دعا العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى مَنْ وصفها بقوى الاعتدال والتعقل إلى أن تتحرك بإيجابية، وأن تتحمل مسؤوليتها، كما طلب من الحكومة احتضان هذه الرؤية بعيداً عن أصوات التطرف والتشدد.
وقال ملك البحرين في حديثه لصحيفة “إيلاف” إنه بذل ما في وسعه لمعالجة المشاكل التي تمر بها البلاد بتأسيس حوار وطني، تشارك فيه كل أطياف المجتمع البحريني، تمخض عنه اتفاق ما طرحه المشاركون وقد وافقت الحكومة على كل تلك النقاط، ومنها توسيع صلاحيات مجلس النواب وإعطاؤه صلاحيات أوسع من صلاحيات مجلس الشورى.
وأضاف: “إن ما تم الاتفاق عليه مع القوى المختلفة جارٍ تنفيذه من قبل الحكومة، وبقي القليل”.
وعن المعارضة قال العاهل البحريني: “نحن نعلم أن الاعتدال هو الغالب، لكن تيارات العنف ذات صوت مرتفع، وأناشد قوى الاعتدال ألا تقف مكتوفة الأيدي”.
وأوضح الملك حمد أن البحرين دائماً إلى الخير فتاريخها وأهلها وتجربتها تؤكد ذلك، وأن هذه الأحداث لن تفل من عزيمة الدولة أو توقف مسيرتها، وأكد أن البحرين لن تكون بوابة للإرهاب ليصدر لأحد في المنطقة.
وشدد على أن شعب البحرين شعب متكاتف تعايش مع العالم كما تعايش مع ذاته على مر العصور، وهو بأطيافه المتعددة صار مثالاً بين شعوب المنطقة، والبحرين كبلد له قوانينه وأنظمته المتقدمة وغير الموجودة في بلدان أكبر، وما يحدث الآن سببه أصوات التشدد، فهم خلقوا هذا الخلل وليس لديهم قدرة على القيام بمهامهم السياسية.
وقال عاهل البحرين: “لقد جرّبوا المعارضة والتطرف حتى بات صعباً عليهم المشاركة في الإطار الإداري والتنظيمي المختلف عن الأدوار التي يلعبونها سابقاً، ونحن نعمل حتى يستمر شعبنا في خطواته نحو التطور والارتقاء مع تأكيدنا المستمر وإصرارنا على المسار الديمقراطي الذي ارتضيناه وتعميق الحوار بين الجميع والاستمرار في تحقيق الرخاء لشعبنا الكريم”.
ووجّه العاهل البحريني للمتشددين كلمته قائلاً: “انظروا ما يدور حول البحرين وما تقوم به الجهات الأجنبية وذات المصلحة في عدم الاستقرار من حولنا من تشجيع سياسي للعنف، الأمر الذي يهدد بالتأكيد استقرار البحرين”.
وأضاف: “نحن دائماً مع الحوار بين أبناء الشعب الواحد لمصلحة الجميع، كنا دعونا في يناير/كانون الثاني، إلى استئناف الحوار وكلفنا وزارة العدل بدعوة “ممثلي الجمعيات السياسية والمستقلين من مكونات المجتمع السياسي في البحرين لاستكمال حوار التوافق الوطني”، لأننا نؤمن بأن الحوار لا العنف هو السبيل الوحيد لتجاوز قضايانا وإسهام الجميع من أبناء المملكة للتصدي للتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البحرين والمنطقة بعيداً عن التدخلات الخارجية”.