تحولت عمليات تطوير تطبيقات الهواتف الذكية بالنسبة لمئات من السعوديين، من مجرد هواية إلى مصدر رزق يدر عليهم آلاف الريالات، وذلك بعد أن حقق هذا السوق إقبالا ملحوظاً من قبل الملايين من المستخدمين المقبلين بشراهة على شراء وتحميل تطبيقات الهواتف بمختلف أنواعها.
ويعود السبب الرئيسي لهذا التحول، إلى أن الاستثمار في هذه السوق لا يحتاج إلى إمكانيات مادية كبيرة، مما حدى بالكثير من الشباب السعودي إلى التفاعل مع عالم التطبيقات، فنشأت بيئة شبابية فريدة من نوعها من مطوري التطبيقات الهواة والمحترفين، والذين برز إنتاجهم في العديد من البرامج العربية والمحلية.
وبدأت تطبيقات الهواتف في الظهور للمرة الأولى في نهاية التسعينيات، وكانت مقتصرة حينها على عدد من البرامج البدائية، كالألعاب والآلة الحاسبة والتقويم، ومع ثورة الهواتف الذكية حدثت ثورة مماثلة في تطوير وصناعة التطبيقات، جعلت تجربة استخدام الهواتف أكثر إمتاعا وفائدة، وتحولت إلى جزء أساسي من حياتنا اليومية.
وقال إياس عادل السليماني المختص في تقنية التطبيقات، إن تزايد الاعتماد على الهواتف الذكية ساهم في إحداث طفرة نوعية في صناعة التطبيقات، مشيرا في حديثه للعربية نت، إلى أن هذا الأمر دفع الكثير من الشباب السعودي إلى التنافس في تطوير تطبيقات تلبي الاحتياجات الأساسية وتمكن المستخدمين من الحصول على خدمات مختلفة في جميع مجالات الحياة، إضافة إلى مطالب الشباب المتمثّلة في تأمين فرص العمل وزيادة الفرص الاقتصادية المتاحة أمامهم.
وفيما يتعلق بالعائد المادي، أوضح عادل السليماني أنه يأتي عبر وضع رسوم معينة لتحميل التطبيق، أو جعل التطبيق مجانا مع بيع المساحات الإعلانية داخله، أو من خلال بيع ميزات خاصة داخل التطبيق مع بقاء مجانية تحميل التطبيق.
وبين السليماني أن أي شاب يريد أن يستثمر في مجال التطبيقات، ما عليه إلا أن يأتي بفكرة خلاقة ومبدعة، ثم يتوجه إلي أحد المواقع التي تساعده في بناء التطبيق ومن ثم يقوم برفعه على منصات التحميل المعروفة.
وقال عبدالله فواز، مطور تطبيقات، والحائز على المركز الأول في مسابقة (موبايلي لمطوري التطبيقات)، إنه استلهم فكرة تصميم تطبيقه من حلقة عن معاناة الصم في برنامج الثامنة مع داود، وهو ما حفزه على إنشاء تطبيق يخدم شريحة الصم.
وأشار عبد الله في حديث لـ “العربية.نت”، أن عملية تطوير التطبيق ليست صعبة، حيث إن المنصات جاهزة والخدمات موجودة وما على المطور إلا أن يستخدم الشفرات والبرمجيات لتقوم بأداء وظيفة معينة.
وطالب فواز المؤسسات المختلفة بمساعدة الشباب السعودي من خلال تقديم دورات وبرامج تعليمية، تساعد المطورين الهواة على جعل تطبيقاتهم مصدراً للربح، وتعليمهم كيفية الحصول على مردود مالي من التطبيقات في سوق عربي وخليجي يصل فيه عدد الهواتف الذكية إلى 50 مليون هاتف، إلى جانب إقامة المسابقات لتحفيز الشباب على الابتكار وإدخال مادة التطبيقات في المناهج الدراسية والتعليمية، وهو ما من شأنه أن يوجد تطبيقات واعدة تنافس إقليميا وعالميا.