تنطلق مباريات الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الثلاثاء بمواجهة نارية بين باريس سان جرمان وضيفه ريال مدريد على ملعب “بارك دي برانس”. وفيما يركض الباريسيون خلف باكورة ألقابهم بالمنافسة العريقة، يسعى “النادي الملكي” كعادته لتتويج جديد سيكون الرابع عشر في تاريخه الحافل. وتحوم الشكوك حول مشاركة كل من نيمار وبنزيمة مع فريقيهما في هذه المباراة. من جهته، يحل مانشستر سيتي ضيفا على سبورتينغ لشبونة ويشهد الأربعاء مباراتي إنتر ميلان-ليفربول وسالزبورغ-بايرن ميونيخ بينما تجرى المباريات الأربع الباقية بعد أسبوع وتجمع يوفنتوس-فياريال وتشيلسي-ليل ومانشستر يونايتد-أتلتيكو مدريد وأياكس-بنفيكا.
يحل ريال مدريد الثلاثاء ضيفا على باريس سان جرمان الفرنسي لخوض مباراة الذهاب من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على ملعب “بارك دي برانس” في العاصمة باريس ابتداء من الساعة التاسعة مساء (الثامنة بتوقيت غرينتش). وتنقل النادي الملكي إلى العاصمة الفرنسية بكامل تعداده، إلا أن دخول هدافه كريم بنزيمة في التشكيلة الأساسية غير مؤكد. من جهته، أعلن “بي إس جي” أن لاعبه البرازيلي نيمار الغائب عن زملائه منذ نهاية نوفمبر/تشرين الثاني جاهز للمباراة، لكن من المتوقع أن يجلس على دكة البدلاء.
واتفق بنزيمة مع مدرب باريس سان جرمان (الأرجنتيني) موريسيو بوكيتينو خلال تصريحاتهما عشية المواجهة النارية على أن فرص الفوز متكافئة بين الفريقين. وقال الدولي الفرنسي: “في كرة القدم اليوم وفي هذا المستوى من البطولة، لا يوجد مرشح أكثر من الآخر”، مشيرا إلى أنه يأمل بأن يكون جاهزا “مئة في المئة” لخوض المباراة أمام مواطنه وزميله في المنتخب الفرنسي كيليان مبابي.
بدوره، قال بوكيتينو إن لاعبيه مستعدون لمواجهة ريال مدريد، مؤكدا أن “هذه المباراة يمكن أن تكون عنوان نهائي دوري أبطال أوروبا”، مشيدا بتاريخ منافسه الإسباني في هذه المنافسة علما أن “النادي الملكي” فاز 13 مرة بلقب البطولة. وتابع قائلا إن فريقه لن يدخل أرض الملعب في ثوب “الضحية”، مضيفا أن “الأهم أن يطبق اللاعبون الخطة التي رسمناها لأجل الفوز”.
كيليان مبابي في قلب المواجهة
ويعول باريس سان جرمان على اكتمال تشكيلته (باستثناء مدافع وقائد ريال مدريد السابق سيرخيو راموس المصاب) متسلحا بخبرة ليونيل ميسي الذي انتقل لصفوفه الصيف الماضي، والذي واجه “الميرينغي” 44 مرة مع ناديه السابق برشلونة، فاز في 19 منها وسجل 26 هدفا منها 15 في ملعب “سانتياغو برنابيو”.
ويتسلح أيضا بقدرة الموهبة كيليان مبابي (23 عاما) على قلب موازين القوى أمام أي خصم أو منافس. فهو الذي دائما يخلص فريقه من الصعوبات ويقوده للانتصارات، كما فعل الجمعة الماضي بالدوري المحلي عندما سجل هدف الفوز على رين في الوقت بدل الضائع.
وسيكون مبابي في قلب المواجهة بين باريس سان جرمان وريال مدريد إذ يرجح المتتبعون سواء في فرنسا أو إسبانيا أن ينتقل إلى صفوف النادي الملكي في ختام الموسم الجاري بعد أن أعلن الصيف الماضي عن رغبته في الانتقال “فورا” إلى فريق العاصمة الإسبانية، إلا أن إدارة “بي إس جي” رفضت رفضا باتا العرض الذي تقدم به فلورنتينو بيريز والذي شارف 180 مليون يورو.
