مدينة الكويت الطقس

الدكتور حمد العسلاوي : الأزمة ما بين الماضي والحاضر @HamadAlaslawi

قبل فترة قصيرة جداً استحضرنا ذكريات الغزو الأليمة واستذكرنا شهدائنا الأبرار وفرحنا بذكرى التحرير وهذا كان غزواً خارجياً. ما نعانيه اليوم هو غزواً داخلياً من بعض أبناء الوطن التجار الجشعين الذين يقتاتون على آلام وأزمات الوطن والمواطنين. هم معروفين، ومن واجبنا الوطني التصدي لهم.

هؤلاء التجار الانتهازيين الذين لا يملون ولا يكلون الا ان يستنزفوا موارد الدولة ودماء البسطاء. هدفهم عنصري بحت في خلق طبقتين في المجتمع. منذ التحرير حتى اليوم وهم يتصدرون مناقصات الدولة التي لم نراها على أرض الواقع. يبيعون الوهم للدولة والمواطنين. يزدادون غنى والشعب يزداد فقراً.

واليوم في أحلك الظروف نراهم يكسرون القانون في سبيل التجارة ويعرضون صحة وحياة المواطنين للخطر. يطالبون الدولة لتعويضهم ولم يطالبوا في رفع كفاءة ورفاهية المواطنين البسطاء وتفريج كربهم. أنانيين بدرجة بشعة جداً تحتار ان تصنفهم من البشر؛ لا يُمكن فالانسانية والضمير معدومان جداً لديهم.

هناك من يمتلك مئات الملايين من خيرات هذا البلد ومن مناقصات لم يطرق بها مسمار بل يتم تضمنيها بالباطن ولا يتحملون تكاليف المخالفات. تمكنوا من مفاصل الدولة حتى أنهم سلبوا الحكومة القرار فتترنح الحكومة بقراراتها على اهوائهم وفي سبيل ارضائهم.

التاريخ يعلمنا دروس عظيمة، فالدول التي يديرها بضعة أفراد من التجار سرعان ما تصدأ وتتآكل من الفساد وتصبح مؤسساتها المدنيه هشة وتصبح كالفقاعه؛ ظاهرها مؤسساتي لكن تدار باصبع هذا التاجر. هؤلاء التجار لا يحملون أسلحة ولا يقفون خلف مدفعية وقت الحروب، هم أول من يهرب بطائراتهم الخاصة.

واجب على الحكومة تحجيمهم وعدم الانصياع لهم، فالشعب والاستثمار بالمورد البشري هم مصدر قوة وتطور أي دولة. ونرفع القبعه ونُرسل تحية تقدير واحترام لكل تاجر وفرد شهم كانت له وقفه رجولية في تسخير تجارتهم وجهودهم في سبيل الوطن والشعب ولا عزاء للجشعين فالوقت كفيل بانحسارهم وهزمهم.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة، إنْ أُعطِي رضي، وإن لم يُعطَ لم يرضَ” رواه البخاري.

شاهد أيضاً

وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنّنا نعْلَمُ أَنَّكَ تَكْذِبُ

عند السماع لتصريح وزير خارجية امريكا الذي قال بكل فضاضة ان الخارجية الأمريكية لم نر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *