تشبه أجسامنا مختبرا كيميائيا كبيرا يفرز وينظم ويعمل بدوام كامل، وسط مزيج من الجزئيات الكيميائية، التي توجه وتؤثر في مزاجنا وطريقتنا في إدراك ما يحصل من حولنا. وفي خضم هذه الحركية تبرز مواد تعمل كرسل إيجابية تبث فينا الفرح والرضا والشعور بالرفاهية، وأخرى تعزز التوتر والخوف، كل هذه الجزئيات الكيميائية مفيدة، لكن عدم توازنهما او استجابتهما غير المناسبة، هي التي عادة ما تسبب القلق. هذه الجزئيات الكيميائية هي الناقلات العصبية أو الهرمونات التي يمكننا بطرق بسيطة جدا التأثير فيها، حتى ننعم بالسعادة والاستقرار النفسي. وفيما يلي أهم 5 نصائح لتنشطوا هذه الهرمونات المسؤولة عن حالتنا المزاجية:

1 – السباحة

تعزز جميع الرياضيات افراز الاندروفين، لكن الرياضات المائية، هي وحدها من تؤدي إلى انتاج السيروتونين، وفق ما ذكر د.كريستور ديلونغ المختص في الطب الرياضي، في مقابلة مع مجلة فام اكتويال، لأنه يعيدنا الى ذكريات سعيدة راسخة في أذهاننا.

ويعادل تأثير السيروتونين «المائي» تأثير المهدئات التي تباع في الصيدليات، وأما انتاجه على مستوى الدماغ، فيتأتّى بعد التقلصات العضلية ومع انتاج العضلات والكبد للأحماض الأمينية، ويزيد بفعل التدليك الذي يمارسه الماء على البشرة، وعموما علينا أن ندرك أننا كلما دربنا الجسم على افراز مواد تبث فيها السعادة، انتجها بسرعة وبكميات أكبر.

2 – الغناء

ليس شرطا أن تكون مطربا حتى تغني، ولكن الغناء متعة تساعدك في تعزيز عمل الجهاز التنفسي والحجاب الحاجز وعضلات الصدر والحلق والبطن بالإضافة إلى الدماغ، فقد وجدت دراسة نشرها معهد الموسيقى بجامعة فرانكفورت أن الغناء لمدة ساعة يزيد من مستويات إفراز الغلوبولين المناعي«أي»، وهي بروتينات تلعب دورا مهما في الوظيفة المناعية للاغشية المخاطية، ويشير البروفيسور أوليفيي كودرون إلى أن الحالة النفسية مرتبطة ارتباطا وثيقا بجهاز المناعة. وفي الطب النفسي العصبي، يُعتقد ان زيادة إفراز الغلوبولين المناعي «أي» الذي تنتجه الأمعاء هو أحد أفضل علامات الشفاء من الاضطرابات النفسية.

3 – التدليك

يعزز التركيز على اللمس أثناء المساج التنسيق بين النواقل العصبية، كما يساعد في الاسترخاء، إذ يبدأ القلب بالنبض بشكل أبطأ وينخفض ضغط الدم ومعه ينخفض معدل الكورتيزول أيضا. وينصح أن يكون مكان المساج دافئا باستخدام زيوت دافئة ايضا خاصة بالنسبة للاقدام ومنطقة الظهر.

4 – اليوغا

تؤكد الكثير من الدراسات اهمية جلسات اليوغا في تجاوز الشعور بالخوف والملل، ويقول البروفيسور أوليفي كودرون انها تؤدي إلى تصغير حجم اللوزة الدماغية او «الأميغدال» وهي المنطقة المسؤولة عن الاستجابات السلوكية المرتبطة بالخوف والقلق. ويضيف «من يشعرون بالخوف يزيد حجم هذه المنطقة لديهم، لكن مع ممارسة اليوغا نلاحظ صغر حجم هذه الغدة». واللوزة الدماغية حساسة جدا للكورتيزول (هرمون التوتر) والادرينالين اللذين ستنخفض مستوياتهما عند الممارسة المنتظمة لليوغا.

5 – الكاروتينات

عليك بالكاروتينات لحياة وردية، هذا ليس قولا عابرا وإنما حقيقة اثبتها العلم، إذ يقول البروفيسور أوليفي كودرون «كلما ارتفع مستوى الكاروتين في الدم، كان لدى الناس تصور إيجابي عن الحياة» ويمكن العثور على الكاروتينات في جميع النباتات الملونة، مثل الجزر ويزيد امتصاصها في وجود الدهون.

لأفضل مزاج

ينصح الخبراء بإعداد هذا العصير بين الفترة والأخرى لتحسين المزاج، لاحتوائه على فيتامين سي الذي يعزز إنتاج النواقل العصبية، فضلا عن الكثير من الكاروتينات، بينها الليكوبين وبيتا كاروتين كما أن له تأثيرا مزدوجا إذ يزيد الشعور بالتفاؤل ويمنح من يتناوله بشرة متألقة، ويتكون من مزيج من:

– ثلث كأس عصير جزر

– ثلث كأس عصير طماطم.

– ثلث كأس عصير أناناس.

– ملعقة أكل من زيت الأفوكادو.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *