أحداث كثيرة تحدث للأطفال في عمر السنتين، وأكثرها إثارة هي نمو اللغة وظهور الكلام وتفتح ملكة الخيال، إضافة إلى التغيير في سلوك الطفل من حالة التقبل والتجاوب إلى سلوك غير منضبط، وعدم القدرة على التعبير عن مشاعرهم الغاضبة بطريقة صحية إلا عن طريق العناد والرفض والتشبث بالرأي والعصبية. بحثاً عن أسباب عصبية الطفل في عمر السنتين ومظاهرها، وبعض طرق العلاج؛ يدور التقرير، واللقاء والدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة طب النفس؛ للتوضيح
مظاهر عصبية الأطفال
قلق وحيرة واندفاع وتهور
العصبية من الأمور الشائعة بين الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، التي قد تصل حِدَّتها لدى بعضهم إلى ما يُسمى بنوبات غضب؛ ما يضع الأمهات في قلق وحيرة عما يجب فعله
الأطفال في تلك المرحلة العمرية يعبرون عن عصبيتهم بعديد من الصور، منها الهياج أو التوتر، والاندفاع والتهور وسرعة الاستثارة، والتشنج وتصليب الجسم تمثيلاً أو حقيقة حالة رفض شيء لهم أو عند حملهم على شيء
صراخ وبكاء وضرب الطفل رأسه في الأرض أو الجدار، مع عدوانية وإزعاج للآخرين وإصرار على تحقيق مطالبه
علاج عصبية الطفل
استوعبي عصبية طفلك وأشغليه بأمور محبَّبة
حاولي قدر الإمكان استيعاب عصبية طفلك، وجودك بجانبه سيساعد على تهدئته. استقبلي غضبه وعصبيته باحتضانه والإمساك بيده؛ ما يمنحه الشعور بالأمان
لا تجبريه على فعل ما يكرهه وقت تعصبه؛ فقد ينتج عنه بعض النتائج العكسية، ودعيه يعتمد على نفسه في المواقف العصبية حتى يتمكن من حل المشكلات بمفرده
تعاطفي معه حتى لو كان ما عصَّبه سبباً بسيطاً، وأظهري لطفلك أنك تفهمينه وتقدرين ما أغضبه، لكن لا تفرطي في تدليله؛ حتى لا يأتي الأمر بنتائج عكسية
اعملي بقدر الإمكان على التحكم في مشاعر الغضب بداخلك؛ فلا توضحي أنه أزعجك حتى لا يزداد توتره ويصبح التواصل بينكما أكثر صعوبة
حاولي أن تكوني قدوة لكيفية التصرف بهدوء؛ لمساعدة طفلك على الشعور بالهدوء أيضاً، وأشعريه بالأمان، وخَفِّفِي من السلطة الأبوية
مارسي معه بعض الهوايات والأنشطة والترويح عن النفس، ووفِّري جواً أسرياً هادئاً ومريحاً، وتقرَّبي منه، واجعليه صديقك الصغير
أسباب عصبية الطفل في عمر السنتين
التدليل الزائد وتلبية طلبات الطفل سبب للعصبية
تتعدد الأسباب التي يمكن أن تحفز الغضب والعدوانية عند الأطفال في هذه المرحلة العمرية، من أهمها:
قد يتصرف الطفل بعصبية عندما لا يتمكن من الحصول على ما يريد، أو يُطلب منه القيام بشيء قد لا يرغب في القيام به
يُعتقد أن العوامل الوراثية والبيولوجية والبيئية، قد تبرز سلوكيات الغضب والعدوانية عند الأطفال، وذلك من خلال تعامل الأهل طوال الوقت بعصبية
وربما نتيجة لتكرار تعرض الطفل للصدمات الناتجة عن التفكُّك الأسري، وأنماط معينة من سلوكيات الآباء والأمهات، مثل تعريض الطفل للعقوبات القاسية
قد تؤدي زيادة اهتمامك بطفلك لنتائج عكسية؛ لذا حاولي الموازنة بين تلبية احتياجات طفلك كافة ومنحه فرصة لمواجهة المصاعب والتعامل معها
الطفل يقلد عصبية من حوله
فإذا رأى طفلك تعاملك طوال الوقت بعصبيه مع أفعاله أو أفعال باقي أفراد الأسرة، بالتأكيد سيتشرب ذلك ويتعامل بالشيء نفسه.