أسلحة متعددة بين يدي بوكيتينو للفتك بدفاعات خصمه الإسباني
سيجد مبابي نفسه حرا “طليقا” في نهاية يونيو/حزيران المقبل، وبالتالي فهو مرشح لإتمام صفقة انتقاله قبل نهاية الموسم علما أنه لم يمدد عقده مع باريس سان جرمان. لكن الفتى العبقري حريص على إتمام عقده المعنوي مع الفريق الباريسي قبل الانضمام لما يقول إنه “أكبر ناد في العالم”.
وبيدي المدرب بوكيتينو أسلحة متعددة للفتك بدفاعات خصمه الإسباني، سواء في الدفاع (مع القائد البرازيلي ماركينيوس) أو في خط الوسط (مع المقاتل الإيطالي ماركو فيراتي)، فضلا عن الهجوم (مع الثلاثي ميسي-مبابي-دي ماريا). أما في حراسة المرمى، فتبدو المنافسة محسومة لفائدة العملاق الإيطالي دوناروما أمام الكوستاريكي كيلور نافاس.
في المقابل، يركز ريال مدريد على خبرته الأوروبية والدولية التي لا مثيل لها، وهو أيضا يملك من الذخيرة الحية ما يملك.. ولديه ما يكفي من المقومات لتخطي الدور ثمن النهائي إذ إنه عزز صفوفه بمدافع قوي اسمه ديفيد ألابا قادما ما بايرن ميونيخ ليخلف في منصب قلب الدفاع سيرخيو راموس الذي غادر لباريس في صفقة مفاجئة.
من القلعة كورتوا إلى البوصلة بنزيمة
ولديه في الحراسة قلعة اسمها تيبو كورتوا، أمامها خط وسط مخضرم يتكون من (الكرواتي) لوكا مودريتش و(الألماني) توني كروس و(البرازيلي) كازيميرو. ولديه مهاجمون يتزعمهم الشاب البرازيلي فينيسيوس جونيور مدعما من (الإسباني) ماركو أسينسيو، وجميعهم يتصرف تحت قيادة كريم بنزيمة، نجم النادي منذ رحيل كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس فعام 2018.
ويشرف على الجهاز الفني لريال مدريد مدرب محنك فاز ثلاث ثمرات بدوري أبطال أوروبا (مع ميلان وريال مدريد)، وهو الإيطالي كارلو أنشيلوتي، أول المدربين الذين تعاقد معه صندوق قطر للاستثمارات عندما استحوذ على النادي الباريسي عام 2011، إذ أشرف على إدارة باريس سان جرمان الفنية في الفترة بين كانون الثاني/يناير 2012 وحزيران/يونيو 2013.
ستكون المرة الثانية التي يتواجه فيها الفريقان في ثمن النهائي بعد موسم 2017-2018 حين فاز ريال 3-1 ذهابا و2-1 إيابا وواصل مشواره حتى نال اللقب الثالث تواليا والـ13 في تاريخه بقيادة زين الدين زيدان، قبل أن يسترد سان جرمان اعتباره في الموسم التالي في دور المجموعات حين فاز ذهابا على أرضه 3-صفر وتعادل إيابا 2-2.
مانشستر سيتي
بدوره، يحل مانشستر سيتي وصيف بطل النسخة السابقة ضيفا على سبورتينغ لشبونة في مواجهة تبدو في متناول الفريق الإنكليزي، الذي يسعى كما باريس سان جرمان للفوز بلقبه الأول في المنافسة.
وعلى الرغم من سيره بثبات نحو اللقب الرابع بالدوري الإنكليزي في السنوات الخمس الأخيرة، إلا أنه يبقى متعثرا أوروبيا لحد الساعة.
ويستكمل الدور ثمن النهائي الأربعاء بمباراتي إنتر ميلان-ليفربول، وسالزبورغ-بايرن ميونيخ، على أن تقام المباريات الأربع الأخرى الأسبوع المقبل، إذ يلعب فياريال مع يوفنتوس وتشلسي حامل اللقب مع ليل الثلاثاء، ثم أتلتيكو مدريد مع مانشستر يونايتد وبنفيكا مع أياكس أمستردام الأربعاء.