تراجعت قيمة أسهم نتفليكس بنسبة 35 في المئة بعد أن كشفت عن انخفاض حاد في عدد المشتركين وحذرت من أن ملايين آخرين على وشك إنهاء اشتراكاتهم.
وأدى التراجع في قيمة الأسهم إلى خسارة نتفليكس أكثر من 50 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة، فيما حذر خبراء من أنها تواجه تحديات كبيرة للعودة إلى مسارها السابق.
وتواجه نتفليكس منافسة شديدة من منصات وخدمات بث أخرى، وتضررت أيضًا بعد أن رفعت الأسعار وأوقفت خدمتها في روسيا.
ولكن البعض يشككون في خططها لتعزيز النمو، والتي تشمل تقديم خدمة مجانية مدعومة بالإعلانات.
وتخطط نتفليكس أيضًا للتصدي لمشاركة المستخدمين كلمات مرور حساباتهم، وتقدر أن أكثر من 100 مليون أسرة تتمتع بخدمات المنصة دون أن تدفع رسوم الاشتراك.
وفي مؤشر على الشعور بالقلق، تخلى ويليام أكمان، أحد أشهر المستثمرين في الولايات المتحدة، عن استثماره البالغ 1.1 مليار دولار في نتفليكس يوم الأربعاء، وخسر أكثر من 400 مليون دولار.
وكان صندوق التحوط التابع له قد اشترى الأسهم قبل ثلاثة أشهر فقط.
البودكاست نهاية
وفي بيان مقتضب، قال أكمان إنه في حين أن خطط نتفليكس لتغيير نموذج أعمالها تبدو منطقية، فإن الاستثمار في الشركة يبدو محفوفًا بالمخاطر.
وقال “بينما يسهل فهم عمل نتفليكس، إلا أنه في ضوء الأحداث الأخيرة، فقدنا الثقة في قدرتنا على التنبؤ بآفاق الشركة المستقبلية بدرجة كافية من اليقين”.
وفي تحديث تجاري يوم الثلاثاء، قالت نتفليكس إن إجمالي عدد المشتركين فيها انخفض بمقدار 200 ألف مشترك في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022، وهو أقل بكثير من هدفها.
وقالت أيضا إن حوالي مليوني شخص آخرين من المرجح أن يتركوا الخدمة في الأشهر الثلاثة حتى يوليو/تموز.
وحذر بعض المحللين من أنه بعد فترة من التوسع الكبير خلال الوباء، نفدت سبل النمو اليسير أمام عملاقة البث عبر الإنترنت.
ويحاول بعض المستهلكين الاستغناء عن خدمات البث للحد من النفقات، بينما يشعر البعض أن هناك الكثير من الخيارات الأخرى وسط سيل خدمات البث المنافسة مثل ديزني وأمازون.
وقال مايكل هيوسون، المحلل في سي إم سي ماركتس “مشكلة نتفليكس الأوسع، مع غيرها من الشركات في القطاع، أن المستهلكين ليس لديهم أموال غير محدودة، وأن اشتراكًا واحدًا أو اشتراكين يكون كافيًا في العادة”.
وأضاف “بمجرد أن تتخطى ذلك الحد، يجب أن تتخلى عن شيء ما في أزمة تكلفة المعيشة، وبينما لا تزال نتفليكس رائدة في السوق فإنها لا تمتلك الأموال الضخمة مثل أبل وأمازون وديزني، ما يجعلها أكثر ضعفا في مواجهة ضغط هامشي”.
لكن جوليان أكويلينا، كبير المحللين التلفزيونيين في شركة الأبحاث الإعلامية إندرز أناليسيس، قال إنه من الخطأ فقدان الثقة في نتفليكس.
وقال “سوق البث في طور النضوج وتوقعات الناس الكبيرة بشأن نتفليكس يُعاد تشكيلها”.
وأضاف “لكنني أعتقد أنها ستظل رائدة السوق، فهي تتمتع بمثل هذا المنصب القيادي. إذا كان الناس سيتخلون عن اشتراك، فلن تكون نتفليكس أول ما يختارونه”.
وأضاف أن الشركة رفعت للتو أسعارها “ما يؤدي دائمًا إلى انخفاض في عدد المشتركين، ولكنه يعني أيضًا أنها تحقق المزيد من الإيرادات من كل عميل”.
وتظل نتفليكس خدمة البث الرائدة في العالم برصيد مشتركين يتجاوز 220 مليونا. وتنتج نتفليكس المحتوى الخاص بها بشكل متزايد، وقد حققت مسلسلات ناجحة مثل “التاج” و”بريدجرتون” و”لعبة الحبار” نجاحات عالمية.
وتمتعت الشركة بنمو ربع سنوي غير متقطع في عدد المشتركين منذ أكتوبر/تشرين الأول 2011، لكنها أقرت يوم الثلاثاء بأنها تخسر عملاء لمنافسين، بينما تكافح من أجل التوسع بسبب مشاركة كلمات المرور.
وقالت أيضًا إن قرار رفع الأسعار في الأسواق الرئيسية كلفها 600 ألف مشترك في أمريكا الشمالية وحدها، بينما أفقدها خروجها من روسيا بسبب غزو أوكرانيا 700 ألف مشترك.
وعلى الرغم من التحديات، نمت الإيرادات بمقدار 7.8 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، بزيادة 9.8 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وكان هذا بمثابة تباطؤ عن الفصول السابقة، في حين انخفضت الأرباح بأكثر من 6 في المئة إلى ما يقرب من 1.6 مليار دولار.
اترك تعليقاً