لم يعد الشغل الشاغل للكويتيين في مواقع التواصل الاجتماعي سوى تصريح رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الأخير، والذي أشار فيه إلى “انتهاء دولة الرفاه”.
وقام مجموعة من الشباب الكويتي في موقع تويتر بعمل هاشتاق “دولة الرفاه انتهت..”.
وكان الشيخ جابر المبارك قال قبل أيام إن “دولة الرفاه التي تعود عليها المواطنون الكويتيون لن تستمر”، وما زاد الطين بلة في هذا الموضوع تحذير وزيرة الدولة لشؤون مجلس الأمة ووزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية رولا دشتي من الاستمرار في تدني أسعار الرسوم على الخدمات والسلع، وعدم مواكبة معدلات الإنتاج والموارد المالية بما يتناسب مع النمو في الإنفاق الحكومي، والذي قد يؤدي إلى العجز المالي في الأعوام المقبلة، مؤكدة أن هنالك رغبة حكومية في فرض عائدات ضريبية وزيادة الرسوم.
من جهته، قال النائب الدكتور حسين القويعان إن تصريح رئيس الحكومة “محبط” للشعب الكويتي، و”على الشيخ جابر المبارك أن يشرح للمواطنين كيف انتهى زمن الرفاهية في ظل الفوائض”.
وأكد القويعان أن الحكومة غير قادرة على تقديم الخدمات العادية للشعب الكويت، مشدداً على أنه قدم اليوم صحيفة استجواب لوزير الصحة وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبدالله المبارك من ثلاثة محاور، الأول عن الإخلال بالمشاريع الحيوية للوزارة ومنها مناقصة إلغاء المستشفيات الأربعة، أما المحور الثاني فحول الفساد المالي والإداري، أما المحور الأخير فكان عن الإهمال المتعمد للوزارة والعزوف عن متابعة شؤونها الداخلية.
وأشار القويعان إلى أن زميله النائب رياض العدساني قدم استجواباً لرئيس الحكومة تضمن تساؤلات المواطن الكويتي البسيط، وعلى رئيس الحكومة أن يرد على تلك الأسئلة لكي يقنع الشعب كيف ستنتهي دولة الرفاه في ظل الفوائض المالية وعدم استثمارها بالشكل الصحيح.
وبين القويعان أن الشعب الكويتي من حقه أن يعرف أين تذهب أموال الدولة، وما المشاريع التي قدمتها الحكومة.
سخط شعبي
السخط الشعبي في الكويت كان واضحاً من ردود الفعل في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل ناصر العجمي في “تويتر” عن تلك الفوائض التي تسجلها الحكومية سنوياً وإلى أين تذهب، وأين التنمية التي تتحدث عنها الحكومة.
مواطن آخر يدعى محمود الكندري، كتب في تويتر “منذ طفولتنا سمعنا عن مستشفيات وجامعات وملاعب للكرة وصالات ومطار جديد وغيرها لكننا كبرنا على نفس التصريحات”.
بينما تساءل المواطن عبدالله العتيبي عبر هاشتاق دولة الرفاه عن فوائض الكويت التي وصلت إلى 400 مليار دولار في آخر 23 سنة، وأين ذهبت؟
وقالت مواطنة تدعى ريهام: “كيف لبلد يؤكد انتهاء دولة الرفاه وهو يمنح المليارات لدول أخرى”.
ويقول الناشط السياسي فهد الثنيان، لم يعد الشارع الكويتي يثق بالحكومات المتعاقبة، خصوصاً في ظل اختفاء الفوائض وغياب التنمية وسرقة ميزانية المشاريع، والفساد المستشري والذي لا يتحدث عنه المواطن بقدر ما تعترف به الحكومة.
وأضاف الثنيان، كثير من الدول النفطية لم تعد تتكل على العوائد النفطية، بل من الاستثمارات الداخلية والخارجية، بينما الكويت هي الوحيدة في العالم التي تسجل فوائض بعشرات المليارات منذ أكثر من10 سنوات، ولم نرَ أي مشروع استثماري واحد، وكل ما هنالك خسائر وعجز، ولا حديث للحكومة إلا عن عجز ومديونيات وعدم قدرة على تلبية احتياجات المواطنين، مضيفاً “ولذلك لا يزال المواطن ينتظر المسكن وزيادة الرواتب والخدمات الصحية والتعليم الجيد الذي بات يسمع عنه فقط في الحكايات”.
موقع “إنستغرام” كان موازياً في الحدث لهاشتاق “دولة الرفاه انتهت” في تويتر، فخرجت مئات الصور التي تتهكم على تصريحات الحكومة، في حين هدد عدد من النواب الكويتيين باستجوابات مقبلة للحكومة وعلى رأسها رئيس مجلس الوزراء، حيث قدم النائب رياض العدساني استجوابا “مباغتا” لرئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك واشتمل الاستجواب على محورين، الأول “الأزمة الإسكانية وارتفاع أسعار الأراضي”، والثاني “تراجع مستوى البلد وارتفاع مؤشر الفساد”.
وتضمن المحور الثاني عددا من القضايا، بينها صفقة الداو كيميكال، وإبطال المجلس، وخطة التنمية.