
2 – إسهال أو إمساك.
3 – رائحة فم كريهة
4 – عدم قدرة تحمل الطعام (اللاكتوز، الفركتوز، الغلوتين)
5 – ظهور أعراض حساسية
6 – ارتفاع ضغط الدم
7 – تسارع دقات القلب
ومن أعراض فرط نمو الفطريات (الكانديدا) ما يلي:
1 – التهابات فطرية للجلد والاظافر
2 – التهابات مهبلية
3 – قلة التركيز
4 – ذاكرة ضبابية
5 – مشاكل في الجلد (الصدفية والاكزيما)
6 – تقلبات المزاج
7 – الرغبة الشديدة للسكر
طرق العلاج
أكدت الشهاب أن التشافي يعتمد على الشخص نفسه، حيث يمكنه أن يحقق ذلك في خلال 4 – 5 اسابيع اذا تم الالتزام بالنظام الغذائي السليم والابتعاد عن المسببات. وأشارت إلى أن الهدف الأساسي في علاج مرضى الكانديدا والسيبو يرتكز على ثلاثة محاور:
1- وقف نمو البكتيريا الضارة والطفيليات.
2- تعزيز البكتيريا النافعة.
3- استعادة توازن الكائنات الحية الدقيقة في الجهاز الهضمي وبالتالي إصلاح القناة الهضمية.
وشددت الشهاب على ضرورة الابتعاد عن الأطعمة المهيجة للقولون وإزالة السكر بشكل رئيسي من النظام الغذائي لأنه الوقود الأساسي لتكاثر البكتريا والفطريات بالأمعاء.
الأغذية الصديقة للقولون
لكي تتم محاربة البكتيريا الضارة والطفيليات نصحت بشاير الشهاب بعدة أمور مهمة لتعافي الأمعاء:
1 – استهلاك المضادات الحيوية الطبيعية مثل:
◄ الثوم والبصل
◄ الزنجبيل
◄ الكركم
◄ زيت الزيتون
◄ زيت جوز الهند العضوي
◄ خل التفاح
2 – تناول البكتيريا النافعة (البروبيوتك): وهذا في حالة ارتفاع الكانديدا، أما في حالة فرط نمو البكتيريا الضارة (السيبو) فلا ننصح باستخدامها. وفسرت الشهاب أنه عند تناول حبوب البروبيوتيك أو الأغذية الطبيعية الغنية بالبكتيريا النافعة مثل الزبادي وجبن الكفير ومخلل الملفوف تتحسن جدا الكانديدا، ولكن اذا شعر المريض بانتفاخ بعدها يعني ذلك أنه يعاني من ارتفاع البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (السيبو) وعليه أن يتوقف عن البروبيوتك.
3 – التركيز على استهلاك شوربة العظم: ويفضل عظم البقر
ويترك ليغلي من 10 – 12 ساعة مع وضع القليل من خل التفاح ويداوم عليها المريض يوميا مدة لا تقل عن شهر.
4 – القرع: وينصح بالابتعاد عن الخضروات الثقيلة المليئة بالألياف مثل البروكلي والكرنب والاكتفاء بالخضروات السهلة الناعمة مثل القرع.
كيف نقوي جدار الأمعاء؟
أكدت بشاير الشهاب على ضرورة تقوية جدار الأمعاء الدقيقة عن طريق تناول:
◄ الأوميغا 3
◄ الزنك
◄ المغنيسيوم
نصائح مهمة
1- الامتناع عن السكر.
2- الحد من الكربوهيدرات.
3- الابتعاد عن منتجات الغلوتين والقمح.
4- تجنب الحلويات المصنعة والدهون المهدرجة.
5- ممارسة الرياضة والابتعاد عن الكسل.
6- النوم الكافي.
7- البعد عن التوتر وتبسيط الضغوطات.
8- المتابعة مع اختصاصي التغذية العلاجية.
9- الابتعاد عن الأطعمة المصنعة (فهي أساس الامراض الحالية).
10- استخدام المضادات الحيوية الطبيعية وشوربة العظم والقرع.
اترك تعليقاً