تأثيرات وتداعيات انقطاع خدمة الإنترنت في سوريا

 

أشار العديد من مستخدمي الإنترنت في سوريا إلى عودة الخدمة للعمل بعد توقف دام أكثر من يومين، وذلك منذ الساعة 12:26 ظهراً بتوقيت مدينة دمشق، يوم الخميس الواقع في 28 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى أمس السبت 1 ديسمبر/كانون الأول 2012.

وكانت وسائل الإعلام الرسمية في سوريا قد تحدثت عن توقف الخدمة عن العمل نتيجة قطع في الخط الرئيسي (الكابل الضوئي) الخارج من مدينة دمشق، وقد اتهمت الحكومة “المجموهات الإرهابية المسلحة” في هذا الخلل. وحمّل وزير الإعلام السوري “عمران الزعبي” المعارضة السورية مسؤولية انقطاع الاتصالات، كما أشارت وكالة الأنباء الرسمية بأن الإنقطاع ناتج عن عطل عام، وبأن وزارة الاتصالات تعمل على صيانته.

إلا أن العديد من ناشطي الإنترنت ومختصون في مجال الاتصالات استبعدوا أن يكون هذا الخلل الكبير ناتجاً عن عطل أو أي عمل تخريبي، وأشاروا إلى أنه لا وجود لنقطة محددة يمكن تدميرها لتحقيق كل هذا الضرر الذي أصاب مدينة دمشق وريفها والعديد من المحافظات السورية الأخرى.

وترافق انقطاع خدمة الإنترنت مع مشاكل متعددة بالاتصالات الأرضية والخليوية، والتي اعتبرها البعض “بالأسوء” منذ اندلاع الثورة الشعبية في البلاد في 15 آذار/مارس 2011، حيث واجه مشتركي شركة “أم تي إن سوريا” العديد من الإنقطاعات التي كان أطولها في مدينة حلب شمال سوريا. كما أعلنت شركة “دو” الإماراتية للاتصالات في بيانٍ لها عن وجود مشاكل في الاتصال مع سوريا تحول دون إمكانية إجراء المكالمات بشكل سلس لأسباب خارجة عن إرادتها.

وكان العديد من ناشطي سوريا قد أطلقوا أمس، الجمعة، حملة الكترونية بعنوان “هنا دمشق” التي اتخذت من مواقع التواصل الاجتماعي مقراّ لها، كردة فعل على انقطاع كافة وسائل الاتصالات عن العاصمة السورية دمشق، وفرض ما أسموه بـ “التعتيم الإعلامي” على مجريات الأحداث في سوريا، وتغييب الأهل والأصدقاء في الداخل السوري عن التواصل مع العالم الخارجي.

وتجدر الإشارة إلى أن الحملة لقيت تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في مختلف بلدان العالم، وأهمها مصر ودول الخليج العربي وبعض دول أوروبا، حيث كتب آلاف السوريين على صفحاتهم عبارة “هنا دمشق” على العديد من منشوراتهم، كما خصّصت منشورات خاصة لهذا الغرض، مثل: “من مصر .. هنا دمشق”، “من السعودية .. هنا دمشق”، “من باريس .. هنا دمشق” وهكذا، وتم استخدام هاتشتاج #هنا_دمشق على موقع التدوين المصغر تويتر.

ويعود أصل العبارة إلى نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1956، عندما شنّ العدوان الثلاثي على مصر، حيث قامت الطائرات الفرنسية والبريطانية بتدمير هوائيات الإرسال الرئيسية للإذاعة المصرية في مدينة القاهرة قبل أن يُلقي الرئيس المصري “جمال عبد الناصر” خطبته، فتوقفت الإذاعة المصرية عن الإرسال، وكانت المفاجأة هنا بأن انطلقت إذاعة “دمشق” على الفور بالنداء “من دمشق .. هنا القاهرة”.

كما أعلنت شركة جوجل عبر مدونتها العربية الرسمية على الإنترنت عن إعادة إطلاق خدمة “Speak2Tweet” لناشطي الثورة السورية، ليتمكنوا من إيصال صوتهم إلى الخارج عبر إرسال تسجيلات صوتية إلى أرقام محددة، لتقوم الخدمة بنشرها على هيئة تغريدة ضمن حسابها على تويتر. وكذلك بعد أن علمت الشركة بأن الحكومة السورية قامت بتعليق خدمة الإنترنت في معظم أرجاء البلاد.

كما أعلنت مجموعة القرصنة العالمية “أنونيموس” عن سعيها لإغلاق العديد من المواقع الحكومية السورية رداً منها على انقطاع خدمات الإنترنت في سوريا لما يقارب الثلاثة أيام على التوالي. وقد قامت المجموعة بتنفيذ ما أعلنت عنه، حيث قامت بتعطيل موقع السفارة السورية في بلجيكا منذ ساعات، إلا أن الموقع يبدو أنه عاد للعمل بالوقت الحالي.

وأشار الإعلام السوري الرسمي إلى أن الشركة الأمريكية التي تستضيف الموقع الرسمي لوكالة الأنباء السورية “سانا” قامت بإيقاف الخدمة عن الموقع يوم أمس السبت مما جعله غير متاحاً حتى هذه اللحظة.

يشار إلى أن الأحداث في سوريا أخذت بالتسارع بعد أن أعلن الجيش الحر عن اقتراب موعد المعركة الكبرى في مدينة دمشق، حيث يتواجه الجيش الحر مع قوات النظام على مشارف مدينة دمشق، وكذلك عند “مطار دمشق الدولي” الذي توقف عن العمل لفترة من الزمن حسب ناشطين، مما دعا شركتي الطيران المصرية والإماراتية إلى إلغاء رحلاتها إلى دمشق بعد توارد أنباء عن مواجهات محتدمة على مقربة من المطار.

شاهد أيضاً

«آبل» تطالب برفض دعوى قضائية باحتكار سوق الهواتف الذكية

طالبت شركة أبل برفض دعوى قضائية تقدمت بها وزارة العدل الأمريكية تتهمها بممارسات احتكارية في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كويت نيوز

مجانى
عرض