اعتبرت مجلة ميد ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات عالية جدا وتحسن الموارد النفطية لدول مجلس التعاون الخليجي من المزايا التي تمخضت عن الحرب التي تدور رحاها بين روسيا وأوكرانيا.

وقالت المجلة في تحليل لرئيس التحرير السابق ادموند او سوليفان، انه بإمكان مصدري النفط في دول مجلس التعاون الخليجي أن يعتبروا أنفسهم بالفعل من بين الفائزين، إذ فمن المتوقع أن يرتفع إنتاج «أوپيك» من النفط هذا العام، ومعظم الزيادة ستعود إلى الكويت وقطر والسعودية والإمارات، إذ ستتمتع تلك الدول بمكاسب غير متوقعة مرتبطة بالأزمة الأوكرانية لا تقل عن 100 مليار دولار في عام 2022، والتي يمكن أن تقترب من 10% من إجمالي الناتج المحلي المتوقع لها.

واستعرضت «ميد» ما نتج عن الحرب من ارتفاع سعر النفط فوق 130 دولارا للبرميل في أوائل شهر مارس، مشيرة إلى أن هناك إجماعا على أنه سيبلغ في المتوسط نحو 100 دولار لعام 2022، أي أعلى بنسبة 50% من توقعات صندوق النقد الدولي، وذلك مقارنة بأقل من 70 دولارا في العام الماضي، ومن المتوقع أن يتباطأ الطلب، لكنه سيظل أعلى من 100 مليون برميل يوميا في عام 2022.

واضافت انه ما لم تضع الحرب أوزارها بسرعة، فإن أسعار النفط التي تزيد على 90 دولارا قد تستمر حتى عام 2023، ما يعزز النمو وعائدات التصدير في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي.

واضافت «ميد» أن السعودية هي الوحيدة من بين الدول الأربع التي توقعت عجزا في الميزانية هذا العام، وقد تتمكن المملكة من القضاء على العجز وخفض الدين الحكومي إلى أقل من 30% من الناتج المحلي الإجمالي.

يأتي ذلك فيما يعتزم الاتحاد الأوروبي خفض واردات الغاز الروسي، وهو ما يعني زيادة الطلب على مصادر أخرى، ويمكن فقط لقطر الاستفادة بشكل كبير من هذا التطور، ولكن ليس في القريب العاجل.

وذكرت المجلة أن تأثير الدول الخليجية الأعضاء في منظمة أوپيك على سياسات الطاقة العالمية تعزز، وباتت هذه الدول ملتزمة باتفاقية إنتاج أوپيك+ مع موسكو للحفاظ على العلاقات التي نشأت منذ تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991.

وعلى الرغم من الاستياء الذي تشعر به الولايات المتحدة من رفض دول الخليج الوقوف إلى جانبها، إلا أنها تتجنب الخلاف العلني معها، مبينة أنها عملية موازنة تؤتي ثمارها لدول الخليج العربية.

ويرى الكاتب في نهاية تحليله أن هذه سنة مروعة بالنسبة للأوكرانيين، وهي سنة سيئة ايضا للعالم ككل، لكن دول الخليج العربية تعمل على ضمان خروجها منها أقوى مما كانت عليه عندما بدأت.

عائدات النفط.. تواجه ارتفاعات أسعار الغذاء خليجياً

تضمن تحليل «ميد» أن دول مجلس التعاون الخليجي تعتمد على استيراد المواد الغذائية، وستتضرر من ارتفاع أسعار الحبوب الناجم عن تعطل صادرات القمح الروسية والأوكرانية، والتي تمثل نصف الإمدادات إلى عمان والسعودية، لكن زيادة عائدات تصدير الطاقة يجب أن توفر الأموال اللازمة لاحتواء ارتفاعات الأسعار على المستهلكين في دول مجلس التعاون الخليجي.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *