«بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه».. هذا المبدأ الوارد في الحديث النبوي الشريف ثبتت صحته في الكثير من الدراسات العالمية في علم التغذية السليمة وإستراتيجيات إنقاص الوزن المختلفة، ولا سيما ما انتشر مؤخراً من فاعلية الصيام المتقطع لإنقاص الوزن وحرق دهون الجسم بواقع الامتناع عن الطعام من 12ــــ16 ساعة بحدٍّ اقصى ثم الاكتفاء بعد ذلك بوجبتَينِ خلال فترة الفطور.

وهذا هو ما يقوم عليه بالفعل شهر رمضان الكريم؛ ليعد فرصةً جيدة لتطبيق إستراتيجية الصيام المتقطع مع مراعاة بعض التعليمات المهمة التي تساعد مَن يريد إنقاص وزنه في رمضان التي يوضحها رئيس رابطة السمنة بالكويت د. يوسف بوعباس في حديثه لـ القبس.

أكد د. يوسف بوعباس أن شهر رمضان يعد فرصة مناسبة لإنقاص الوزن وتهيئته بعد ذلك للصيام المتقطع بعيداً عن العادات الرمضانية المرتبطة بولائم ما لذ وطاب وتناول الكثير من السكريات. وقال: «إذا صام الشخص وتناول الطعام بالشكل الصحيح بعيداً عن الأخطاء الشائعة يمكن أن ينقص وزنه»، محذراً من أخطاء لا تقدم سوى زيادة الوزن والتخمة، وهي:

1 – الإفطار على عصائر محلاة يسبب الشعور بالتخمة

2 – الاستمرار في أكل ما لذ وطاب حتى السحور

3 – تناول الحلويات بكل أشكالها

4 – التركيز على النشويات والمقالي على حساب الخضروات والبروتين

5 – قلة الحركة والسهر

وأشار إلى أن الدراسات الحديثة كشفت أن متوسط معدل نزول الوزن في الصيام من كيلوغرام إلى كيلوغرام ونصف الكيلوغرام، وهذا ما يؤكد إمكان إنقاص الوزن في رمضان. وقال: «يجب أن نمارس الصيام حتى بعد الإفطار بقلة الأكل والاكتفاء بما يسد الجوع بما هو مفيد والتخلي عن عادة الإسراف في الأكل حتى التخمة، فمن خلال خبرتي مع المرضى في شهـر رمضان الذين يلتزمون هذا المبدأ يمكن إنقاص وزنهم بما يقارب من 3ـــ4 كغم، وأعتبره أمراً جيداً جداً».

سر الوجبتين

وأكد بوعباس أن سر إنقاص الوزن في رمضان يكمن في التزام مبدأ «قلة الأكل» في هـذا الشهـر الفضيل، وقال: «نظام الأكل المثالي في رمضان أن يكتفي الشخص بوجبتَينِ في اليوم فقط، وعند الجوع بين الوجبتَين يأكل الخضروات إذا لزم الأمر». وبيّن أن هذا الروتين سيهيئ الجسم للتنظيف من السموم وضبط الأنسولين واستعادة قابلية الجسم لحرق الدهون بكفاءة، موضحاً أن نظام الحرق بالجسم لن يعمل إذا استمر الشخص بتناول الأطعمة من الفطور إلى السحور من دون توقف بل سيقوم بكسب المزيد من الكيلوغرامات بالنهاية.

وأضاف أنه يمكن جداً تطبيق نظام الكيتو في شهـر رمضان بسهـولة؛ لكونه يعتمد على الدهون (ولكن ليس بكثرة) والبروتينات بعيداً عن الكربوهيدرات، فيضمن فترات طويلة من الشبع.

وذكر أنه لا بأس من إدخال التمر أو الرطب خاصة عند الإفطار بما لا يزيد على 7 تمرات باليوم. ولا شك أنه لا يُسمح بالزيوت المهدرجة والمقالي.

مريض السكري.. والصوم

بيّن د. يوسف بوعباس أن مريض السكري من النوع الثاني بإمكانه الصوم إذا كان معتمداً على الحبوب، ولكن في حالة أخذ الأنسولين فالأفضل استشارة طبيبه لعمل التعديلات اللازمة له إذا أمكن، بينما مريض السكر من النوع الأول لا يمكنه الصوم لاعتماده الكلي على الأنسولين. ولا سيما أن تناول وجبتين صحتين غنيتين بالبروتين والخضروات والحفاظ على المشي من أكثر الأمور التي تضبط السكر.

10 نصائح

قدم الدكتور يوسف بوعباس نصائح لنظام غذائي رمضاني يساعد في إنقاص الوزن أبرزها ما يلي:

1 – المشي قبل الفطور بساعة شرط عدم الإعياء (هـذا الوقت يكون الجسم في قمة حرقه للدهـون).

2 – البدء بالفطور بشيء دافي كالماء أو عدد فردي من التمر أو الرطب ثم الذهـاب للصلاة كي يكون هـناك وقت لتهيئة الجسم لاستيعاب الأكل.

3 – بعد الصلاة البدء بالشوربة والسلطة، وإذا حصل شعور بالشبع فالأفضل تأجيل الوجبة الرئيسية إلى ساعة.

4 – في حال الاستمرار في الفطور (الوجبة الرئيسية) ينصح بالخضروات والبروتين.

5 – حافظ على القيام من الفطور من دون تخمة أي الشعور بعدم الشبع النهائي.

6 – ينصح بين الفطور والسحور بشرب سوائل غير محلاة بالسكر.

7 – عند الشعور بالجوع يمكن تناول حصة من الخضروات والفواكه بجميع أنواعها ولكن يفضل عدم الأكل بين الفطور والسحور.

8 – الاهتمام بوجبة السحور وباحتوائهـا على البروتين مثل البيض أو الفول أو التونة والجبن والخس وتجنُّب المشويات لأنها تؤدي للعطش الشديد.

9 – ينصح بالبعد عن النشويات والمقالي والسكريات لخفض الوزن والاكتفاء بالتمر.

10 – ينصح الختام بشيء من الماء إضافة إلى شاي مضافٌ إليه الزعفران حيث وُجد أنه قد يقلل العطش خلال النهار


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *