كويت نيوز:
قال تقرير شركة الوطني للاستثمار ان كافة الأسواق العالمية انخفضت في شهر يونيو 2013 بعد أداء متباين في شهر مايو.
واضاف التقرير ان الأسواق تفاعلت بشكل سلبي مع تعليقات الاحتياطي الفيدرالي للولايات المتحدة الأمريكية بوجود إمكانية لتقليل حدة التيسير الكمي.
كما شهد الاتجاه العام للأسواق المزيد من الضعف على ضوء الأرقام الضعيفة التي تشير إلى استمرار الركود في أوروبا وظهور علامات الإجهاد على الاقتصادات الآسيوية.
وعلى الرغم من أن أسواق المنطقة كانت سلبية خلال هذا الشهر، إلا أنها تصدرت أداء الأسواق على مستوى العالم مستفيدة من الأساسيات القوية في المنطقة التي ما زالت تجذب المستثمرين.
وحققت أسواق دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أفضل أداء نسبياً هذا الشهر، منخفضة بنسبة 1.0% و1.6% على التوالي.
وتستمر أسوق المنطقة في استقطاب اهتمام المستثمرين الأجانب والمحليين بسبب تزايد الطلب المحلي في المنطقة والاستقرار النسبي الذي يحققه التمويل الحكومي القوي في ظل اضطراب المشهد العالمي.
وقد سجل كل من السوق السعودي والسوق القطري أداءً إيجابياً خلال الشهر بارتفاع بلغت نسبته 1.1% و0.4% على التوالي، مما ساعد على تعويض بعض الضعف في أسواقٍ أخرى في المنطقة.
كما انخفضت الأسواق الأمريكية بنسبة 2.0%، وهو انخفاض معتدل مقارنة بالأسواق الأخرى.
وقد أظهر المستثمرون بعض المخاوف على ضوء التصريحات التي صدرت بعد اجتماع الإحتياطي الفيدرالي الذي عقد هذا الشهر فيما يتعلق بإمكانية التقليل من شراء السندات (تقليل حدة التيسير الكمي) شريطة استمرار التحسن في اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد توقع عدد من المستثمرين بدء الاحتياطي الفيدرالي تقليل شراء السندات في وقت لاحق من هذا العام مع ازدياد تعافي اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية.
ومع ذلك، فقد تحفظ الاحتياطي الفيدرالي على أية تعديلات وشيكة على أسعار الفائدة الأساسية، فيما لا يتوقع إجماع الإقتصاديين أية تغييرات في أسعار الفائدة قبل عام 2015.
وانخفضت الأسواق الآسيوية بنسبة 2.2% في شهر يونيو، حيث انخفض المؤشر للشهر الثاني على التوالي بعد أداء قوي في مطلع عام 2013.
فقد تفاعلت الأسواق في آسيا مع تصريحات الاحتياطي الفيدرالي وكذلك مع الانخفاض الحاد في أرقام التجارة في عدد من الاقتصادات الآسيوية.
ومع ذلك، كان أداء الأسواق اليابانية إيجابي في شهر يونيو، والذي جاء متماشياً مع تحسن الاتجاه العام للبلد نتيجة لارتفاع الإنتاج الصناعي وتحسن أرقام مبيعات التجزئة وتحسن مستويات التضخم الذي يتيح لبنك اليابان الاستمرار بسياساته التوسعية.
وقد انخفضت الأسواق الأوروبية بنسبة 4.9% في شهر يونيو، مع توقع البنك المركزي الأوروبي انكماشاً أسوأ بدرجة طفيفة لمنطقة اليورو بنسبة 0.6% مقارنة بتوقع بنسبة 0.5% قبل ذلك.
كما جاء أداء الأسواق الناشئة وأسواق البرازيل وروسيا والهند والصين (BRIC) منخفضاً هذا الشهر.
فقد انخفضت الأسواق الناشئة بنسبة 6.3% مع التأثير الكبير لتصريحات الاحتياطي الفيدرالي على هذه الأسواق.
ومع انخفاض احتمالات النمو بالنسبة للعديد من هذه الدول واحتمالات قرب انتهاء حقبة الاقتراض الميسَّر عالمياً عقب ارتفاع عائدات السندات في الولايات المتحدة، فقد اختار العديد من المستثمرين الانسحاب من هذه الأسواق.
في الوقت نفسه، انخفضت أسواق البرازيل وروسيا والهند والصين بنسبة 8.1% في شهر يونيو، حيث تحققت أكبر الخسائر من البرازيل التي انخفض سوقها بنسبة 12.5% على خلفية المظاهرات الكبرى التي اجتاحت البلاد للمطالبة بإصلاحات اقتصادية.
وبالنظر إلى المستقبل، نرى أن الأرباح الوفيرة والتقييمات الجاذبة وتحسن الأداء للشركات سوف يعزز الإقبال العام على أسواق الأسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة دول مجلس التعاون الخليجي، يدعم ذلك ارتفاع أسعار النفط والطلب الداخلي والإنفاق على البنية التحتية والنمو في ائتمان القطاع الخاص.
ونحتفظ بنظرتنا الإيجابية طويلة المدى لأسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبخاصة دول منطقة مجلس التعاون الخليجي، تحركها نشاطات النمو الداخلي.
اترك تعليقاً