في عام 1949 نشر الروائي الانجليزي جورج أورويل روايته المستقبلية (1984 ) عن عالم تحكمه عقلية (الأخ الأكبر) المتجسدة في أنظمة تراقب حركات وسكنات مواطنيها لغاية رئيسية هي التحكم والسيطرة.
فهل جمح خيال أورويل بعيدا جدا في تصوره لعالم تتفشى فيه وسائل المراقبة في كل منحى من مناحي الحياة فيه؟
حسب صحيفة ” ديلي ميل ” لم يكن أورويل بعيدا جدا عن الواقع حتى في بلاده بريطانيا. فقد استخدمت كاميرا مراقبة مؤقتة للمرة الأولى في العاصمة لندن خلال احتفالات تتويج الملكة الحالية اليزابيث عام 1953، بعد ثلاث سنوات من وفاة أورويل، وبدأ نشرها على نطاق واسع وبشكل دائم في ستينات القرن الماضي.
ولكن مراقبة الناس لم تكن قط المبرر الذي ساقته السلطات لنصب كاميرات المراقبة في الشوارع والأماكن العامة، وأخيرا في الأسواق. فالمشكلات الأمنية لم تظهر بشكل مهدد في بريطانيا الا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي عندما لجأ الجيش الجمهوري الايرلندي الى حملة من التفجيرات في العاصمة ومدن أخرى.
قبل ذلك كانت كاميرات المراقبة في الشوارع تستخدم بشكل رئيسي لضبط المخالفات المرورية ولكنها سرعان ما أصبحت من الوسائل الرئيسية لضبط الأمن مع تطور مذهل في تقنياتها وكثافة انتشارها بحيث أصبحت موجودة في المصانع والمكاتب والمدارس وحتى في المنازل.
وتقول الصحيفة ان العالم سيشهد هذا العام بلوغ عدد كاميرات المراقبة المليار كاميرا، أي كاميرا واحدة لكل ثمانية أشخاص على سطح الأرض. واليوم تمتلك لندن أكبر عدد من كاميرات المراقبة في العالم خارج الصين التي تنتشر في عاصمتها بيكين 1.15 مليون كاميرا، أي ما يعادل كاميرا واحدة لكل ألف شخص. ولكن لندن تحتل الصدارة من حيث كثافة الكاميرات بالنسبة لعدد السكان (نحو 628 ألف كاميرا لنحو 9 ملايين شخص). في المقابل تعد الاسكندرية في مصر من أقل مدن العالم كثافة في كاميرات المراقبة (122 كاميرا فقط).
اترك تعليقاً