- الأطفال كالإسفنج يمتصون سلوكيات من حولهم، ويحاولون تقليدها؛ لذا إذا كنتِ ترغبين في تحسين سلوكيات طفلك كوني قدوة له.
- ومن الممكن أن تكون هناك معاناة من صعوبات نفسية؛ ما قد تؤثر في رد فعل الطفل العصبي، كشعور الطفل بفقدان الأمان وعدم قدرته على استخدام مهارات الاتصال.
- وهذا أشبه بسلوك الأطفال الذين يعانون من التوحد، أو فاقدي حاستي السمع أو البصر، الذين يتصرفون بعصبية؛ لما يواجهونه من صعوبات في التواصل أو التعلم.
كيفية التعامل مع الطفل العصبي في عمر السنتين
- لا تأخذي عصبية طفلك على نحو شخصي؛ فإنه لا يقصد رفض القيام بما تطلبينه، أو أنه لا يحترمك؛ فلا تخلطي بين الرد السلبي وعدم الاحترام.
- تعاملي مع عصبية طفلك الصغير وأصواته العالية الرافضة على أنها نوع من التطور في الشخصية ومحاولة لإثبات الذات.
- والأهم أن تتعرَّفي إلى محفِّزات العصبية والسبب الكامن وراءها، حاوريه وأعدي له المكافآت إذا توقف عن عصبيته، ولم يتخذها أسلوباً للاعتراض.
- و لو استمر الطفل بالعصبية على كل شيء بسيط أو كبير؛ فكوني صارمة، وأخبريه أنك لن تلبي له أي طلب أو تلعبي معه إذا استمر في عصبيته.
- من المفيد أن تمنحي طفلك حق الاختيار في الملبس أو نوع الطعام؛ ما يساعده على الإحساس بالحرية وقدر من السيطرة، ونوعاً من التقبل لما تطلبينه منه.
- إذا شعر الطفل أنه بإمكانه اتخاذ القرارات سيصبح أقل عصبية وعدوانية، وسيهدأ، ويمكنك وضع قواعد منزلية لسلوك الصواب والخطأ، وستجدينه ينفذها براحة وتقبل.
- العصبية لن تزول بين يوم وليلة، وبخاصة إذا التزمت أنت بالهدوء في تعاملاتك معه، لكن هناك قواعد تتعلق بسلامة الطفل ولا مجال للنقاش، اشرحيها له.
لا تكثري من الأوامر وتكرار كلمة «لا»
- تجنَّبي في حديثك وتوجيهك له استخدام الأوامر، مثل: افعل هذا أو غيره، واستبدلي بها كلمات خفيفة معبرة عن حاجتك لأن يفعل هذا ويترك ذاك.
- وبوصفه أسلوباً لمعالجة العصبية؛ لا تفرطي في قول كلمة «لا»، ورفض كل ما يطلبه منك، وضِّحي أسباب رفضك، واطلبي منه أن يعطيك وقتاً للتفكير.
- على الآباء أن يدركوا أن ليس كل طفل يمارس إرادته الحرة يُعدُّ عصبياً أو عنيداً، والتفريق بين كون الطفل عصبياً أو مصمِّماً على ما يريد.
- وربما كانت عصبية الطفل تخفي حاجته إلى التقدير والاستماع إليه، أو مزيد من الحب والتميز بين إخوته؛ ولهذا تجدينه يسعى كثيراً بعصبيته لجذب انتباهك.
- يمكن تفسير عصبية الطفل في عمر السنتين بأنه طفل مستقل بشدة، وهذا يعني ألا تكثري من الأوامر، وألا تظهري استسلامك الكامل، وكوني حازمة بإنصاف.
- قد تُضطرين للخضوع لمطالبه أحياناً، خاصةً لو كان يصرخ وينهار في الأماكن العامة، ولكن من الضروري الثبات على موقفك.