عاد فيروس كورونا المستجد إلى صدارة الاهتمامات أوروبا التي أصبحت مرة أخرى بؤرة انتشار الموجات الجديدة للوباء، ودقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر، محذرة من وقوع نحو 700 ألف وفاة بحلول الربيع المقبل اذا بقي الوضع الوبائي على حاله في القارة العجوز التي تعيد العديد من دولها فرض الاجراءات الاحترازية وذهبت النمسا أبعد من ذلك بإغلاق تام، الأمر الذي قوبل في أماكن عديدة باحتجاجات تخللتها أحيانا أعمال عنف ولا سيما في هولندا. وقالت المنظمة إن عدد الوفيات جراء «كوفيد-19» في أوروبا قد يرتفع من 1.5 مليون حاليا إلى 2.2 مليون بحلول مارس 2022، إذا بقي الوضع على حاله. وتوقعت «ضغطا عاليا أو شديدا للغاية في وحدات العناية المركزة في 49 من 53 بلدا بين الآن والأول من مارس المقبل».
وترى منظمة الصحة العالمية أن ارتفاع عدد الإصابات يعود إلى تفشي المتحورة دلتا شديدة العدوى وعدم التطعيم بشكل كاف وتخفيف تدابير الحد من الوباء.
وأظهرت بيانات المنظمة أن الوفيات المرتبطة بكوفيد تضاعفت منذ نهاية سبتمبر، من 2100 يوميا إلى نحو 4200.
وقال هانز كلوغه المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، إن «الوضع المتعلق بكوفيد-19 في سائر أنحاء أوروبا وآسيا الوسطى خطير للغاية. إننا نواجه شتاء مليئا بالتحديات»، داعيا إلى اعتماد نهج «لقاح أكثر» يجمع بين التطعيم ووضع الكمامة والتدابير الصحية والتباعد.
وفي فرنسا، أعلنت الحكومة أن رئيس الوزراء جان كاستيكس أصيب بكوفيد-19 وتم بالتالي «تعديل جدول مواعيده للأيام المقبلة بما يمكنه من متابعة أنشطته في الحجر الصحي» خلال الأيام العشرة المقبلة.
وقالت رئاسة الحكومة الفرنسية لوكالة فرانس برس إن رئيس الوزراء تبلغ عصر أمس الأول بأن الفحوص أظهرت إصابة إحدى بناته بكوفيد-19 فسارع «على الفور للخضوع لفحص البوليميراز المتسلسل (بي سي آر) وقد جاءت نتيجته إيجابية».
وكان كاستيكس زار صباح الإثنين بروكسل حيث التقى نظيره البلجيكي ألكسندر دي كرو الذي أعلن لاحقا أنه سيلزم حجرا صحيا على غرار ما سيفعل أيضا أربعة من وزرائه.
وتلقى رئيس الوزراء الفرنسي (56 عاما) جرعتين لقاحيتين مضادتين لفيروس كورونا في الربيع، وقد سبق له أن خالط مصابين بكوفيد-19 ثلاث مرات من دون أن يصاب.
إلى ذلك، نصحت الولايات المتحدة رعاياها بتجنب السفر إلى كل من ألمانيا والدنمارك بسبب ازدياد أعداد الإصابات بكوفيد-19 في هذين البلدين اللذين يشهدان موجة وبائية جديدة بدأت بالانتشار في أوروبا بأسرها.
ونشرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيرا من المستوى الرابع، الأعلى على الإطلاق، لكل من هذين البلدين، مشيرة إلى أن هذا التحذير «يعني أن هناك مستوى مرتفعا جدا من الإصابات بكوفيد-19 في البلد». وكان وزير الصحة الألماني ينس شبان حذر من أن معظم سكان بلاده سيكونون «إما قد تطعموا أو تعافوا أو توفوا» جراء كوفيد-19 بحلول نهاية الشتاء وذلك بسبب ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد-19 في البلاد.
في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض الأميركي، جين بساكي، إن 99% من موظفي البيت الأبيض تلقوا تطعيما ضد فيروس كوفيد-19 قبل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي جو بايدن في 22 نوفمبر الجاري.
وأشارت بساكي – بحسب صحيفة «ذا هيل» الأميركية – إلى أن المكتب التنفيذي للرئيس بايدن قد وصل بالفعل إلى معدل تطعيم بنسبة 99%. ويضم المكتب التنفيذي: الرئيس بايدن، وأعضاء طاقمه، وأولئك الذين يعملون في عدد من المجالس والمكاتب داخل البيت الأبيض، مثل مجلس المستشارين الاقتصاديين ومجلس الأمن القومي ومجلس السياسة الداخلية ومكتب الإدارة والميزانية.
كذلك، أعلن البيت الأبيض أن أكثر من 90% من الموظفين الفيدراليين الأميركيين تلقوا جرعة واحدة على الأقل من أحد اللقاحات المضادة لكوفيد-19 التزاما بقرار الرئيس.
وقال جيف زينتس، المنسق الرئاسي لشؤون مكافحة جائحة كوفيد-19، خلال مؤتمر صحافي إن «95% من الـ3.5 ملايين موظف فيدرالي التزموا بالقرار، و90% تطعموا بالفعل» بجرعة واحدة على الأقل.
من جهتها، أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن فارق الـ 5% بين الرقمين اللذين ذكرهما المنسق الرئاسي هو نسبة الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعفاء من تلقي اللقاح، سواء تمت الموافقة على طلبهم أو لايزال قيد المراجعة.
اترك تعليقاً