قالت شركة هواوي الصينية العملاقة للتكنولوجيا ، أمس ، إنها ستطلق نظام تشغيل جديدًا طال انتظاره للهواتف الذكية الأسبوع المقبل ، كجزء من حملة شاملة في صناعة البرمجيات تهدف إلى تجاوز العقوبات الأمريكية ومواجهة نظام أندرويد من جوجل. أشارت شركة Huawei إلى إطلاق منصة HarmonyOS في 2 يونيو في إعلان تشويقي قصير على وسائل التواصل الاجتماعي ، تمامًا كما ظهرت مذكرة داخلية حدد فيها مؤسس الشركة ومديرها التنفيذي Ren Zhengfei خططًا للتوسع في مجال البرمجيات. أكد هذا الرجل البالغ من العمر 76 عامًا للموظفين أنه “في مجال البرمجيات ، سيكون للولايات المتحدة سيطرة قليلة جدًا على تطورنا المستقبلي ، ولدينا قدر كبير من الاستقلالية.”
تعد خطط Huawei أحدث علامات تحول جذري في الشركة التي تتخذ من Shenzhen مقراً لها ، والتي تنتقل بسرعة إلى خطوط إنتاج جديدة يُنظر إليها على أنها أقل عرضة للضغط الأمريكي وإعادة التركيز على سوقها المحلي الأساسي. أطلق دونالد ترامب في عام 2018 حملة أمريكية شرسة لعزل هواوي عندما كان رئيسا ، قائلا إن معدات الشبكات المثبتة في جميع أنحاء العالم يمكن أن يستخدمها الحزب الشيوعي الصيني للتجسس أو التخريب.
تم منع أكبر شركة في العالم لتصنيع معدات شبكات الاتصالات من السوق الأمريكية الضخمة وعزلها عن سلاسل التوريد العالمية للمكونات. كما تم حظر الوصول إلى نظام التشغيل Android من Google ، وضغطت واشنطن على الحلفاء لحظر أو نزع معدات Huawei من شبكات الاتصالات الخاصة بهم. هددت قيود Android بنسف أعمال الهواتف الذكية لشركة Huawei – مرة واحدة في المراكز الثلاثة الأولى على مستوى العالم جنبًا إلى جنب مع Samsung و Apple – مما أجبرها على إنشاء HarmonyOS.
يحذر المحللون من أن إنشاء نظام تشغيل محمول جديد ناجح هو أمر صعب للغاية في عالم يتم فيه ترسيخ نظامي Android و iOS بقوة ، وسيراقب عالم التكنولوجيا إطلاق يوم الأربعاء المقبل عن كثب. لم تقدم Huawei أي تفاصيل أخرى حول الإطلاق بخلاف التوقيت. قال مارك أينشتاين ، كبير المحللين في شركة IRT Corporation في طوكيو ، إن الانتقال إلى البرمجيات أمر حكيم بالنسبة لهواوي ، التي لا تزال على بعد سنوات من تطوير الرقائق اللازمة لأجهزتها الخاصة.
التوقيت جيد أيضًا لأن ظهور شبكات 5G في السنوات القادمة سيغير بشكل جذري المشهد التكنولوجي ، وسيوفر فرصًا جديدة كبيرة في الذكاء الاصطناعي ، و “المدن الذكية” السلكية ، والمركبات الذكية والمجالات التقنية الأخرى. قال أينشتاين: “لا تزال بعض هذه الأشياء في بدايتها جدًا ولا توجد غوريلا حقيقية في السوق حتى الآن”. “لذلك من المنطقي أن نسير في هذا الاتجاه.”
“موارد وافرة”
هواوي قد أعلنت بالفعل في ابريل نيسان انها ستعمل مع شركات صناعة السيارات الصينية لتطوير سيارة ذكية، بعد التحركات الكشف في وقت سابق إلى المؤسسات والحوسبة السحابية. بقولها “أفضل دفاع هو الهجوم الجيد” ، حددت مذكرة رين خطة طموحة لتطوير البرمجيات التي “تحتضن العالم”.
قال: “تمتلك الشركة موارد كافية لدعمك ، لذلك لا تتردد في استثمار المواد والموارد البشرية بجرأة أثناء عملك”. لكنه اعترف بأن تحركات الولايات المتحدة لحرمان Huawei من الوصول إلى أشباه الموصلات تعني أنه “من الناحية الموضوعية ، فإن المجال الوحيد الذي يمكننا فيه توسيع جذورنا بعمق هو البرمجيات”. المذكرة ، التي قدمتها الشركة إلى وكالة فرانس برس ، تلخص المناقشات في أبريل بين رين والموظفين التقنيين. لقد عرضت بعض التفاصيل حول منتجات البرامج التي يمكن أن تتبعها Huawei.
تراجعت مبيعات الهواتف المحمولة من هواوي ، إلى جانب نمو الإيرادات الإجمالية ، منذ العام الماضي حيث بدأت العقوبات الأمريكية في الظهور. باعت الشركة علامتها التجارية للهواتف الذكية ذات الميزانية المحدودة من Honor في أواخر العام الماضي حيث قامت بتغيير مزيج منتجاتها ، لكنها تعهدت بالاحتفاظ بعلامتها التجارية الرائدة للهواتف المحمولة.
لكن أينشتاين حذر من أنه في حين أن حجم هواوي وخبرتها سيجعلها هائلة ، فإن النجاح ليس مضمونًا. وقال إنه سيتعين عليها التنافس ضد عمالقة التكنولوجيا المحليين مثل علي بابا وتينسنت وبايدو ، الذين دفعوا جميعًا نحو البرمجيات والحوسبة السحابية ، ويمكن للعقبات التي تفرضها الولايات المتحدة في الخارج أن تكبح جاذبيتها في الأسواق الخارجية. ترفض الصين وهواوي بشدة المزاعم الأمنية الأمريكية ، قائلة إنه لم يتم تقديم أي دليل على الإطلاق.
اترك تعليقاً