لقت السلطات الإسبانية القبض على رجل الأعمال مبتكر برامج مكافحة الفيروسات، جون مكافي، وسيتم تسليمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث وجهت إليه تهمة التهرب الضريبي.
ويقول ممثلو الادعاء إن مكافي فشل في تقديم الإقرارات الضريبية لمدة أربع سنوات، على الرغم من أنه يكسب الملايين من أعماله التي تشمل الاستشارات، وإلقاء المحاضرات، والعملات الإلكترونية، وبيع حقوق قصة حياته.
ولا ترتبط أي من الأموال التي يكسبها بشركة البرمجيات التي تحمل اسمه.
ولم يعلق مكافي علنا على الاتهامات الموجهة إليه.
وإذا تمت إدانته، فقد يواجه عقوبة تصل إلى 30 عاما في السجن.
وقالت وزارة العدل الأمريكية في بيان إن مكافي تهرب من المسؤولية الضريبية عن طريق دفع دخله إلى حسابات مصرفية وحسابات صرف العملات الإلكترونية بأسماء أخرى. ونتيجة لذلك، يُزعم أنه فشل في تقديم أي إقرارات ضريبية بين عامي 2014 و 2018.
كما أنه متهم بإخفاء أصوله المالية، بما في ذلك يخت وممتلكات عقارية، بأسماء آخرين.
وقد أُعلن عن الاتهامات بعد فترة وجيزة من كشف هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (إي إي سي) أنها وجهت اتهامات مدنية ضد مكافي.
وتزعم الهيئة الحكومية المنظمة للضرائب أن مكافي حقق أرباحا تقدر بنحو 23 مليون دولار من خلال “الاستفادة من شهرته” وعمل دعاية يروج فيها لسبعة عروض للعملات الإلكترونية بين عامي 2017 و 2018، والتي قيل لاحقا إنها “عديمة القيمة”، دون الكشف عن أنه حصل على أموال نظير القيام بذلك.
وتسعى هيئة الأوراق المالية والبورصات إلى فرض عقوبة مدنية عليه، وحرمانه من أية “مكاسب مزعومة غير مشروعة”، بما في ذلك فوائدها. كما أنها تريد منعه بشكل دائم من العمل كمسؤول أو مدير في أي شركة من الشركات المصرحة، أو أي شركة تقدم تقارير إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات.
وبالإضافة إلى ذلك، وجهت اللجنة اتهامات إلى الحارس الشخصي لمكافي، جيمي واتسون، بالمساعدة والتحريض على بيع العملات الرقمية، إلى جانب مزاعم أخرى.
ولم يعلق واتسون ولا مكافي بشكل علني على الاتهامات.
ويعد مكافي شخصية مثيرة للجدل في قطاع التكنولوجيا، فقد سطع نجمه في الثمانينيات عندما أسس شركة أصدرت أول برنامج تجاري لمكافحة فيروسات الحواسب – McAfee VirusScan – وساهم في إطلاق صناعة بمليارات الدولارات.
وعلى الرغم من بيعه شركته في ذلك الحين لشركة Intel، إلا أنه لا يزال يطور منتجات الأمن الإلكتروني الخاصة به.
كما كانت لرجل الأعمال، المولود في المملكة المتحدة، محاولات فاشلة في أن يصبح مرشح الحزب الليبرالي للانتخابات الرئاسية الأمريكية عامي 2016 و 2020.
وكان مكافي قد أعرب في السابق عن ازدرائه للضرائب، حيث غرد العام الماضي على تويتر أنه لم يقدم إقرارات ضريبية لمدة ثماني سنوات لأن “الضرائب غير قانونية”.
كما احتُجز العام الماضي لفترة وجيزة في جمهورية الدومينيكان بزعم جلب أسلحة إلى البلاد.
وفي عام 2012، تصدر مكافي عناوين الصحف بعد أن بدأت شرطة مقاطعة بليز التحقيق في وفاة جاره، رجل الأعمال من فلوريدا، غريغوري فول، ووصفت مكافي بأنه “شخص مهم” في التحقيقات.
وقد غادر بعدها مكافي البلاد، قائلاً إنه يخشى على سلامته، لكنه قال إنه “لا علاقة له على الإطلاق” بحادثة القتل.