قام باحثون في جامعة بوسطن بتطوير تقنية مراقبة لمواقع التواصل الاجتماعي قادرة على تحليل المشاركات للتنبؤ بحالات انتحار محتملة من قبل مستخدمي تلك المواقع. وطورت التقنية ضمن مشروع أطلق عليه اسم “دوركايم”، تيمناً بعالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركايم، وهو المشروع الذي يهدف إلى الحد من حالات الانتحار عبر التنبؤ بها عبر مشاركات المستخدمين على الشبكات الاجتماعية الأكثر استخداماً.
وتحلل التقنية، عبر مراقبة المشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي، الكلمات وطريقة بناء الجمل والرسوم التي تتضمنها مشاركات المستخدمين للتنبؤ بوجود ميل إلى الانتحار أو احتمالية الإصابة بمرض نفسي. وتستطيع التقنية تحليل مشاركات المستخدمين حالياً عبر عدد من الشبكات الاجتماعية، سواء عبر “فيسبوك” أو “تويتر” أو “لينكد إن”، إلا أن المشروع يعمل حالياً في إطار محدود بالتعاون مع “فيسبوك”، حيث يتم مراقبة مشاركات المنتمين إلى الجيش الأميركي ومشاركات عدد من المحاربين القدامى للتنبؤ بوجود أي ميل للانتحار بينهم.
ومن جانبه قال “كريس بولين”، مدير المشروع، إن التقنية حالياً لا تستطيع التنبؤ بدقة عالية بالميل إلى الانتحار حيث لا تزال تحت التجربة، لذا نهدف إلى توسيع قاعدة المشاركين في الاختبارات لجمع البيانات اللازمة لتطوير التقنية وتعزيز دقتها في التنبؤ الفوري بتلك النوعية من المخاطر.
ويتم تمويل المشروع من قبل وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتطورة التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (DARPA)، وهي الوكالة التي تعد الممول الرئيسي للعديد من التقنيات واسعة الانتشار في العالم مثل تقنيات الاتصال بين الحواسب عن طريق الشبكات وميثاق نقل النص الفائق على الإنترنت “HTTP” الذي يعد الطريق الأكثر انتشاراً لنقل البيانات على الإنترنت.
يُذكر أن التقنية يتم تطويرها للاستخدام المدني والعسكري على حد سواء، حيث يوضح مدير مشروع “دوركايم” أن الهدف الرئيسي من المشروع والتقنية هو الحد من حالات الانتحار التي تعد أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في الولايات المتحدة والعالم.