فقدان الوزن ليس مجرد سيطرة على رغبات الجسد، فقد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية. تقول سيلفي باروهيل، اختصاصية التغذية المتخصصة في سلوك الأكل «عليك أن تتعلم الاستماع إلى شعور جسدك بالجوع. إذا التزمته، فهناك أيام تريد أن تأكل فيها مرة واحدة، والبعض الآخر مرتين أو ثلاث مرات، لا توجد قواعد. خلال يوم من العمل عن بعد، نظرًا لأننا نتحرك أقل، فإننا عادة ما نكون أقل جوعًا. ولا شيء يجبرنا على تناول الطعام حتى لو حان وقت تناول الطعام. إن الشعور بالجوع، إذا تم الاستماع إليه جيدًا، يحمي من زيادة الوزن». ذهب باحثون أميركيون، نُشرت دراستهم في مجلة. JAMA Network Open، إلى أبعد من هذه الملاحظة البسيطة: لقد ابتكروا نظامًا غذائيًا يسمى «تنظيم الإشارات»، والذي لا يكتفي بتعلم الاستماع إلى جسدك لتقدير احتياجاته الحقيقية. وهذا ما يسمى الأكل الحدسي.
لتقييم فعالية «تنظيم الإشارات»، أراد العلماء مقارنتها بـ«نظام غذائي سلوكي لفقدان الوزن»، والذي يتضمن حساب السعرات الحرارية. لهذا، طلبوا من 271 بالغًا تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عامًا اتباع هذين النظامين لمدة عام كامل. في موازاة ذلك، كان على جميع المشاركين القيام بما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني في الأسبوع.
بالنسبة للبرنامج الجديد، تم تدريب المشاركين على التعرف على الإشارات الطبيعية لأجسامهم المتعلقة بالجوع. لقد تعلموا أيضًا مقاومة الرغبة الشديدة في تناول الطعام ولكن أيضًا الحوافز القوية لتناول الطعام بسبب الشراهة عندما لا يعودون جائعين جسديًا. من ناحية أخرى، في النظام الغذائي السلوكي، كان الهدف هو الحد من الأطعمة الغنية جدًا (الدهنية أو السكرية) واحترام عدد محدد من السعرات الحرارية في اليوم.
وفقًا للنتائج، فقد المشاركون الوزن نفسه سواء في النظام الغذائي الأول أو الثاني. ولكن مع نظام «تنظيم الإشارات»، تمكنوا من الحفاظ على وزنهم على المدى الطويل بينما كان الآخرون يميلون إلى استعادة الوزن. يشرح كيري ن. بوتيل، أحد الباحثين في الدراسة ويقول «بعض الناس حساسون جدًا لإشارات الطعام، مما يعني أنهم لا يستطيعون مقاومة الطعام أو لا يمكنهم التوقف عن التفكير في الأمر. لا تكفيهم الأنظمة الغذائية السلوكية لفقدان الوزن، ولهذا السبب صممنا نهجًا بديلًا لتلبية هذه الحاجة السريرية».
أخيرًا، يمكن القول إن تناول الطعام «حسب الرغبة»، وفقًا لاحتياجاتك، عندما تكون جائعًا، دون الالتزام بالضرورة بقاعدة ثلاث وجبات في اليوم، يمكن أن يكون مفتاحًا لفقدان الوزن بشكل دائم.
اترك تعليقاً