أجمعت الأبحاث والدراسات الطبية على أن اتباع أسلوب حياة تتخلله فترات جلوس طويلة يسبب تغيرات غير صحية في العضلات والمفاصل والعظام وحتى القلب. وربطت الدراسات والأبحاث بين الجلوس لفترات طويلة مع الاصابة بجميع الامراض وتقصير العمر. لذا تنصح جمعية الصحة العالمية الجميع بالمواظبة على ممارسة الرياضة للحفاظ على الصحة.
وتشير توصياتها الى أن اقل معدل من الرياضة هو فترة 30 دقيقة خلال 4 – 5 مرات في الاسبوع. وذلك فقط ان اردت الحفاظ على صحتك. أما لو كان هدفك هو تعزيز الفوائد الرياضة الصحية وزيادة قوتك ولياقتك البدنية فعليك بزيادة مدة الرياضة وشدتها.
وأفادت بأن ممارسة الرياضة امر مفيد جدا، ليس للحفاظ على الصحة والوقاية من الامراض فقط، بل لأنها تعالج الكثير من الامراض وتسيطر على بعض الامراض وتقي من حدوث مضاعفاتها. على سبيل المثال: يعرف دور الرياضة في ضبط اتزان الضغط وسكر الدم وخفض نسبة تكون الجلطات وزيادة صحة القلب والجهاز التنفسي.
لممارسة رياضة صحية ومتوازنة، يجب وضع خطة رياضية يومية تتضمن ممارسة 3 انواع من التمارين، وهي:
◄ اللاهوائية (الكارديو): تشمل أي نوع من التمرين او الرياضة الذي يسبب تزايد ضربات القلب وتسارع التنفس مثل المشي والركض والنط والتمارين السويدية.
◄ المرونة: تمارين تسبب تمدد العضلات والمفاصل وتحافظ على ليونتها.
◄ تقوية العضلات: تمارين تعتمد على تحمل ثقل الجسم وتمارين رفع الاثقال.
1 – هل الماء مهم لزيادة فوائد الرياضة؟
أظهرت عدة دراسات بأن الجسم الجاف لا يحرق السعرات الحرارية ولا يحصل على فوائد الرياضة الكاملة. لذا، ينصح ويشدد على ضرورة ترطيب الجسم كفاية عبر تكرار شرب الماء طوال الوقت، سواء اثناء الوجبات او قبلها وبعدها وأيضا خلال التمرين وبعده. فذلك سيزيد من عملية الحرق واستفادة الجسم من الرياضة، كما يقلل ما تشعر به من تعب وإرهاق.
2 – هل زيادة الرياضة تزيد خسارة الوزن؟
بينت دراسة نشرتها مجلة البيولوجي، ان الذين يتمرنون كثيرا لا يحرقون سعرات حرارية اكبر، حيث يتوقف حرق الجسم للسعرات الحرارية بعد حد معين. مما يعطي دلالات على ان التغذية وليست الرياضة هي مفتاح خسارة الوزن.
وأظهرت النتائج ان معدل السعرات الحرارية التي حرقها جسم من مارسوا نشاطا بدنيا معتدلا (متوسطا) كان أكثر بقليل (200 سعرة حرارية بالمعدل)، مقارنة بمن لم يمارس اي رياضة. والمقصود بالرياضة المعتدلة: المشي السريع او ركوب العجلة او تمارين الايروبيك لمدة نصف ساعة الى ساعة فقط. بينما وجد ان ممارسة رياضة شديدة لم ترافقها زيادة كبيرة في حرق السعرات الحرارية.
كما بينت الدراسة ان من لديهم كمية دهون أكبر لم تحرق اجسامهم كمية أكبر من السعرات الحرارية عند ادائهم التمارين الرياضية. وذلك يدحض الاعتقاد الخطأ بأن من لديهم كمية دهون اكبر يحرقون سعرات حرارية اكثر.
وعلق د. هيرمان بونترز الاستاذ بجامعة سيتي في نيويورك قائلا «ممارسة الرياضة هي جزء من خطة فقدان الوزن والحفاظ على الوزن بعد ذلك، لكن يجب ان يرافقها اتباع حمية مناسبة وإلا فلن تحصل اي خسارة في الوزن. فالجسم يصل الى مرحلة الاستقرار بعد فترة من ممارسة مجهود بدني. واذا زاد نشاطك فسيحاول جسمك ان يتأقلم مع ذلك من خلال تقليل صرف الطاقة وحرق السعرات الحرارية. وهذا يفسر شكوى البعض من صعوبة نزول الوزن رغم ممارستهم رياضة شديدة».
3 – ما سبب زيادة الوزن.. الطعام أم الخمول؟
للرياضة فوائد عديدة مثل الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، وصحة المفاصل وخفض فرصة الاصابة بالسكري والسمنة، والخشونة والاضطرابات النفسية، وتعزز قوة الجهاز المناعي وغيرها من فوائد صحية. لكن دورها في خسارة الوزن يأتي من بعد النظام الغذائي.
لذا، يمكن القول بأن اتسام الحياة الحديثة بالخمول ليس السبب الرئيسي لانتشار الاصابة بالسمنة، بل يعود الى سوء العادات الغذائية مثل تناول كمية كبيرة من الطعام، واختيار الاطعمة الغنية بالسعرات الحرارية.
4 – ما نقطة الحرق القصوى؟
يعتقد الباحثون بأن هناك وقتا او نقطة تصل فيها فوائد النشاط البدني الى ذروتها ويزداد حرق السعرات الحرارية والدهون الى أقصى حد. وتختلف هذه النقطة لدى كل شخص. ولتحديدها، ينصح د. هيرمان بونترز بأن يراقب الشخص نفسه اثناء ممارسة الرياضة، وقال «تعرف بأنك وصلت الى هذه النقطة عندما تشعر بالإنهاك المتواصل بحيث تحتاج للراحة ووقت مستقطع حتى تتعافى من التمارين. وفي هذا الوقت، عليك بالتوقف فورا وأخذ راحة وشرب الماء. وبعد ان تشعر باتزان دقات قلبك وتعافيك يمكنك العودة الى ممارسة الرياضة».
اترك تعليقاً