حلم الثراء يراود الكثيرين، وهو حلم مشروع شريطة الجد والعمل والحصول على المال بطرق مشروعة وليس بالسبل والوسائل الملتوية، في مقابل الحالمين بالثراء هناك من يخطط لاستدراجهم بوهم المال دون شقاء أو حتى من خلال عمليات غسيل الأموال، والمحصلة فقدان الحالمين بالثراء أموالهم وصعوبة الإبلاغ عما وقع عليهم لأنهم شركاء في جريمة غسيل أموال، هذا كله ما حدث في قضية سجلت أحداثها في مخفر شرطة الفروانية وحملت رقم 291/2021، واستطاع أبطال الإدارة العامة للمباحث الجنائية من ضبط اثنين من المتهمين في القضية وهناك ثالث هو زعيم العصابة لم يقبض عليه لسبب بسيط انه يقيم في دولة عربية ويحتاج الى إجراءات معقدة لإحضاره وعبر الإنتربول الدولي.

ولكن ما هي تفاصيل القضية 291 وكيفية ضبط المتهمين ودور الوافدة الأردنية في ضبط عضوين من الشبكة، يقول مصدر أمني لـ «الأنباء» ان أردنية (49 عاما) أبلغت محقق مخفر الفروانية وبخجل شديد انها تعرضت للخداع واشترت الوهم أو تعرضت للنصب والاحتيال، مشيرة الى انها تواصلت مع شخص يدعى «أبومحمد» وأوهمها بأنه سوف يعطي لها مبلغ 40 ألف دولار مقابل ان تمنح له مبلغ 6800 دينار عدا ونقدا، واقنعها بأن لديه دولارات بكميات كبيرة تحصل عليها من خلال بيع العملات المشفرة ويريد ان يغسل هذه الدولارات.

وأضافت الوافدة: بحسبة بسيطة اكتشفت انني سوف أربح أكثر من 3 أضعاف المبلغ، لذا قررت المغامرة والاتفاق معه على تسلم الـ 40 ألف دولار مقابل 6800 دينار.

وأردفت: اتفقت على أن يصلني مندوب في احد شوارع الفروانية وبالفعل حضر شخص وتسلم مني المبلغ وألقى في سيارتي مظروف وطلب مني سرعة المغادرة لأنه شاهد دورية، وبالفعل انطلقت وانطلق الشخص، وحينما فتحت الكيس الذي يفترض ان به الدولارات صدمت بأنها مجرد أوراق بيضاء مقطعة.

أقوال الأردنية سجلت في محضر رسمي وأحيلت الى قطاع المباحث الجنائية، وتمت إعادة الاستماع الى الوافدة وزودت رجال المباحث بالخيط الأول وهو رقم خليجي ليتم إعداد خطة وجرى التواصل مع صاحب الرقم الدولي، وتبين انه وافد عربي والاتفاق على ان يأخذ مبلغ 3 آلاف دينار مقابل 30 ألف دولار، أي يربح ما يقارب الـ 3 أضعاف المبلغ بالعملة الكويتية، وجرى تحديد كيفية تسليم المبلغ وتسلم الدولارات ومن ثم عمل كمين في الفروانية ايضا وجرى ضبط المتهم الأول وهو سوري من مواليد 1987، وعلى الفور تم استدعاء الوافدة الأردنية فتعرفت عليه بشكل فوري وأكدت انه هو من سلمها مظروف الورق.

وذكر المصدر: جرت إعادة التحقيق مع المتهم حيث أقر بأنه يتحصل على عمولة مقدارها 10% لكل عملية خداع يقوم بها وأنه يسلم باقي المبلغ الى سوري آخر أيضا يقيم في حولي، لتنتقل قوة من المباحث ويتم ضبطه وتبين انه من مواليد 1970 وصادر بحقه حكم بالسجن لمدة 18 شهرا مع الإبعاد، وبإعادة التحقيق مع الأخير قال انه يأخذ لنفسه عمولة أيضا 10% ويرسل باقي المبلغ لمن يدير هذه العمليات ويقيم في الأردن ويحمل الرقم الدولي الخليجي، كما أقر المتهمان الأول والثاني بأنهما ارتكبا العديد من الحوادث المماثلة لوافدين ومواطنين، حيث إن كل ما يقومان بفعله هو تحضير مظاريف بها أوراق بيضاء حسب المبلغ الافتراضي، بمعنى يحدد سماكة المظروف حسب الدولارات الوهمية.

وقال المتهمون ان عمل العصابة الشركاء بها يقوم على ان من يتعرضون للخداع من الصعب ان يبلغوا الأجهزة الأمنية لأنهم يدينون أنفسهم باعتبارهم شركاء في قضايا غسيل أموال، لذا مارسوا هذا العمل الإجرامي لهذا السبب ولكونه يدر عليهم مبالغ مالية كبيرة دون جهد يذكر.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *