ستكون الإثارة على أشدها مساء اليوم الأربعاء لدى اختتام منافسات المجموعات في كأس الأمم الأوروبية 2021 لكرة القدم، بمواجهتين ناريتين في “مجموعة الموت”، تجمع الأولى بين أبطال العالم الفرنسيين وأبطال أوروبا البرتغاليين في بودابست والثانية بين “المانشافت” الألمانية والمجر في ميونيخ.

وفيما يسعى “الديوك” لتخطي منافسهم لأجل ضمان صدارة المجموعة وتفادي مواجهة إنجلترا في لندن بالدور المقبل، يحتاج “برازيليو أوروبا” لنقطة التعادل على الأقل لضمان حضورهم في ثمن النهائي.

وبدأت منافسات المجموعة السادسة في كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم في 15 يونيو بقمة فرنسية-ألمانية في ميونيخ حسم نتيجتها المدافع ماتس هوملس بهدف في مرمى فريقه، وستنتهي مساء الأربعاء بمواجهة فرنسية-برتغالية في بودابست تحدد مصير المنتخبات الأربعة التي أوقعتها القرعة في ما فرضت نفسها “مجموعة الموت”.

وستكون الجولة الثالثة والأخيرة جولة الحسابات، سواء لتحديد ترتيب المجموعة أو في السباق إلى دور الـ 16. فقد ضمنت فرنسا الاثنين أولى بطاقات ثمن النهائي بعد مباراتي المجموعة الثانية التي شهدت فوز بلجيكا على فنلندا 2-صفر وتغلب الدانمارك على روسيا 4-1، لكنها بحاجة إلى الفوز لتعزيز الصدارة أمام ألمانيا التي تواجه المجر على ملعب “أليانز أرينا” في ميونيخ، وبالتالي تفادي مواجهة غريمها الإنكليزي على أرضه في “ويمبلي” بثمن النهائي.

من جهتها، ستسعى البرتغال إلى تجنب الخسارة لأجل حجز مكانها ضمن المتأهلين. أما ألمانيا فستكون أيضا بحاجة إلى نقطة التعادل أمام المجر لتأكيد صحتها الجيدة بعد اكتساحها حاملة اللقب 4-2 في الجولة السابقة.

وقبل هذه الجولة الأخيرة، تحتل فرنسا الصدارة بأربع نقاط، وتليها ألمانيا ثانية والبرتغال ثالثة بثلاث نقاط لكل منهما لكن تتمتع “المانشافت” بالأفضلية في المواجهة المباشرة بينهما.

وسيكون لاعبو المدرب الفرنسي ديدييه ديشان في مهمة رد الاعتبار على ملعب “بوشكاش أرينا” في بودابست بعد تعادلهم المخيب أمام المجر 1-1 في الجولة الثانية. ومن المرجح أن تتجه الأنظار من جديد إلى الثلاثي الهجومي كريم بنزيمة وكيليان مبابي وأنطوان غريزمان، الذي تألق أمام ألمانيا لكنه غاب أمام المجر رغم هدف التعادل الذي سجله لاعب برشلونة.

ويدور الحديث في فرنسا بصورة خاصة على بنزيمة، العائد إلى صفوف منتخب بلاده بعد غياب استمر أكثر من خمسة أعوام بسبب الشريط الجنسي لزميله السابق في “الديوك” ماتيو فالبوينا. ويلومه كثيرون على فشله في تسجيل الأهداف منذ عودته، إذ تعود آخر مرة هز فيا شباك الخصم إلى أكتوبر/تشرين الأول/ 2015 ضد أرمينيا.

ودافع ديشان عن هداف ريال مدريد، قائلا إنه يحظى بثقته ودعمه الكاملين فيما أشاد غريزمان بأهمية (بنزيمة) بهجوم فرنسا، قائلا إنه “كان مهما جدا من ناحية التواصل في الملعب”.

وفي حال حل منتخب فرنسا المركز الثاني من المجموعة السادسة، يواجه “أبطال العالم” الثلاثاء المقبل في ثمن النهائي منتخب إنكلترا الفائز على جمهورية التشيك 1-صفر ليتصدر مجموعته الرابعة أمام كرواتيا.

مهمة البرتغال تبدو أصعب بعد خسارتها القاسية أمام ألمانيا، الخامسة تواليا أمام “المانشافت” التي ستودع مدربها يواكيم لوف بعد كأس الأمم الأوروبية 2021. ويعلق أبطال أوروبا آمالهم في الصمود أمام فرنسا أو تخطيها على نجمهم وقائدهم وزعيمهم كريستيانو رونالدو، الذي بات هداف البطولة القارية برصيد 12 هدفا. وهو على بعد هدفين من معادلة الرقم القياسي لعدد الأهداف الدولية الذي بحوزة الإيراني علي دائي بـ 109 أهداف.

وهم بحاجة لتجنب الهزيمة إذا أرادوا انتزاع بطاقة التأهل بين أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث. لكنها أيضا أمام فرصة تصدر المجموعة في حال فوزها على فرنسا وتعثر ألمانيا أمام المجر في الوقت ذاته.

من جانبه، استعاد منتخب ألمانيا توازنه بعد خسارته في المباراة الأولى أمام فرنسا 1-صفر، إذ قدم أداء مذهلا أمام البرتغال عندما ثار وفاز 4-2. ورغم غياب هدافه التاريخي توماس مولر بداعي الإصابة واحتمال إراحة المدرب يواكيم لوف لبعض اللاعبين مثل إيلكاي غوندوغان أو جوشوا كيميش، إلا أن “المانشافت” بقيادة لاعب وسط ريال مدريد توني كروس تبدو في مركز القوة أمام ضيفتها المجرية المتواضعة.

وقال لوف “كل ما فعلناه لحد الآن هو الفوز بمباراة واحدة” مقرا بمواجهة “تحديات بنفس الصعوبة” على الأقل.

ويذكر أن المنتخبين الألماني والمجري تواجها منذ نهائي كأس العالم عام 1954، أو ما يسمى “معجزة بيرن”، في 14 مناسبة لكن في مبارايات ودية. فقد فجرت ألمانيا الغربية آنذلك المفاجأة عندما خالفت التوقعات وتغلبت على فريق مجري أسطوري بزعامة فيرينتس بوشكاش بنتيجة 3-2 في بيرن السويسرية.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *