بقلم الشيخ: عبدالرحمن الحشاش
هل يأتي الوباء مرة كل قرن؟ وهل قصة المائة سنة لها تأثير بشكل أو بآخر، كما حصل لنبي الله العزير في قصته سورة البقرة (فامتنع الله مائة عام ثم بعثه)، وكما جاء كذلك في الحديث «إن الله يبعث في الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها»؟ إليكم هذه المعلومات: على مدار الأربعة القرون الماضية تعرضت البشرية لأمراض كثيرة كان لها تأثير بالغ في سقوط عدد كبير من الناس حول العالم.
وحصدت هذه الأمراض من الضحايا ما يفوق الحربين العالميتين وحروبا أخرى، من خلال مخلوقات مجهرية ميكروسكوبية، مثل الطاعون والكوليرا والإنفلونزا بأنواعها المختلفة وصولا إلى فيروس الكورونا، لكن ثمة سر يبدو لافتا وخطيرا.
في العام 1720 ضرب مدينة مرسيليا الفرنسية، الطاعون العظيم وقتل في أيام 100 ألف شخص، وبعده بمائة عام وتحديدا في العام 1820، كانت الكوليرا تحصد أرواح البشر في إندونيسيا وتايلند والفلبين، وحصد هذا الوباء 100 ألف إنسان وأكثر، وفي العام 1920 وبعد 100 سنة أخرى، كان العالم مع النمط الشرير مع الأنفلونزا، وهي الإنفلونزا الإسبانية التي كانت كارثة بشرية، وتجاوز ضحاياها أكثر من 100 مليون إنسان وسط عجز عن إيقافها.
وفي العام 2020 يعيش العالم الآن كابوس فيروس كورونا، الذي يحمل نمطا متطورا، والذي ضرب الصين أكبر مجتمعات الأرض وعزل مقاطعات بحجم دول كبيرة، ليكون رقم 20 من كل قرن خلال القرون الأربعة الماضية يحمل كارثة فيروسية، من دون تفسير لنكون أمام وباء كل قرن في السنة 20 منه والذي شمل العالم كله في هذه المرة.