كويت نيوز: يبدو ان دول الخليج العربية تنتج نفطا اليوم اكثر من أي وقت مضى من قبل متحدية بذلك التوقعات التي تقول ان ثورة النفط الصخري الامريكي ستبعد سيطرتها على ما نسبته 40% من سوق النفط العالمي، وتقلل بالتالي اهميتها لدى الدول المستهلكة له في العالم.
هذا ما تقوله صحيفة «فاينانشال تايمز» في تناولها مسألة الانتاج التي تلاحظ ان الدول العربية الخليجية لم تخرج من المنافسة مع النفط الامريكي الصخري سالمة فحسب بل وزادت حصتها في السوق العالمي نتيجة لاعتبارات سياسية واجتماعية ادت لتقليص انتاج النفط لدى عدد من الدول المنتجة الاخرى.
فقد تمكنت كل من السعودية والكويت والامارات وقطر من تسجيل ارقام قياسية في الانتاج خلال الشهور الثلاثة الماضية طبقا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية التي تقول ان هذه الدول انتجت في سبتمبر ما نسبته 18% من الطلب العالمي على النفط وهو مستوى لم يتم الوصول اليه سوى مرتين ووفقا لمعلومات وبيانات الوكالة التي تعود في تاريخها لعقد ثمانينيات القرن الماضي.
يقول فاتح بيرول رئيس الوكالة: سوف يبقى الشرق الاوسط رغم ثورة النفط الصخري الامريكي قلب صناعة النفط العالمية لسنوات عدة.
والحقيقة ان انتاج امريكا من النفط الخام زاد بنسبة 50% منذ عام 2008 ومن المتوقع ان تستحوذ على حصة الاسد في تلبية الطلب المتزايد على النفط خلال السنوات الخمس المقبلة، لكن في الوقت الذي تميل فيه الشركات الامريكية لزيادة انتاجها لاقصى درجة بهدف تحقيق المزيد من الارباح، تنفق دول الخليج وعلى الاخص السعودية الكثير من الاموال للمحافظة على قدرتها الاحتياطية، وهذا في الواقع ما مكنها من زيادة الانتاج للتعويض عن الارتباك الذي حصل في سوق نفط الشرق الاوسط وافريقيا خلال السنتين الاخيرتين، اذ كانت العقوبات الغربية قد انقصت انتاج النفط الايراني بمقدار مليون برميل يوميا منذ بداية العام الماضي، بينما عادت الاضطرابات الاهلية الى ليبيا في الصيف وزادت سرقات النفط في نيجيريا.
وكان من نتيجة ذلك ان بدأت دول الخليج العربية الاستحواذ على المزيد من الحصص في سوق النفط بآسيا حيث استوردت الهند ما نسبته 44% من نفطها الخام من المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والامارات العربية المتحدة وذلك بعد ان كانت نسبة استيراد الهند من هذه الدول 36% عام 2011، كما تعتمد الصين على نفس هذه الدول في استيراد ما يصل الى ربع وارداتها النفطية.
بيد ان عودة بعض الدول الاعضاء في منظمة «اوبك» للانتاج على نحو سريع كإيران اذا ما تم التوصل لحل ملائم للمأزق النووي مع طهران، يمكن ان تؤثر على دول الخليج امام ثورة النفط الصخري الامريكي، لذا يعتقد بعض المحللين ان اوبك قد تحتاج لمناقشة مسألة تقليص الانتاج خلال اجتماعها المقبل في فيينا في ديسمبر.
جدير بالذكر ان قيمة انتاج الدول العربية الاربع للنفط خلال الربع الثالث عن السنة بلغت اكثر من 150 مليار دولار طبقا لاسعار اليوم التي تصل لاكثر من 100 دولار للبرميل.
غير ان السعودية كانت الابرز في قطف ثمار ذلك الانتاج الذي زاد بأكثر من 10% منذ بداية هذه السنة ووصل الى 10.9 ملايين برميل في اغسطس الماضي، كما سجلت الامارات رقما قياسيا بانتاجها 2.77 مليون برميل باليوم في سبتمبر، لكن بينما سجلت الكويت سلسلة من الارقام القياسية على مستوى الانتاج هذه السنة لم تتمكن قطر من زيادة انتاجها على نحو ملحوظ.