قال رئيس المجلس مرزوق الغانم مؤبنا سمو الأمير الراحل: “أي تعبير يمكن أن يصور ما تكتوي به الجوارح؟ وأي تصوير يمكن أن يعبر عما تنطوي به الجوارح، ذلك أن هناك دوما، امورا تكون فوق طاقة الوصف، وتعجز عنها اللغة. مضيفا: إن

يوم الثلاثاء الماضي كان يوما عصيبا على بلدي الكويت، يوما خيم الحزن فيه على كل بيت، ألقت الفاجعة فيه ثقلها على الناس، وحلَّ عليهم ما لا قبل لهم به من الشدة والباس.

وتابع: يوم الثلاثاء الماضي، فقدت الأرض واحدا من أعظم رجالها ، بل فقدت جبلا من جبالها ، كان له من الرزانة والرصانة ، بقدر ما له في القلوب من المحبة والمكانة.

وأضاف: يوم الثلاثاء الماضي، رحل الأمير الإنسان والإنسان الأمير ، الأب والحامي وحارس الدستور ، توفي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ، طيب الله ثراه.

وتابع: كيف لا تبكي البلاد قائدها العظيم، وربانها الحكيم، الذي قاد سفينتها وسط العواصف الهوجاء ، ورسا بها على شاطئ الأمن والرخاء ، وكان لها قلبا حانيا ، وساعدا بانيا ، وصمام أمان ، ومبعث اطمئنان.

وقال الغانم: أقف اليوم معزيا فيه، مؤبنا له، وفي نفسي من صفاته المضيئة ، وسماته الوضيئة ، ما لا يسطره بنان ، ولا يصوره بيان. كان – رحمه الله – بارا بشعبه، ممتلئا قلبه بحبه، يسعى في حاجته، ويسهر على راحته، ويمتزج بتفاصيل حياته ، ويسعى جهده لتحقيق تطلعاته. وكان في محيطه الإقليمي رسول سلام، ومبعوث وئام، يسعى لابعاد الاختلاف، وإدناء الائتلاف، ويجتهد ما وسعه الاجتهاد، في إشاعة روح المحبة والوداد.

وأضاف: كان – رحمه الله – مسكونا بقضايا أمته العربية والاسلامية، وخاصة تلك القضايا التي يعاني فيها الإنسان ويكون ضحية التصارعات والاحترابات، وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني. وكان على امتداد المكان ، وحيث وجد الإنسان ، سحابا لا يَكِف ماؤه ، وجودا لا يَقِف عطاؤه ، فلا تفقد أرض أثره ، ولا يجهل أحد خبره.

ومهما أطنب في ذكر صفاته، والتحدث عن كريم سماته ، فسأظل مقصرا بحقه

فرحمه الله رحمة الأبرار ، ورفع مقامه في الأخيار ، وجعل قراره في جنات ونهر ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

وأشر الغانن الى أن “ما يعزينا عن فقده ، مَن تسلم الراية من بعده ، وهو صنوه في العطاء والبذل والكفاح ، وشريكه فيما تحقق في البلاد من نجاح ، حضرة صاحب السمو أمير البلاد نواف الأحمد الجابر الصباح ، الذي اضطلع بحمل مسؤولية البناء ، ومواصلة مسيرة التنمية والعطاء ، ولسان حاله يقول:

نبني كما كانت أوائلنا

تبني ونصنع مثلما صنعوا

وهكذا يستمر وطننا ، في أيدٍ أمينة كريمة ، تضع مصلحة البلاد والعباد فوق كل اعتبار.

جبر الله مصابنا بفقيد البلاد الكبير ، وأميرها الأثير ، وأيد الله خلفه بتأييده ، وأمده بتسديده ، وأدام على بلادنا أمنها ورخاءها ، ووحدتها وإخاءها ، إنه على ذلك قدير ، وبالإجابة جدير ، وهو نعم المولى ونعم النصير”.

بدوره، قال وزير الداخلية أنس الصالح: إنه رجل بأمة.. أسس منهجا مبتكرا في العمل السياسي والديبلوماسي ونستذكر بكل اعتزاز إنجازاته وسعيه الدؤوب لرأب الصدع.

وتابع: تخالطنا مشاعر الفرح إزاء ما شهدنا لهذا الرمز العظيم من تقدير.. هنيئا يا صباح الحب والخير كل هذا التقدير. ستبقى يا بو ناصر خالدا ويخفف مصابنا تولي عضده ورفيق دربه استكمال مسيرته المباركة على ذات النهج.

ثم بدأ أعضاء مجلس الأمة يتحدثون مؤبنين سمو الأمير الراحل.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *